قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة مستعدة تقريبًا لتقديم 20 مليار دولار لبرنامج قروض واسع النطاق تقوده مجموعة الدول السبع لمساعدة أوكرانيا، بحسب وكالة بلومبرج.
ومن المقرر أن تُنهي دول مجموعة الدول السبع، في وقت مبكر من هذا الأسبوع، صفقة قرض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا باستخدام الأرباح الناتجة عن أصول البنك المركزي الروسي المجمدة.
وقالت يلين، للصحفيين في واشنطن: "لقد وصلنا بنسبة 99% إلى هناك، ونحن نحدد فقط بضعة أشياء صغيرة نسبيًّا. نحن قريبون جدًّا ولا يوجد شيء مهم يحتاج إلى العمل عليه". وقالت إن التمويل من المقرر أن يبدأ التوجه إلى أوكرانيا، بحلول نهاية هذا العام.
قرض من الاتحاد الأوروبي
وبجانب المساهمة الأمريكية، وافق الاتحاد الأوروبي على قرض يصل إلى 35 مليار يورو (37.9 مليار دولار)، وربما يقدم 20 مليار دولار على الأقل، وفقًا لأشخاص مطّلعين على الأمر.
أعلنت المملكة المتحدة، يوم الاثنين، أنها ستقدم 2.3 مليار جنيه إسترليني (3 مليارات دولار)، ومن المتوقع أن تقدم اليابان وكندا مبالغ مماثلة، حسبما قال الأشخاص، الذين تحدّثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
تهدف مجموعة السبع إلى وصول الأموال الأولية إلى أوكرانيا، بحلول نهاية العام، مع إطلاق الجزء الأكبر من الدعم العام المقبل على شكل شرائح، كما قال الأشخاص. وستذهب المساعدة نحو تلبية العديد من الاحتياجات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا.
تُعدّ خطة القرض جهدًا لتأمين التمويل المضمون لأوكرانيا، حيث يستعدّ حلفاؤها لفوز انتخابي محتمل للرئيس دونالد ترامب، الذي انتقد إرسال المساعدات الأمريكية إلى كييف.
يأتي ذلك في وقت حاسم بالنسبة للبلاد، التي كانت تكافح من أجل الحفاظ على خطوطها الدفاعية، وسط هجوم مستمر من روسيا.
وحذَّر الأشخاص من أن التفاصيل النهائية للمساهمات من كل دولة لا تزال قيد التسوية، وقد تتغير قبل الإعلان.
جمّدت مجموعة السبع بشكل جماعي حوالي 280 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي، مع الغالبية العظمى من الأموال في أوروبا، حيث من المتوقع أن تولّد حوالي 3 مليارات دولار إلى 5 مليارات دولار من الأرباح سنويًّا.
وسوف يتم سداد القروض باستخدام العائدات الناتجة عن الأموال المجمدة. وتوصّل زعماء مجموعة السبع إلى اتفاق سياسي لتزويد كييف بالقروض في قمة عُقدت في يونيو، لكنهم كانوا عالقين في مناقشات لإتمام الصفقة، منذ ذلك الحين.
تعديل نظام العقوبات
وكانت الولايات المتحدة تسعى للحصول على تأكيدات من الاتحاد الأوروبي بأن الأصول ستظل مجمدة في الأمد البعيد، لكن المجر منعت إجراء أي تغييرات على نظام العقوبات في الاتحاد الأوروبي، بحجة أن أي قرارات يجب أن تنتظر حتى بعد الانتخابات الأمريكية.
ويُعدّ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان من المؤيدين الأقوياء لترامب، الذي قال إنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق سريع مع روسيا، وهو الموقف الذي يشاركه فيه الزعيم المجري.
يتعين تجديد عقوبات الاتحاد الأوروبي حاليًّا كل ستة أشهر، وتتطلب دعم جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة للقيام بذلك.
ويتطلع الاتحاد إلى تمديد هذه المدة إلى 36 شهرًا، وهو التغيير الذي يحتاج أيضًا إلى دعم جميع الدول الأعضاء. وكان المسئولون الأمريكيون قد اقترحوا أن حالة عدم اليقين المحيطة بمتانة عقوبات الاتحاد الأوروبي قد تحدُّ من حجم مساهمة الولايات المتحدة بسبب خطر رفع تجميد الأصول قبل فترة طويلة من سداد القروض.
ومع ذلك أشارت الولايات المتحدة، الآن، إلى أنها ستكون قادرة على تقديم تعهد كبير، على الرغم من مقاومة بودابست المستمرة. وتحرص أوكرانيا على ترسيخ خطة التمويل.
ووفقًا للتقديرات الأخيرة التي أصدرتها الحكومة الأوكرانية، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن ترتفع احتياجات البلاد التمويلية للعام المقبل إلى 38 مليار دولار.