أكد عدد من المشاركين فى فعاليات النسخة الثالثة عشرة من معرضي «Fi Africa» و«ProPak MENA» على أهمية الحلول التكنولوجية والمستدامة فى تطوير الإنتاج واقتحام الأسواق التصديرية، بالتزامن مع اهتمام العديد من التجمعات الدولية حاليا بالالتزام بشهادات الكربون ومعايير الانبعاثات البيئية فى المنتجات المصنعة.
جاء ذلك على هامش المشاركة فى فعاليات المعرضين التى بدأت أمس وتستمر حتى الغد بمركز مصر للمعارض الدولية، برعاية وزارتى التجارة والصناعة والبيئة.
وقالوا لـ «المال» إن المعرضين، الذى تنظمهما مجموعة «إنفورما» العالمية للمعارض، يمثلان منصة حيوية لتبادل الخبرات وتوطيد الشراكات الإقليمية والدولية، خاصة فى ظل التنافس الإيجابى بين الشركات العارضة والتى تقدم حلولاً متكاملة بدأت من خطوط الإنتاج الذكية وصولاً إلى مواد التعبئة الصديقة للبيئة، مؤكدين أهمية التحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام، وأن خفض الانبعاثات الكربونية لم يعد رفاهية، بل أصبح ضرورة ملحة لضمان القدرة التنافسية.
وقال محمد عبد الحميد، مدير معرضي «Fi Africa «و«ProPak MENA” ، ردا على سؤال لـ «المال» أمس، إن إجمالى عدد الشركات العارضة فى المعرضين يصل إلى قرابة 400، 50% منها كيانات مصرية.
وتابع - فى تصريحات صحفية أمس - أن معرض «Fi Africa « يوفر مساحة متخصصة لعرض المكونات الغذائية، والمحليات، والنكهات، والمكملات، والقهوة والشاي، فى حين يسلط «ProPak MENA” الضوء على أحدث تقنيات التعبئة والتغليف، والطباعة، والأتمتة الصناعية، ومنتجات المخبوزات والحلويات، قائلا إن المعرضين يمثلان منصة حقيقية لنقل المعرفة وربط الأعمال بطريقة مدروسة.
وأضاف أننا نواصل البناء على هذا الزخم لنرسّخ مكانة مصر كمركز صناعى وتجارى إقليمى يُعتمد عليه.
وأكد أحمد السباعى مدير عام الشركة المصرية السويسرية لصناعة المكرونة ومنتجات الدقيق، أن الشركات المصرية لديها فرصة كبيرة لاقتحام العديد من الأسواق الخارجية خلال الوقت الحالي، مشيرا إلى الأهمية المحورية للتوافق البيئى والحلول المستدامة والتوظيف الأمثل للتكنولوجيا فى تعزيز قدرة الشركات المصرية على زيادة صادراتها واختراق أسواق جديدة.
وقال - فى تصريحات خاصة على هامش فعاليات معرضي «Fi Africa” و«ProPak MENA 2025» - إن الأسواق العالمية تضع معايير صارمة للمنتجات، لا تقتصر على الجودة والسعر فقط، بل تشمل أيضا البصمة البيئية للمنتج ومراحل إنتاجه.
وأضاف «السباعي» أن هذا التوجه العالمى يدفع المصرية السويسرية لتبنى أحدث التقنيات التى تضمن كفاءة استهلاك الطاقة والمياه، وتقليل النفايات، واستخدام مواد تغليف قابلة للتدوير، لافتا إلى أن الاستثمار فى هذه الحلول يعود بالنفع على المنافسة والتكلفة على المدى الطويل، ويفتح لنا أبواب الأسواق الأوروبية والأمريكية التى تولى اهتماما كبيرا لهذه الجوانب».
وتابع قائلا : «نحن نؤمن بأن المستقبل هو للمصانع التى تدمج بين الابتكار التكنولوجى والمسئولية البيئية لتحقيق النمو المستدام وقيادة حركة الصادرات المصرية».
وأكد المهندس نديم إلياس، رئيس المجلس التصديرى للطباعة والتغليف ورئيس غرفة صناعات الطباعة، أن المجلس يستهدف تحقيق نمو سنوى %10 فى صادرات القطاع.
وأضاف «إلياس» - فى تصريحات صحفية على هامش افتتاح المعرضين أمس - أن العديد من القطاعات التصديرية الرئيسية مثل الصناعات الغذائية والدوائية تولى اهتمامًا متزايدًا بتطوير أنظمة التغليف، إدراكًا منها لأهمية هذا العنصر فى رفع جودة المنتجات وزيادة قدرتها على المنافسة عالميًا.
ولفت إلى أن التغليف الجيد لا يساهم فقط فى حماية المنتج من التأثيرات الخارجية أثناء عمليات الشحن والتخزين، بل يعمل أيضًا كأداة تسويقية فعالة من خلال التصميمات الجذابة التى توفر معلومات واضحة للمستهلك وتعزز فرص البيع، سواء فى السوق المحلية أو الأسواق التصديرية.
وأكد أن قطاع الطباعة والتغليف يسهم بشكل غير مباشر بما يتراوح بين 7 إلى %10 من إجمالى صادرات مصر غير البترولية، وهو ما يعكس الدور المحورى لهذا القطاع فى دعم النمو الصناعى والاقتصادى للبلاد، مشددًا على أهمية استغلال المعارض الدولية المتخصصة مثل «Fi Africa” و«ProPak MENA” كمنصات للترويج للفرص الاستثمارية والتكنولوجية التى تزخر بها الصناعة محليًا وإقليميًا.
وقال المهندس عماد سلامة المدير التنفيذى لشركة «فوود فاليو»، إن نسخة المعرض الحالى أفضل من نظيرتها الماضية، نتيجة زيادة أعداد الشركات المشاركة فيه خاصة الأجنبية، موضحا أن هذا المعرض يقام كل عام فى آسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا.
وأضاف «سلامة» أن شركته متخصصة فى إنتاج خامات المشروبات والحلويات، والمخبوزات، موضحا أن الشركة يتبعها مصنع به خط إنتاج واحد بينما يتم التصنيع لدى الغير فى 3 مصانع، وفى حالة وجود الحاجة إلى زيادة خطوط الإنتاج فى مصنعه سيتم العمل على ذلك.
وأكد أن حجم الإنتاج فى المصنع التابع يقرب من 90 طنا يوميًا، مشيرًا إلى أن باقى المنتجات التى يتم تصنيعها لدى الغير من 15 إلى 20 طنًا لكل مصنع على حدة.
وأوضح «سلامة» أن هناك بعض المنتجات التى تم توريدها إلى «سايلو فوود»، وشركة مصر للطيران، وهيئة سكك حديد مصر، إضافة إلى القطاع الخاص العامل فى المخبوزات والحلويات، لافتًا إلى أن حجم التوريدات تختلف من جهة إلى أخرى حسب الحاجة فى الفترة المتعاقد عليها.
وأضاف أنه مستهدف خلال الفترة القادمة التصدير إلى عدد من الدول الأفريقية والعربية، وذلك من خلال التعاقدات التى سيتم إبرامها خلال فترة انعقاد المعرض الحالي.
وقال مارتين لوسير مساعد مدير قطاع التصدير بشركة « كامينا « للمنتجات الاستهلاكية - فى تصريحات خاصة لـ«المال« - إن شركته تقوم بتصدير %20 من طاقتها الإنتاجية الإجمالية للعديد من الأسواق الخارجية، أبرزها نيجيريا وأوغندا وإثيوبيا والسعودية والبحيرين وسريلانكا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وهولندا ورومانيا.
وتتخصص «كامينا» فى صناعة العطور ومكسبات الطعم واللون والنكهات والتوابل ومنتجات العناية بالجمال والمنظفات المنزلية والمحليات.
وأكد أنها تستهدف فتح أسواق جديدة لها لأول مرة فى 5 دول وهى الكويت والمغرب وعمان والهند وباكستان، خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن شركته تخطط لزيادة نسبة التصدير لتتراوح بين 20 إلى %25 خلال الـ5 سنوات المقبلة، بهدف توفير العملة الصعبة ومنافسة الأسواق الخارجية وسهولة استيراد المواد الخام المستخدمة فى عملية التصنيع.
وأضاف أن شركته تشارك فى معرض «بروباك مينا» و«فيا أفريقا« الذى يتيح الفرصة للتواصل مع العملاء والاطلاع على مستجدات السوق بهدف التطوير.
من جانبه، قال محمد خالد رئيس مجلس إدارة شركة «القاضي« لماكينات التعبئة والتغليف إن شركته تستهدف التوسع فى التصدير خاصة فى منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تعمل الشركة بطاقة تصنيعية تتوازى مع متطلبات السوق المحلية والخارجية.
وأضاف «خالد”- فى تصريحات خاصة لـ”المال» - أن شركته تعتمد على تصدير %30 من طاقتها الإنتاجية لأكثر من 34 دولة، أبرزها ليبيا والسودان وإثيوبيا والسعودية والإمارات واليمن ولبنان وتونس والمغرب، مؤكدا أنها تستهدف تصدير %50 من طاقتها الإنتاجية، بحلول 2028.
وأوضح أن شركته تدرس فتح أسواق لها لأول مرة فى نيجيريا خلال الفترة المقبلة.
وأشار» خالد» إلى أن شركته تعتمد على المشاركة فى المعارض الدولية الخاصة بالأجنحة المصرية أو المشاركة بشكل مستقل بهدف استكشاف أسواق جديدة فى الدول الأفريقية وزيادة الكميات التصديرية إلى الدول التى يتم التصدير إليها بالفعل.
فى سياق متصل، قال إن قاعدة العملاء الخاصة بالشركة تتخطى الـ25 ألفا، مؤكدا أن شركته استقبلت 800 طلب محلى وخارجى للعديد من المصانع المختلفة باختلاف الماكينات وفقا لمتطلبات كل مصنع.
من جانبه، أكد بيتر فيكتور مدير مبيعات شركة « هاى سينس« لانتاج الأجبان، أن المشاركة فى معرض «بروباك مينا « هذا العام سيحقق المرجو بالنسبة للشركة والسبب الازدحام الملحوظ على المعرض فى خلال الساعات الأولى فقط من اليوم الأول، ومن المتوقع زيادة الإقبال خلال الساعات المقبلة وحتى نهاية المعرض.
وأضاف «فيكتور» أن شركته تعمل فى إنتاج الجبن الطبيعية ومكسبات الطعم التى يتم توريدها إلى العديد من المصانع التى تعمل فى إنتاج الجبن، أبرزها «قتيلو» و«الأصدقاء» و«الكرم» و«غنيم» و«الغذاء العربي» و«الوراق».
وأوضح أن شركته تستهدف تصدير %30 من منتجاتها لأول مرة للأسواق السعودية والأردنية والليبية، بكميات تتراوح بين 20 إلى 40 طن لكل دولة على حدة، بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى.
وألمح إلى أن شركته تخطط لزيادة نسبة الصادرات لتصل إلى %90 خلال الفترة المقبلة، بهدف التوسع داخليا وتوفير العملة الصعبة.