تعتزم الإمارات فتح الاشتراك في الخطة المدفوعة من روبوت الدردشة المبني على الذكاء الاصطناعي ChatGPT، مجانا لجميع سكانها، لتصبح بذلك أول دولة في العالم ترعى مجانية ChatGPT Plus، وفقا لمنصة "أكسيوس" الأمريكية.
وحسب المنصة، تأتي هذه الميزة غير المسبوقة ضمن الشراكة التي عقدتها الإمارات مع شركة OpenAI (المطورة لـ ChatGPT) قبل أيام، والتي أعلنت بموجبها عن بناء "ستارغيت الإمارات"، وهو مركز بيانات ضخم في المنطقة.
ChatGPT Plus
والخطة المدفوعة ChatGPT Plus، تستلزم اشتراكا شهريا بقيمة 20 دولارًا، ويحصل المشتركون فيها على عدة مزايا، كالوصول السريع والاستجابة الأسرع حتى في أوقات الذروة، فضلا عن أولوية الوصول إلى الميزات والتحسينات الجديدة.
وتتيح الشراكة لدولة الإمارات الاستفادة من أدوات OpenAI في قطاعات حيوية مثل الحكومة والطاقة والرعاية الصحية والتعليم والنقل.
كما تتيح تسريع الابتكار والنمو الاقتصادي مع تحقيق فوائد مستدامة للشعب الإماراتي، وفقا لبيان من OpenAI.
رهان كبير
ووفقا لأكسيوس، تمثل الصفقة رهانًا كبيرًا من الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ستبني OpenAI مع شركاء من العيار الثقيل (أوراكل، وإنفيديا، وسيسكو، وسوفت بنك) مجمعًا للحوسبة قائمًا على الذكاء الاصطناعي بقدرة 1 جيجاواط في أبوظبي، ومن المتوقع تشغيل 200 ميجاواط منه العام المقبل.
وسيصبح هذا المجمع الجديد جزءًا من مركز بيانات أبوظبي بقدرة 5 جيجاواط، والذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته إلى الإمارات خلال الأسبوع الماضي، وهو الأضخم خارج أمريكا وبإمكانه توفير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي وقدرة حوسبة ضمن دائرة نصف قطرها 2000 ميل، لتصل إلى نصف سكان العالم تقريبا.
دولار مقابل دولار
ومع ذلك، فإن حصول الإمارات على هذه المزايا الضخمة بالاقتراب من قلب الذكاء الاصطناعي الأمريكي أكثر من أي دولة أخرى في العالم، كان ثمنه استثمارات ضخمة في أمريكا نفسها.
فبحسب منصة "أكسيوس"، كل دولار تستثمره الإمارات في "ستارغيت الإمارات" ومشروع مركز البيانات الأضخم في أبوظبي، سيُوازيه دولار آخر تستثمره الدولة الخليجية في البنية التحتية الأمريكية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مشروع "ستارغيت" الضخم الذي أعلن عنه ترامب في بداية ولايته الرئاسية الثانية.
وكان مصدرٌ قد أخبر "أكسيوس" بأن الاستثمارات الإماراتية الجديدة والتي سيتم ضخها عبر شركة G42 (شركة استثمارية إماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي) قد تصل إلى 20 مليار دولار، مع توقعات بنفقات تتراوح بين 8 و10 مليارات دولار في الخليج والولايات المتحدة.
مخاوف من تسرب التكنولوجيا للصين
وترى إدارة ترامب في هذه الصفقات فرصًا لنشر القوة الأمريكية ومواجهة النفوذ الصيني.
ومع ذلك، يخشى النقاد (الأمريكيون) من أن يؤدي تدفق الرقائق الفائقة والمعرفة الأمريكية إلى دول مثل الإمارات - التي تربطها علاقات وثيقة بالصين – إلى تسهيل وصول بكين إلى التكنولوجيا الأمريكية.