أكد اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الصادرة اليوم الأحد 25 مايو 2025، أن التطورات المتسارعة في مجال الزراعة الذكية تمثل فرصة واعدة لتحقيق طفرة إنتاجية مستدامة، لكنها في الوقت ذاته تفرض تحديات تأمينية جديدة تتطلب استعدادًا متكاملًا من القطاع التأميني.
وأوضح الاتحاد أن الزراعة الحديثة تشهد تحولًا جذريًا بفضل دمج التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والطائرات بدون طيار، وتقنيات الاستشعار عن بُعد، والزراعة الدقيقة، وهي عناصر تدفع باتجاه تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي وتحقيق أعلى درجات الاستدامة البيئية والاقتصادية.
وأشار الاتحاد إلى أن هذه التقنيات لا تقتصر فقط على تحسين جودة وكمية الإنتاج، بل تسهم أيضًا في تقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية، من خلال الزراعة العمودية والزراعة في البيئات المتحكم بها مثل الزراعة المائية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام المزارعين في مواجهة تغير المناخ ونقص الأراضي الصالحة للزراعة.
وفي هذا الإطار، لفت اتحاد شركات التأمين إلى أن اعتماد الزراعة الذكية على الأنظمة التكنولوجية المعقدة يفرض ضرورة توفير تغطيات تأمينية مبتكرة تأخذ بعين الاعتبار طبيعة هذه البيئة الديناميكية.
وأكدت النشرة أن التأمين لم يعد خيارًا ثانويًا، بل أصبح جزءًا جوهريًا من استمرارية الزراعة الذكية، إذ يواجه المزارعون مخاطر متعددة من أبرزها الأعطال التقنية، الهجمات السيبرانية، التغيرات المناخية المفاجئة، والآفات الزراعية.
وشدد الاتحاد على أن التغلب على هذه التحديات يتطلب تعاونًا وثيقًا بين المزارعين، وشركات التأمين، ومزودي التكنولوجيا الزراعية، من أجل تصميم حلول تأمينية مرنة وقابلة للتحديث المستمر، بما يضمن التكيف مع طبيعة المخاطر المتغيرة في هذا القطاع المتطور. وأكد أن هذا التنسيق سيساهم في تحقيق توازن بين الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وضبط التقلبات الاقتصادية.
من جهة أخرى، بيّنت النشرة أن تقنيات الزراعة الذكية مثل تحليل البيانات الضخمة وتتبّع المنتجات عبر البلوكتشين، تُعد أدوات رئيسية في تعزيز الأمن الغذائي، حيث تتيح مراقبة دقيقة لسلسلة الإنتاج، ما يضمن جودة وسلامة الأغذية للمستهلكين ويقلل الفاقد الزراعي.
وتعريفًا بالزراعة الذكية، أوضح الاتحاد أنها نظام متكامل يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأنظمة التنبؤية، والمراقبة الذكية للمحاصيل والتربة والطقس، لتمكين المزارعين من اتخاذ قرارات زراعية دقيقة.
وتستخدم هذه المزارع أجهزة استشعار متطورة لتحليل درجات الحرارة ومستوى الرطوبة، وتوجيه الري والتسميد بطريقة محسوبة، ما يعزز من كفاءة الإنتاج ويوفر الموارد.