سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات صباح اليوم الإثنين، مدعومة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمديد مهلة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، ما خفف من المخاوف بشأن فرض رسوم جمركية جديدة قد تؤثر سلبًا في الاقتصاد العالمي.
وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 18 سنتًا، أو ما يعادل 0.28%، لتسجل 64.96 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:53 بتوقيت غرينتش، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 17 سنتًا إلى 61.70 دولار للبرميل، وفقا لرويترز.
وقال المحلل في شركة "IG ماركتس"، توني سيكامور: "شهدنا دفعة إيجابية لأسعار النفط والعقود الآجلة للأسهم الأميركية هذا الصباح بعد إعلان ترامب تمديد المهلة". وأضاف أن عناوين الأخبار المتعلقة بالتجارة والتعريفات الجمركية، إضافة إلى القضايا المالية العالمية، ستظل محركات رئيسية لشهية المخاطرة هذا الأسبوع، مما سينعكس على أسواق النفط.
وكانت أسعار النفط قد أنهت جلسة يوم الجمعة على مكاسب بنحو 0.5%، بدعم من تعثر المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مما خفف من احتمالات عودة كميات إضافية من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية. كما ساهمت التحركات الشرائية للمستثمرين الأميركيين قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة (ذكرى المحاربين) في تعزيز الأسعار.
في السياق ذاته، أظهرت بيانات شركة الخدمات النفطية بيكر هيوز أن شركات الطاقة الأميركية خفضت عدد حفارات النفط العاملة بواقع 8 حفارات، ليصل الإجمالي إلى 465 حفارًا، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2021، ما يشير إلى تراجع وتيرة النشاط في ظل انخفاض الأسعار.
مخاوف من زيادة المعروض
ورغم هذه المكاسب، فإن التوقعات بشأن زيادة إنتاج تحالف "أوبك+" خلال اجتماع الأسبوع المقبل ضغطت على الأسعار. وتشير تقديرات إلى أن التحالف قد يرفع الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا إضافية خلال يوليو، في إطار خطته لتخفيف القيود تدريجيًا.
وقال سوفرو ساركار، كبير محللي الطاقة في بنك "DBS"، إن سوق النفط تعاني بالفعل من ضغوط بسبب "استراتيجية رفع الإنتاج بوتيرة متسارعة" من قبل "أوبك+"، واصفًا الوضع الحالي بأنه "حرب أسعار صغيرة".
وفي تقرير حديث لوكالة "رويترز"، تم الكشف عن أن "أوبك+" قد تنهي كامل الخفض الطوعي البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية أكتوبر، بعدما بدأت بالفعل في زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميًا لشهور أبريل ومايو ويونيو.
تخمة محتملة في السوق
وحذّرت بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة "فيليبس نوفا"، من احتمال حدوث تخمة في سوق النفط خلال النصف الثاني من عام 2025، خاصة في ظل توقعات بتراجع الطلب العالمي. وقالت: "مع ميل الرئيس ترامب لفرض رسوم شاملة، قد نشهد عاصفة مثالية تؤدي إلى تراجع كبير في أسعار النفط".