يبدو أن التحول الأوروبي نحو الطاقة النووية يكتسب زخمًا متزايدًا، حيث تُقيّم الدول خياراتها في سعيها لتحقيق استقلال أكبر في مجال الطاقة، بحسب شبكة سي إن بي سي.
في الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت الدنمارك عن خطط لإعادة النظر في حظرٍ دام 40 عامًا على الطاقة النووية، كجزء من تحولٍ سياسي كبير، وأفادت التقارير أن إسبانيا أبدت انفتاحها على مراجعة إغلاق محطاتها النووية، وتخلّت ألمانيا عن معارضتها القديمة للطاقة الذرية.
يُظهر الاهتمام الأوروبي المتجدد بالطاقة النووية كيف تُقيّم بعض الدول خياراتها في سعيها لتحقيق استقلال أكبر في مجال الطاقة.
يبدو أن هذا التوجه المتنامي مدفوع، جزئيًا على الأقل، ببعض التكاليف المرتبطة بمصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
صرح لارس آجارد، وزير المناخ والطاقة والمرافق الدنماركي، لشبكة سي إن بي سي عبر البريد الإلكتروني: "لا تزال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أرخص وأسرع وسيلة لدفع عجلة التحول الأخضر، وهذا ما نركز عليه. لكننا نحتاج أيضًا إلى فهم ما إذا كانت التقنيات النووية الجديدة قادرة على لعب دورٍ داعم".
أعلنت الدولة الاسكندنافية، التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة، في منتصف مايو أنها تخطط لتحليل الفوائد والمخاطر المحتملة للتقنيات النووية المتقدمة الجديدة، مثل المفاعلات المعيارية الصغيرة، لتكملة تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأضافت حكومة الدنمارك، التي حظرت استخدام الطاقة الذرية عام ١٩٨٥، أنها لا تخطط للعودة إلى محطات الطاقة النووية التقليدية.
وقال آجارد: "ليس لدينا خبرة حديثة في مجال الطاقة النووية، ونفتقر إلى المعرفة اللازمة فيما يتعلق بالسلامة وإدارة النفايات. لهذا السبب، يجب أن نبدأ تحليلًا جادًا - ليس لاستبدال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولكن لمعرفة ما إذا كانت الطاقة النووية الجديدة قادرة على تكملة نظام الطاقة لدينا في المستقبل".
وقال جورج زاكمان، الزميل البارز في مركز بروغل للأبحاث ومقره بروكسل، إن الطاقة النووية لا تزال أكثر تقنيات توليد الكهرباء إثارة للانقسام في أوروبا.
ومن ثم، فإن بروز الطاقة النووية في الخطاب السياسي أمر مفاجئ إلى حد ما، بالنظر إلى أن تكلفة التقنيات الرئيسية المنافسة، ومحطات الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، قد انخفضت بأكثر من ٨٠٪، بينما ارتفعت تكلفة المحطات النووية بشكل ملحوظ.
وقال زاتشمان إن ما يسمى بـ "التكلفة الخفية" لموازنة ونقل الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة تزايدت مع ارتفاع حصص توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن هذا الموضوع أصبح أكثر وضوحا في الآونة الأخيرة.