بكين تصدر 150 مليون سائح سنوياً
تتجه الأنظار صوب السوق الصينية كمصدر مهم لتنشيط حركة السياحة العالمية، بعد أن حطمت السياحة في الخارج أرقاماً قياسية لتصديرها قرابة 150 مليون سائح سنوياً ينفقون خلالها أكثر من 250 مليار دولار خارج بلادهم.
أكدت وكالة شينخوا أن يزداد سوق السياحة الصيني إلى الخارج بنسبة 5% سنوياً في المتوسط خلال الأعوام المقبلة، ليصل بذلك عدد السياح الخارجين إلى 157 مليوناً فى 2020، وفقاً لأكاديمية السياحة الصينية، وهي مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الثقافة والسياحة.
أفادت تقارير دولية أن الصينيين وحدهم ينفقون 429 مليار دولار فى الخارج بحلول 2021.
وتتصدر اليابان، وتايلاند، والولايات المتحدة، وأستراليا قائمة الوجهات المفضلة صينياً، إلى جانب وجهات أخرى في جنوب شرقي آسيا مثل سنغافورة، وإندونيسيا، والفلبين.
تعد هذه الأعداد والأموال المتوقع إنفاقها من السائحين الصينيين بمثابة إيرادات مغرية لغالبية الدول، ليطالب ممثلو القطاع السياحي في مختلف المقاصد السياحية المصرية بالتركيز على هذا السوق المهمة واستقطاب أعداد كبيرة منهم على الأقل 2 مليون سائح سنوياً، تمثل نسبة 1% من الأعداد التي تخرج للعالم.
وطالب ممثلو القطاع السياحي كذلك بتدشين مطاعم ذات طابع صيني وزيادة عدد المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الصينية.
وأشاروا إلى أن المشاركة في المعارض السياحية بالصين تمثل فرصة كبيرة لجذب المزيد من السائحين من دول شرق آسيا بشكل عام، والصين بشكل خاص.
أعلنت رانيا المشاط، وزيرة السياحة، عن مشاركة مصر في المعرض السياحي «cottm» المنعقد في العاصمة الصينية بكين خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل الجاري، نافية ما تم تداوله بشأن إلغاء مشاركة مصر.
زيادة المرشدين المتخصصيين وتوفير المطاعم
قال محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحي بالصعيد، إن السوق الصينية بالنسبة للسياحة المصرية مهمة، وأن الحركة من هذا السوق تأثرت في بعض الأحيان لتصل إلى 80 ألف سائح فقط، لكن تبادل الزيارات ساهم في تحسن الحركة الوافدة من هناك.
أضاف لـ«المال»، أن السائح الصيني من ذوي الإنفاق المرتفع، ويصدر للعالم 150 مليون سائح سنوياً.
وطالب الجهات المعنية بزيادة عدد المرشدين المتحدثين باللغة الصينية، وتوفير مطاعم ذات طابع صيني، لا سيما أن الطعام من ثقافتهم فضلاً عن وضع إرشادات فى المواقع الاثرية باللغة الصينية.
قال إلهامي الزيات، رئيس شركة إيمكو للسياحة، إن المقصد المصري ليس أولوية بالنسبة للسائح الصيني، مقارنة بوجهات أخرى في أوروبا.
وشدد على أنه لا بد من توافر عدة عوامل لزيادة أعداد السائحين الصينيين لمصر، من بينها زيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين البلدين، وتطلق مصر للطيران 11 رحلة أسبوعية والشركة الصينية تطلق 3 رحلات فقط في الأسبوع.
أضاف الزيات أنه لا بد من تنويع المنتجات المقدمة للسائح الصيني ودراسة هذه السوق بالشكل الكافي لتوفير احتياجاته، منوهاً إلى أهمية المشاركة في المعارض السياحية هناك.
يجب تدشين خطوط طيران مباشرة
قال عاطف عبد اللطيف، عضو جمعيتي مستثمري جنوب سيناء ومرسى علم، إن مشاركة مصر في المعرض السياحي «COTTM»المقرر انعقاده فى العاصمة الصينية بكين، فرصة كبيرة لجذب المزيد من السائحين من دول شرق آسيا بشكل عام والصين بشكل خاص.
أضاف أن عقد العديد من الاتفاقات له دور كبير في تسليط الضوء على مصر سياحياً وتجاريا واستثمارياً، وزيارة الرئيس الصيني لمصر وجولاته السياحية.
ولفت إلى اتفاقية طريق الحرير أو مبادرة الحزام التي تهدف إلى ربط القارة الأوروبية بالصين، والمرور عبر مصر من خلال قناة السويس، التي يكون لها الدور في تنشيط السياحة لمصر بخلاف حركة التجارة والاستثمار.
وأكد أن الدخول فى الصين وأسواق شرق آسيا يتطلب وجود خطوط طيران مباشرة لهذه الأسواق المستهدفة مع التسويق بشكل جيد للسياحة المصرية، خلال معرض الصين، والتركيز على برامج السياحة الكلاسيكية والأثرية، وافتتاح المتحف المصري الكبير، والتسويق لبرامج حج العائلة المقدسة والنايل كروز النيلية.
اقترح إمكانية إعداد برامج تجمع بين السياحة الكلاسيكية والترفيهية، مؤكداً أن الصين واليابان من عشاق السياحة الثقافية.
أشار إلى أن إجمالي عدد السائحين من دول الصين، واليابان، والفلبين، وإندونيسيا وماليزيا، وكوريا الجنوبية، وتايوان، بلغ 442 ألفا و669 سائحًا فى 2018 وهذا الرقم ضعيف بالنسبة لعدد السياح الذين يخرجون من هذه الدول كل عام وكذلك بالنسبة لطبيعة العلاقات القوية بين مصر وتلك الدول.
يذكر أن معرض بكين السياحي يزوره 5500 زائر متخصص في أنشطة السياحة والسفر حول العالم، وتساهم مصر في هذا المعرض منذ بدايته بجناح على مساحة 100 متر، بمشاركة الشركات السياحية والفندقية.