شهدت سوق الحاسبات فى مصر خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا فى أسعار تكاليف الصيانة وقطع الغيار بنسبة وصلت إلي %50 على خلفية نقص الكميات المعروضة وانخفاض معدلات الاستيراد بسبب جائحة فيروس كورونا والتى أدت إلى وقف خطوط إنتاج أغلب الشركات العالمية.
وقال تجار متعاملون فى سوق الحاسبات، إن الصناعة تواجه حاليا عدة تحديات أهمها ارتفاع تكلفة قطع الغيار ومدخلات الانتاج وانخفاض حركة المعروض ورفع رسوم الصيانة، وكذا ارتفاع تكلفة رسوم الاستيراد من الأسواق الصينية والخليجية، بالاضافة إلى توجه المستهلك صوب أجهزة الهواتف المحمولة والحاسبات اللوحية (التابلت).
خليل: السوق تعانى من تذبذب بسبب انخفاض معدلات الاستيراد
أكد خليل حسن خليل، رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن سوق الحاسبات تعانى من التذبذب بسبب انخفاض معدلات الاستيراد الناتجة عن الوباء، لافتا إلى أن منتجات الحاسبات تشهد باستمرار زيادة فى رسوم الاستيراد خاصة وأنها تمر عبر أكثر من وجهة.
وأوضح خليل لـ «المال» أن المستهلك المصرى أصبح خلال الفترة الأخيرة يلجأ إلى استخدام اللاب توب او التابلت فى العملية التعليمية بدلا من أجهزة الحاسبات المكتبية (الديسك توب)، مما جعل معدل الطلب على منتج الحاسب الالى للضرورة أوممارسة الالعاب الإلكترونية فقط، لافتا إلى أن سعر كارت شاشة قد يصل إلى 8 آلاف جنيه وهو فى ارتفاع مستمر خلال الفترة الحالية.
ورأى أن اتجاه الطلاب نحو التعليم أونلاين ساهم فى مضاعفة الطلب على أجهزة اللاب توب والتابلت مقارنة بما قبل الجائحة، متوقعا استقرار السوق خلال الفترة القادمة بعد عودة عمل الشركات الأجنبية بكامل طاقتها.
فى سياق متصل، أكد تجار يعملون فى مجال صيانة وبيع قطع غيار الحاسبات بمول البستان، أن سوق الكمبيوتر تعرض فى الفترة الأخيرة إلى تحديات مختلفة أبرزها ارتفاع أسعار قطع الغيار وعلى رأسها كروت الشاشة والكيبورد والرامات وأجزاء من مكونات الهاردوير الأخرى بنسبة تقارب 50 %.
واعتبروا أن انخفاض معدل الطلب على أجهزة الكمبيوتر ساهم أيضا فى ارتفاع تكلفة ورسوم الصيانة بسبب توجه الفنيين إلى إصلاح أعطال أجهزة التابلت والمحمول كبديل عن صيانة الكبيوتر.
وأوضحوا أن أجهزة الكمبيوتر 8 أجيال مختلفة وبأسعار متفاوتة تختلف حسب المواصفات الفنية، مشيرين إلى أن أغلب قطع الغيار متوافرة ولكن الأسعار غير مستقرة بسبب انخفاض حركة الاستيراد خلال الفترات السابقة.
وألمح خالد الصاوى، مهندس صيانة فى محل القدس بمول البستان، إلى أن الفترة الماضية شهدت ارتفاع الأسعار بنسبة محدودة لاسيما بعد انخفاض المعروض وتذبذب حركة السوق العالمية وانخفاض حجم الشحنات المستوردة إلا أن التجار والمستهلكين، على حد وصفه، استطاعوا أن يتأقلموا مع المتغيرات الناتجة عن جائحة كورونا.
وتابع أن حالة الاستقرار تأتى مجددا بعد عودة الشركات العالمية فى الصين للعمل بكامل طاقتها الإنتاجية كما كانت قبل تفشى كوفيد 19 ، لافتا إلى أن الطلب حاليا على قطع الغيار والصيانة يعمل بشكل جيد خلال موسم الدراسة الأونلاين.
وأوضح أن تكلفة مدخلات الانتاج ارتفعت فى الفترة الماضية بشكل ملحوظ مثل خام النيكل والفولاذ ورقائق السيليكون والتى تدخل جميعها فى تشكيل مكونات أجهزة الحاسبات الآلية والتابلت، والمحمول، والإلكترونيات، خاصة اللوحات الأم motherboard.
وبحسب صاحب أكبر سلاسل تجارية فى قطاع الإلكترونيات ، فإن عدد أجهزة الحاسبات المباعة فى مصر خلال العام الماضى سجل أكثر من نصف مليون وحدة بقيمة بلغت 3.8 مليار جنيه.