لا يمكن تلخيص المسئولية المجتمعية لدى الشركات بمجرد عدد من الأعمال الخيرية التى تقام من أجل تحقيق الاستفادة والنفع لفئة معينة من المجتمع، بل امتد هذا المفهوم فى وقتنا الحاضر ليشمل مبادرات طموحة تشمل عموم المجتمع وتطمح فى إحداث تغيير جذرى وشامل على مستوى العالم كله.
وقد لفت الأنظار فى الآونة الآخيرة مجموعة من المبادرات التى قامت بها شركة فيليب موريس على صعيد تنمية المجتمع، تنبع من وعى الشركة بأعمالها وكونها جزءًا من المجتمع.
وفى هذا الإطار أطلقت الشركة مفهوم «عالم بلا دخان» الذى بدأت بالفعل فى تحقيقه من خلال خطتها لطرح منتجات بلا دخان ذات احتماليّة تخفيض الضرر، كما أطلقت عددًا من المبادرات على مدار العقد الماضى تكافح آفة التدخين بين من هم دون 18 عامًا لتوعية المجتمع بهذه الظاهرة ومكافحتها.
يأخذنا الحديث فى الحوار التالى مع السيد فاسيليس جاكتسيليس المدير العام لشركة فيليب موريس مصر والمشرق العربى فى رحلة فيليب موريس لخلق «عالم بلا دخان»
لماذا لجأت فيليب موريس إلى تأسيس مركز أبحاث لمنتجات الكترونية مخفضة الضرر؟
– نؤمن فى فيليب موريس إنترناشونال بمسئوليتنا تجاه المجتمعات التى نعمل بها، بل ونضع هذه المسئولية دائما نصب أعيننا وعلى رأس أولوياتنا، فى جميع أعمالنا. كما نعلم أن هناك مخاطر من التدخين التقليدى القائم على حرق التبغ، لذلك قررنا تقديم منتجات بديلة ذات احتماليّة تخفيض الضرر، ووضعنا لهذا الهدف استراتيجية عمل بدأناها قبل أكثر من 10 سنوات، ولهذا الهدف أسسنا أكبر مركز ابحاث متخصص فى تطوير هذه المنتجات فى «نيوشاتيل» بسويسرا، والذى يضم المئات من أمهر العلماء والباحثين والأطباء من جميع المجالات الطبية والبحثية والعلمية، يعملون بدأب لتطوير أبحاث تساهم فى تحقيق أهدافنا فى خلق «عالم بلا دخان».
نحن نشجع الناس وندعوهم لعدم التدخين ونقول لهم ان لم تكونوا مدخنين فلا تدخنوا بل ونشجعهم على الاستمرار فى هذا النهج الصحى وعدم محاولة التدخين. أما من يدخنون من البالغين ولكن لا يريدون الإقلاع عن التدخين فنقدم لهم هذه المنتجات.
ما حجم الإنفاق الذى تم على هذا المركز منذ تأسيسه؟
– استثمرنا أكثر من 6 مليار دولار على الأبحاث التى تم العمل عليها فى هذا المركز منذ 2008 وحتى اليوم، من خلال الكوادر العلمية والبحثية التى استقدمناها من جميع أنحاء العالم والذين يتميزون أيضًا بخلفية عن العلوم الحياتية، كما قمنا بتطوير شبكة عالمية من شركاء الأبحاث والتكنولوجيا المتخصصة فى أكثر من 30 موقعًا حول العالم.
واستثمرنا 120 مليون دولار أمريكى فى بناء المركز البحثى نفسه فى «نيو شاتيل» تحت اسم The Cube، هذا بالإضافة الى أكثر من 1.5 مليار دولار فى مرافق التصنيع لإنتاج مكوّنات التبغ لمنتجاتنا الخالية من الدخان. ويتضمن المبلغ كلفة بناء مصانع جديدة للفائف التبغ المسخن فى إيطاليا وألمانيا، وكذلك تحويل المصانع القائمة فى اليونان وروسيا ورومانيا وسويسرا.
انواع السجائر الالكترونية كثيرة جدا.. فما هو الفرق بينها وبين ما تقدمه فيليب موريس؟ أيضًا ما هو الفرق بين تكنولوجيا تسخين التبغ والسجائر الالكترونية الاخرى؟
– تعمل منتجات تسخين التبغ بتكنولوجيا دقيقة هدفها منع عمليّة الحرق التى تتأتّى منها معظم الأمراض المرتبطة بالتدخين، مما يقلل نسبة المواد الكيمائيّة الضارّة التى يحتوى عليها البخار الصادر عن هذه المنتجات بنسبة تصل إلى %95 حيث أكدت الأبحاث واتفق الخبراء على أن السبب الرئيسى للضرر الناتج عن التدخين هو المواد الكيميائية السامة الموجودة فى الدخان ومعظمها ناتج عن حرق التبغ – وليس فى النيكوتين، الذى ورغم طبيعته الإدمانيّة فهو ليس السبب الرئيسى لهذه الأمراض.
أليس غريبا أن تخرج رؤية وشعار «عالم بلا دخان» من أكبر شركة إنتاج تبغ فى العالم؟
– بالعكس، من الضرورى أن يأتى ذلك من جانبنا كون ذلك يزيد من حجم التأكيد على أهمية هذا التحول، بالإضافة إلى امتلاكنا المعرفة والموارد والخبرة العلميّة اللازمة لتحقيق هذه الرؤية الطموحة. على الرغم من أنه كان من الممكن أن نختار الاستمرار فى «الوضع الراهن» ، فقد اخترنا ان نلعب دورًا رائدًا على المستوى العالمى من أجل المساهمة فى خلق عالم بلا دخان لصالح المدخنين البالغين، ومن حولهم، والمجتمع ككل، وكذلك المساهمين والموظفين لدينا.
متى ستطلقون IQOS فى السوق المصرية؟
نعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المعنية من أجل اتاحة المنتجات الخالية من الدخان، وقد احرزنا تقدمًا ملحوظًا، لذلك فإننا نعتقد ان هذه المنتجات ستصبح متاحة قريبًا فى مصر للمدخنين البالغين.
ما عدد الدول العربية التى يتم فيها تداول منتج IQOS؟
– حتى الآن فإن منتج IQOS متاحًا فى 51 سوقًا على مستوى العالم منها الإمارات العربية المتحدة وفلسطين والمنطقة الحرة بمطار بيروت الدولي.
ما هو تعليقكم على مشهد تجارة تهريب السجائر فى مصر؟
– التجارة غير المشروعة هى مشكلة عالمية. من بين أمور أخرى، فإنها ذات تأثير سلبى على خزانة الدولة، حيث أنها تسبب خسائر فادحة تقدر بالمليارات سنويًا. إلى جانب السجائر، تؤثر التجارة غير المشروعة على فئة المنتجات الخالية من الدخان. وهذا بدوره يتطلب إجراءات فورية تهدف إلى تنظيم تداول هذه المنتجات التى يدعمها العلم، ونحن بدورنا نتعاون عن كثب مع السلطات لمعالجة هذه المشكلة.
ما هى خطتكم للسوق المصرية فى 2020؟
– تعد السوق المصرية من أكبر أسواق المنطقة ونحن نستثمر فيها لما يقرب من نصف قرن، ولأنها سوق كبيرة، فإن اهدافنا وخططنا نضعها بشكل مرحلى لتتناسب مع أى متغير يحدث بها، لكن يظل الهدف الرئيسى دائما هو الاستمرار فى تقديم منتجاتنا بأعلى المواصفات القياسية، وتلبية كافة احتياجات المستهلكين وأذواقهم المختلفة
كم يبلغ عدد الأيدى العاملة التى توفرها صناعة التبغ؟
– نحن نقوم بتصنيع جميع منتجاتنا محليا فى الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني»، ولدينا شراكة قوية وطويلة الأجل معها تقوم على المصالح المتبادلة. ومن هنا، توظف شركتنا 2500 شخص توظيفًا غير مباشر؛ ويعمل أغلبهم فى أنشطة المبيعات، والتوزيع.