قالت المحكمة العليا الأمريكية إن دونالد ترامب يمكن أن يظهر في بطاقات الاقتراع الرئاسية هذا العام، مما يضع حدا للجهود المبذولة في جميع أنحاء البلاد لمنعه بموجب بند دستوري نادرا ما يستخدم يمنع المتمردين من تولي مناصب، بحسب وكالة بلومبرج.
ألغت المحكمة بالإجماع يوم الاثنين قرار المحكمة العليا في كولورادو الذي قال إن ترامب خسر حقه في الترشح للرئاسة مرة أخرى من خلال محاولته إلغاء خسارته في انتخابات عام 2020. اتخذت المحكمة العليا قرارها قبل يوم من الثلاثاء الكبير، عندما تجري كولورادو و14 ولاية أخرى وإقليم واحد انتخابات تمهيدية رئاسية.
وبالإشارة إلى البند الوارد في التعديل الرابع عشر الذي يحظر على المتمردين تولي مناصب، قالت المحكمة في رأي غير موقع إن "مسؤولية تطبيق المادة 3 ضد أصحاب المناصب الفيدرالية والمرشحين تقع على عاتق الكونجرس وليس على الولايات".
وأعلن مسؤول في ولاية ماين وقاض في إلينوي أيضًا أن ترامب غير مؤهل للظهور في بطاقة الاقتراع، وكانت الدعاوى القضائية جارية في ولايات أخرى أيضًا. وينهي حكم المحكمة العليا تلك الجهود بشكل فعال.
على الرغم من أن الحكم قد صدر بالإجماع، إلا أن القضاة انقسموا على أسس أيديولوجية في مبرراتهم المنطقية. الليبراليون الثلاثة – القاضية سونيا سوتومايور، وإيلينا كاجان، وكيتانجي براون جاكسون – انتقدوا المحكمة لأنها أشارت إلى أن هذا البند لا يمكن تنفيذه دون أن يسن الكونجرس التشريع أولاً.
وكتبت سوتومايور للمجموعة: "تحاول الأغلبية عزل جميع المتمردين المزعومين عن التحديات المستقبلية التي تواجههم في مناصبهم الفيدرالية".
"فوز كبير لأمريكا"
مباشرة بعد صدور الحكم، لجأ ترامب إلى منصته للتواصل الاجتماعي، واصفا الحكم بأنه "فوز كبير لأمريكا!".
ومن المتوقع أن يحقق ترامب فوزا كبيرا يوم الثلاثاء، في طريقه للفوز بالترشيح. وهو يتقدم على منافسته الوحيدة، سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي، بنحو 64 نقطة على المستوى الوطني.
وربما كان هذا الحكم هو القرار الانتخابي الأضخم الذي تتخذه المحكمة منذ قضية بوش ضد جور التي انتهت بنتيجة 5-4، والتي أنهت الطريق المسدود في عام 2000 ووجهت ضربة لسمعة المحكمة.
وقالت القاضية إيمي كوني باريت بالمثل إن المحكمة قررت أكثر مما تحتاج إليه، رغم أنها اختارت عدم الانضمام إلى رأي سوتومايور.
وكتبت: “في رأيي، هذا ليس الوقت المناسب لتضخيم الخلاف بحدة”. "للأغراض الحالية، خلافاتنا أقل أهمية بكثير من إجماعنا: جميع القضاة التسعة متفقون على نتيجة هذه القضية".
ورفضت المحكمة العليا تبرئة ترامب من اللوم عن أحداث 6 يناير، متجاوزة ادعاءه بأنه لم يشارك في تمرد.
تم رفع قضية كولورادو من قبل مجموعة من الناخبين تمثلهم مجموعة دعم تعمل تحت شعار "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق".
وقالوا إن جلسة استماع استمرت خمسة أيام في كولورادو أثبتت أن ترامب كان جزءًا من تمرد حاول تعطيل الانتقال السلمي للسلطة إلى جو بايدن.
وقال نوح بوكبيندر، رئيس CREW: “بينما سمحت المحكمة العليا لدونالد ترامب بالعودة إلى بطاقة الاقتراع لأسباب قانونية فنية، فإن هذا لم يكن بأي حال من الأحوال فوزًا لترامب”.
وتابع: “لقد أتيحت للمحكمة العليا الفرصة في هذه القضية لتبرئة ترامب، وقد اختاروا عدم القيام بذلك. لقد قررت كل محكمة - أو هيئة صنع القرار - التي درست القضية بشكل موضوعي، أن يوم السادس من يناير كان تمردًا وأن دونالد ترامب حرض عليه.
تصاعد الجهود المبذولة لمنع ترامب من الترشح
وقال الرئيس السابق للقضاة في أوراق المحكمة إن الجهود المبذولة لمنعه من الترشح ستطلق العنان "للفوضى والهرج والمرج" إذا نجحت.
كانت حجة ترامب الأساسية هي أن الرئيس غير مشمول بشرط العصيان، الذي ينطبق على أي شخص كان "ضابطًا في الولايات المتحدة". وقال محامو ترامب إن هذه العبارة هي مصطلح فني قانوني يستثني الرئيس في مكان آخر من الدستور.
وقال ترامب أيضًا إنه لم "يشارك" في التمرد. في الختام، أشارت المحكمة العليا في كولورادو إلى ادعاءاته غير المدعمة بشأن سرقة الانتخابات، وخطابه الناري الذي ألقاه في السادس من يناير على Ellipse قبل أن يهاجم أنصاره مبنى الكابيتول، ومطالبته بأن يرفض نائب الرئيس مايك بنس التصديق على النتائج.