كشف مجموعة من الخبراء والمستثمرين عن وجود فرص كبيرة لنمو حجم أعمال مقدمى الحلول الذكية فى السوق المصرية، وزيادة الاعتماد عليها خلال المرحلة الراهنة، مقدرين هذا النمو بنسبة %50 سنويا حد أدنى.
أرجعوا تحقيق النمو المرتقب فى استخدام الحلول الذكية إلى 3 محفزات أساسية، «الطفرة العمرانية التى تعيشها مصر حاليا من خلال التوسع فى بناء المدن الجديدة والجامعات، واستمرار الدولة فى خطة ترشيد الاستهلاك ورفع أسعار الطاقة والكهرباء والمياه، وأخيرا المنافسة القوية لتحقيق الاستدامة عبر توفير عوامل الرفاهية لجذب العملاء واستخدام أساليب صديقة للبيئة».
بخيت: الطفرة العمرانية والمنافسة والاستدامة أبرز عوامل الجذب
قال المهندس أسامة بخيت، مدير عام شركة «365 إيكولوجى»، العاملة فى مجال الحلول الذكية، إن الاتجاه صوب إنشاء مبان أعلى كفاءة فى استخدامات الطاقة يفرض علينا الاعتماد على التكنولوجيا الذكية فى مجالات التكييف والتدفئة والعزل الحرارى والتهوية والتبريد.
أشار إلى أن وجود عدد من المحفزات للاستثمار فى مجالات الحلول الذكية فى السوق المصرية خلال الوقت الراهن، من بينها تحقيق الاستدامة، وتلبية احتياجات المطورين فيما يخص توفير مبان صديقة للبيئة وموفرة للطاقة فى نفس الوقت، فضلا عن تمكين العملاء من السيطرة على المبانى عبر تطبيق إلكترونى على الهاتف الجوال، فيما يخص استخدامات الإضاءة أو فتح النوافذ أو تشغيل المكيفات والأجهزة وكاميرات المراقبة.
أضاف بخيت أن أكثر القطاعات التى تعتمد على الحلول الذكية حاليا فى مصر هى الفنادق والبنوك والجامعات، مشيرا إلى أن الدولة توجه جزءا كبيرا من استثماراتها ناحية الجامعات فى المدن الجديدة حاليا.
اعتبر بخيت عنصر المنافسة من أهم العوامل الداعمة للاعتماد على الحلول الذكية، ويسعى جميع العملاء مثل الفنادق والجامعات والبنوك والمولات الكبيرة، لجذب أكبر عدد ممكن من المستهكلين عبر القدرة على تحقيق الديناميكية والرفاهية لتلبية طموحهم.
أوضح بخيت أن الحلول الذكية توفر40 – %50 من فاتورة استهلاكات الطاقة، الأمر الذى يخفض التكاليف التى يتحملها العملاء على المدى القريب والبعيد، لافتا إلى أن استخدام أنظمة ذكية لم يعد مكلفا مثلما كان سابقا، بل أصبح قريبا جدا من الأنظمة التقليدية.
أوضح أن أكثر من %90 من الأنظمة الذكية مستوردة من الخارج، قائلا: «نسعى لتحقيق أفضل استخدام جيد لهذه التكنولوجيا عبر إنتاج مبنى ذكى متكامل حتى نستطيع تسويقه داخليا وخارجيا، وحال نجاحنا فى هذا الأمر فمن الوارد بعد ذلك التركيز على السعى لتصنيع مثل هذه الأنظمة فى مصر».
شتا: تساهم فى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل نفقات المواطنين
قال وليد شتا، الرئيس الإقليمى لشركة شنايدر إليكتريك مصر وشمال شرق إفريقيا، إحدى مقدمى الحلول الذكية، إنه مع ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة من جانب الحكومات ظهرت الحاجة لضرورة البحث عن الحلول الذكية الخاصة بكل القطاعات للإسهام فى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل نفقات المواطنين.
أشار إلى أن وجود توجه كبير من الحكومةإلى الحلول الذكية خاصة فى المياه والكهرباء مع دخول مصر لمنطقة الشح المائى والتحديات الخاصة بتوفير المياه، فى وقت يتزايد فيه الاستهلاك من جانب المواطنين، ما أوجب الاعتماد على الحلول الذكية للحفاظ على المياه ومساعدة الدولة فى تنفيذ استراتيجيتها.
أوضح أن وزارة الكهرباء قامت مؤخراً بوضع برنامج تحول بشكل كاملإلى الحلول الذكية كمبانى ومحطات توليد ومحطات نقل وشكبات كهرباء بدلا من الشبكات التقليدية الحالية ما يتطلب استثمارات ضخمة خلال الفترة المقبلة، لكنها توفر الاستثمارات الخاصة بإنشاء محطات لتوليد المزيد من الطاقة، ويطيل من العمر الافتراضى لمشروعاتها، وتقليل العمالة والعامل البشرى والفقد بالشبكات.
أكد أن الدولة تقوم حالياً ببناء المزيد من المدن الذكية مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، مشيراًإلى أن الحلول الذكية تنخفض تكلفتها مع مرور الوقت ومع وزيادة انتشارها، لكن تحتاج لمزيد من الوعى للتحول إلى الذكاء الاصطناعى وما شابه ذلك.
قال شتا إن الحلول الذكية تمكن المستهلك والحكومة من التنبأ بالمشاكل والأعطال قبل وقوعها، لأنها تراقب كافة الاستهلاكات والشبكات، مؤكداً أن المنطقة شهدت خلال الفترة الماضية طلباً كبيراً على إنشاء مراكز تحكم فى التجمعات السكنية أو المدن الجديدة.
لفت إلى أن المبانى والمشروعات الذكية تمتلك غرف تحكم بها العديد من الميزات مثل جمع البيانات الخاصة باستهلاك الكهرباء والماء والغاز، وكاميرات المراقبة، وكشف المشاكل والأعطال وتقديم الصيانة قبل تفاقمها.
أضاف شتا أن أنظمة جمع البيانات والتحكم بها تمكن إدارة المنشأة من جمع بيانات الاستهلاك ورصد أى ارتفاع فى الاستهلاك، فضلاً عن التدخل سواء عبر برمجة النظام أو التحكم البشرى لتخفيض الاستهلاك فى المنشأة.
قال وائل أحمد، مدير تطوير الأعمال فى شركة « زاودس» للمقاولات وحلول الطاقة، إن هناك فرصا كبيرة لزيادة نمو قطاع الحلول الذكية فى المبانى خلال المرحلة الراهنة.
رهن القدرة على تحقيق هذه الفرص بضرورة نشر الوعى بأهميتها والفائدة المتحققة من الاعتماد عليها فى إنشاء المباني، وضرورة وجود تشريع قانونى يساهم فى عمليات التحول إلى المبانى الذكية.
أشار أحمد إلى أن السعودية على سبيل المثال أصدرت منشورا ملكيا بإحلال وتجديد المبانى التى مر على إنشاءها فترة زمنية معينة، بهدف جلعها أكثر كفاءة فى استخدام الطاقة، لافتا إلى أن أهمية نقل هذه التجربة الى السوق المصرية.
لفت إلى أن العائد على الاستثمار من عمليات إحلال وتبديل الأنظمة الذكية بأخرى تقليدية أو قديمة، أكبر بكثير من تكلفة الأنظمة الجديدة، واسترداد التكلفة خلا نحو عام أو عامين، متمثلا فى الوفر المتحقق بفواتير الاستهلاك.