تراجعت إنتاجية محصول قصب السكر للفدان الموسم الجارى (2019-2020) من 40 إلى 30 ألف طن فى أغلب محافظات الجمهورية .
وحدد عدد من مسؤولى جمعية القصب لـ«المال» ثلاثة أسباب رئيسية وراء انخفاض إنتاجية محصول قصب السكر للفدان الموسم الحالى أولها الظروف المناخية الصعبة، فضلا عن ضعف كفاءة الصنف المزروع حاليا (س 9)، الذى أصبح يعانى من «التقزم» وتدهور خصائصه وقدمها وعدم ملاءمتها للآفات والتغيرات المناخية الصعبة ، وأخيرًا عدم تجاوب المحصول مع بعض أنواع الأسمدة التى يتم صرفها فى مناطق الزراعة وأحيانا عدم توافرها أو ارتفاع أسعارها فى السوق الحرة.
قال الشافعى حسن، عضو نائب رئيس جمعية منتجى القصب لـ«المال»، إن محصول القصب يواجه خطرا كبيرا حاليا نظرا لتراجع إنتاجية الفدان الموسم الحالى 2020، بشكل غير مسبوق، نتيجة «تقزم» صنف «س 9» المنزرع الذى أصبح لا يتواكب مع التغيرات المناخية الحالية.
قال إن هذا الصنف يعتمد عليه فى الزراعة منذ فترة الأربعينيات ولا يوجد أى أنواع أخرى بديلة أمام المزارع ، وأن الآفات الزراعية أصبحت أكثر شراسة أمام صنف يزرع منذ 10 أعوام، كان آخرها انتشار الديدان التى تفتك بالمحصول، وظهرت المشكلة بشكل أكبر الموسم الجارى نتيجة تغير طبيعة المناخ فى مصر صيفا وشتاء.
أشار الشافعى إلى أن هناك عامل آخر لذلك التراجع وهو نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها داعيًا وزارة الزراعة إلى التحرك لإيجاد البدائل من أصناف جديدة بعد تراجع متوسط إنتاجية الفدان من 40 طنًا فى الموسم الماضى إلى 30 طنًا حاليًا كمتوسط على مستوى الجمهورية وفى الأراضى الضعيفة ينتج الفدان 20 إلى 25 طنا فقط.
أكد النوبى أبو اللوز، أمين صندوق نقابة الفلاحين أن هناك تراجعا فى متوسط إنتاجية القصب للفدان، وسجل الفدان إنتاجية الموسم الحالى من 25 إلى 30 طنا مقابل 40 طنا العام الماضي.
أوضح أبو اللوز أن هناك عدة أسباب لذلك التدهور الحاد والمفاجئ لمحصول القصب ، وهى أن وزارة الزراعة لم تستنبط سلالات جديدة من أصناف القصب تكون أعلى فى الإنتاجية وتقاوم الأمراض.
لفت إلى أن صنف قصب «س 9» أصبح لا يلائم الظروف البيئية والمناخية الأقوى منه، لأنه غير مقاوم للآفات الزراعية، مطالبا وزارتى الزراعة والتموين إيجاد بدائل أمام المزارعين واستنباط أصناف جديدة تتواكب مع التغيرات المناخية ومقاومة للأمراض، وعالية الإنتاجية.
قال حسين عبدالرحمن، نقيب الفلاحين، إن مستقبل إنتاج السكر فى مصر لمحصول بنجر السكر، لأنه يوفر المياه ويستغرق وقت الزراعة أقل من القصب، مشيرا إلى أن مساحة البنجر فى اتساع بينما تتقلص مساحة الثاني.
لفت إلى أن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من السكر فى مصر تتسع نتيجة الزيادة السكانية وبلغت فيه حاليا مليون طن سنويا.
أكد أنه من الممكن تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر عبر التوسع فى زراعة الأصناف عالية الإنتاجية من البنجر، ويحقق الفدان 25 طنا من البنجر قد تصل نسبة السكر فيه إلى 16 %.
أشار إلى أن طن البنجر ينتج 160 كجم سكر، بينما ينتج طن القصب 120 كيلو سكر فقط، مطالبا بالتوسع فى زراعة البنجر كأفضل وسيلة وأقل تكلفة من القصب لتحقيق الاكتفاءالذاتى او للتصدير .
يذكر أن مصر تستهلك ما يقارب من 3.3 مليون طن سكر سنويا، وإنتاجها المحلى من السكر (البنجر والقصب) يصل إلى 2.3 مليون طن، ويتم تلبية باقى الاحتياجات عبر الاستيراد من الخارج.
أوضح عبد الرحمن أنه مع ثبات مساحات زراعة القصب بنحو 320 ألف فدان واتجاه السياسة العامة لعدم التوسع فى زراعته مستقبلا بالنظر إلى قلة موارد مصر المائية واعتبار القصب من المحاصيل شرهة استهلاك المياه، فإن الأمل فى تقليل الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك من السكر والوصول للاكتفاء الذاتى ينحصر فى التوسع فى زراعة البنجر.