أكدت شركة DynaLiners المتخصصة في أبحاث النقل البحري، أن هناك استجابة من قبل خطوط الملاحية في نشاط الحاويات لانخفاض الانبعاثات الصادرة عن سفنها.
وأكد التقرير الذي ترجمته “المال” أن شركة MSC للشحن السويسرية كانت أكبر شركة شحن حاويات في العالم قامت بتقليل الانبعاثات في سفنها، من خلال تركيب أجهزة تقلل من تلك الانبعاثات استجابة لتعليمات المنظمة البحرية العالمية (IMO).
وذكر التقرير أن الشركة قامت بتجهيز 216 سفينة خلال العام الماضي، خاصة أن الشركة لديها سفن في نشاط الحاويات بسعة اجمالية تصل الى 2.1 مليون حاوية مكافئة.
ثم جاءت شركة Evergreen التايوانية في المرتبة الثانية، حيث قامت بتجهيز نحو 150 سفينة، ليكون أسطولها بنسبة 72% يعمل بالطاقة النظيفة سواء بالغاز الطبيعي أو بأجهزة تم تركيبها لتقليل الانبعاثات الصادرة عنها.
من ناحية أخرى ، تشير شركة DynaLiners إلى أن شركتي Maersk و CMA CGM كانت عند مستويات منخفضة في هذا الاطار حيث استخدمت أنواع من الوقود البديل، وذلك دون تنفيذ تعديلات في أجهزة السفن على نطاق واسع.
وذهب التقرير إلى أنه في نهاية العام الماضي 2022، كانت شركات النقل الكبرى والتي تمتلك أكبر أساطيل مجهزة بأجهزة التنظيف من حيث عدد السفن تعمل 778 سفينة، حيث تم تركيب جهاز تنظيف غاز العادم، وكان هذا يعادل 23٪ من إجمالي عدد السفن .
وحسب التقرير فانه يُقدَّر الطلب العالمي على الوقود البحري بنحو 300 مليون طن سنويا، ما يعادل نحو 5.2 مليون برميل يوميا، حسب تقرير أصدرته وكالة الطاقة الدولية في سبتمبر الماضي، وعلى الرغم من أن قطاع النقل البحري نجح في خفض كثافة انبعاثات الكربون بما يزيد عن 30% منذ عام 2008، إلا أن إجمالي انبعاثات القطاع ارتفع بمعدل سنوي متوسط قدره 2.1% ليصل إلى 800 مليون طن في عام 2019.
يذكر أنه فى 2015 أصدر البرلمان الأوروبى بعض القواعد الجديدة لرصد ومتابعة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون من السفن، التى تأتى إلى موانئ دول الاتحاد، تبعتها فى 2016 بإرساء قواعد للمتابعة وإصدار شهادة التوافق للسفن.
وأصدرت المنظمة البحرية الدولية IMO القرار رقم 278، 282 لسنة 2016 والخاص بنظام رصد ومتابعة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون من السفن.
وأقرت المنظمة البحرية الدولية IMO أنها سوف يتم تفعيل قرارتها، بالنسبة لرصد ومتابعة الانبعاثات الكربونية من السفن حمولات 5000 طن فأكثر.
لكن فى جميع أنحاء العالم من يوم يناير 2019، التى رصد عددها 50000 سفينة على مستوى العالم، خلال نفس العام يتم إصدار شهادات التوافق للسفن من الإدارات البحرية لدولة السفينة.
من ناحية أخرى أعلنت العديد من التقارير الاقتصادية عن أن هناك إجماع على أن الغاز الطبيعى المسال، هو أفضل حل للخطوط الملاحية ومشغلى السفن حاليا ومستقبلا، بسبب نمو البنية التحتية للغاز الطبيعى المسال فى جميع أنحاء العالم.
وفي يناير 2020 أعلنت شركة msc للشحن أنها تقوم بخطة للتوافق مع قرارات المنظمة البحرية العالمية.
وذكرت الشركة أن أهم ما يؤرق هذا الإتجاه إستمرار محدودية المحطات التي تقوم بتخزين وتموين السفن بالغاز الطبيعي المسال بالموانئ العالمية، وهو ما يحتاج إلى استثمارات ضخمة .
وأكدت أنها اختارت مزيجًا من الوقود منخفض الكبريت مع وضع أنظمة تنظيف لعادم ماكينات السفن.
وقالت إنها أتمت برنامجا لتحديث أكثر من 250 سفينة في أسطولها الحالي بأحدث التقنيات، وهو ما يقلل من مليوني طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا لسفنها فقط.
من جهته أشار الدكتور احمد بدوي الخبير الملاحي، أنه منذ صدور قرارات المنظمة البحرية العالمية، اتخذت الخطوط الملاحية عددا من الخطوات لتنفيذ تلك القرارات، منها تقليل سرعات السفن والتي كلما زادات زاد استهلاك الوقود بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النوالين والتي أعلنت عنها كثير من الخطوط خلال الفترة الراهنة منها CMA -CGM ، وهاباج لويد، وميرسك .
وتوقع أنه في حالة استمرار الإتفاقية وعدم تأخيرها، سيتم سحب عدد كبير من السفن لتركيب أجهزة ” scraper ” لها أو والتي بدورها تعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية، أو تحويل محركاتها للعمل بالغاز الطبيعي، بما يترتب عليه حدوث عجز بالسوق الملاحي العالمي، وهو ما يعمل أيضا على زيادة أسعار النوالين بصورة كبيرة.