تبنت شركة «تنمية» لخدمات المشروعات متناهية الصغر إستراتيجية متوازنة فى التعامل مع الآثار السلبية لجائحة كورونا ركزت خلالها على حماية العملاء والموظفين وتقديم التيسيرات للعملاء المتضررين.
التقت «المال» عمرو أبو عش رئيس مجلس إدارة الشركة – فى حوار خاص – للوقوف على آلية تعامل الشركة مع الأزمة ومعرفة آخر مستجدات العمل داخل الشركة فى ظل الظروف الحالية، وخطط «تنمية» وأفكارها وبرامجها المستقبلية للعملاء، والذى كشف أن تنمية قدمت تمويلات بنحو 17 مليار جنيه منذ تأسيسها.
نهتم بالتوسع فى التحول الرقمى.. ونستثمر الملايين فى علوم البيانات
وأكد “أبو عش” أن جهات الرقابة على قطاع التمويل متناهى الصغر تعاملت بعقلانية مع جائحة كورونا وما تم تنفيذه لمواجهة الأزمة تم بمشاورات مع العاملين فى الصناعة.
وأوضح أن هناك تأثيرات متعددة لأزمة (كوفيد- 19 ) على قطاع التمويل متناهى الصغر بكل تأكيد، ففى البداية يجب النظر إلى “كورونا” باعتبارها أزمة إنسانية كبرى تختلف عن الأزمات السياسية التى انعكست على الاقتصاد مثل تلك المرتبطة بثورة يناير فى عام 2011 مثلًا إذ إن أزمة كورونا أعمق فى نوع الآثر على الحالة الاقتصادية لعملائنا، ولكى نفهم هذا الآثر يجب علينا فهم المخاطر التى واجهها العملاء.
وذكر أن أكبر خطر يواجه صاحب الدخل المنخفض هو الإصابة بالأمراض الخطيرة وهو ما يدمر الحالة الاقتصادية للعميل ويفقده مدخراته.
وأضاف : “الإجراءات الوقائية التى اضطرت الدولة لاتخاذها لمنع انتشار الوباء كان لها تأثيرها على جميع القطاعات، ولكن التأثير الأخطر كان على أصحاب الدخول المنخفضة الذين يعتمدون على دخل يومى وأى تعطيل لأعمالهم اليومية يؤثر بشدة على معيشتهم”.
وشدد على أن الخوف من انتشار الوباء قلل من التعاملات الاقتصادية يضاف إلى ذلك فترة حظر التجوال وما شملته من انخفاض لساعات العمل فأثرت على حجم التعاملات الاقتصادية.
وأشار إلى أن الإغلاق أو الوقف المؤقت لبعض الأنشطة أدى إلى انهيار دخل أصحاب هذه الأنشطة، مضيفا : قد يعتقد أن بعض الأنشطة استفادت من الأزمة، لكنى أرى أنه فى أفضل حال فإن بعض الأنشطة لم تتأثر وبقى مستوى تعاملاتهم شبيه بالتعاملات الماضية، وفى النهاية كان للأزمة تأثيراتها السلبية على القطاع بأكمله.
ولفت إلى أن الأثر السلبى لأزمة كورونا على الاقتصاد هيكلى ونوعى يصعب قياسه على الكل لاختلاف الإجراءات الاحترازية من مكان لآخر فمثلًا بعض المحافظين أوقفوا الأسواق وآخرون لم يفعلوا ذلك.. وهو ما صعب عملية قياس الضرر.
وأضاف : “لكن رغم الآثار السلبية للأزمة فإننا نؤمن بأن قطاع التمويل متناهى الصغر تمكن من التعامل مع كل هذه المراحل الصعبة لتجاوزها، كما قامت الجهة الرقابية بدور ممتاز فى التعامل مع الأزمة”.
أولوياتنا فى «كورونا» صحة العملاء والموظفين.. والتيسير على المتضررين
وتابع :”فى “تنمية” انتبهنا إلى أن نتعامل مع الأزمة عبر تقديم تيسيرات متنوعة لدعم العملاء المتضررين من كورونا لمساعدتهم فى مواجهة هذه الظروف، حيث إن لدينا قدر عال من الإدراك بأن الأهم بالنسبة لنا فى مواجهة كورونا هو الحفاظ على صحة العملاء والموظفين عبر اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة مع إيجاد التيسيرات الملائمة للعملاء المتضررين من الأزمة”.
وأشار إلى أن أزمة كورونا لا تزال قائمة وما تعلمناه منها أن هناك وضعا طبيعيا جديدا نعمل على التأقلم عليه لكننا مستعدون للتعامل مع جميع المتغيرات، بجانب أن ما قمنا باستثماره لسنوات فى التحول الرقمى قد اتضحت أهميته القصوى الآن مع أزمة كورونا ونعمل على تقديم المزيد من الخدمات الرقمية لمساعدة عملائنا والتيسير عليهم.
لدينا 280 فرعا على مستوى الجمهورية ونسعى للوصول إلى 320 بنهاية العام المقبل
وعلى صعيد عمل الشركة، قال “أبوعش” إن شركته لديها حاليًا 280 فرعايغطون معظم محافظات الجمهورية وهناك خطة للوصول بالعدد إلى 320 فرعا بنهاية العام المقبل.
وأوضح أن اهتمام الشركة الأكبر حاليًا ليس التوسع الأفقى بزيادة أعداد الفروع إذ أن “تنمية” تتواجد بالفعل على مستوى الجمهورية ولكن هناك اهتماما أكبر بالتوسع الرأسى فى الفروع ذاتها.
وذكر أن التوسع الرأسى من خلال زيادة المنتجات والخدمات المقدمة للعميل إلى جانب التوسع فى عمليات التحول الرقمى ورقمنة الخدمات، وتطوير البنية المعلوماتية، وذلك إيمانًا من الشركة بأن التحول الرقمى ضرورة لمواكبة الثورة التكنولوجية، للانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية.
ولفت إلى أن “تنمية” تستثمر الملايين فى مجال التحول الرقمى، والبحوث الخاصة بعلوم البيانات، والذكاء الاصطناعى فى ظل تطور وحيوية القطاع وهناك مشروعات سيتم إعلانها قريبًا بشأن الخدمات الرقمية داخل الشركة.
حجم التمويلات
وأكد “أبوعش” أن الشركة لديها حجم تمويلات حالية يقترب من 3 مليارات جنيه بينما يبلغ حجم تمويلات شركة “تنمية” للتمويل متناهي الصغر منذ تأسيسها وحتى نهاية يونيو من العام الجارى بنحو 17.2 مليار جنيه، بينما وصل عدد العملاء الذين خدمتهم تنمية منذ تأسيسها أكثر من مليون عميل.
وأوضح أن محفظة التمويلات شهدت ثباتا منذ بداية أزمة كورونا لأن هدف الشركة الأكبر هو حل مشكلات عملائها القائمين، وإصدار التيسيرات التى من شأنها تخفيف وقع الأزمة على العملاء المتضررين لذلك فإن اهتمام الشركة الأكبر ينحصر في تحسين الخدمة المقدمة وليس فى زيادة أعداد العملاء أو إصدار تمويلات جديدة.
3.1 مليار حجم المحفظة القائمة.. ونخدم 350 ألف عميل
ولفت إلى أن حجم المحفظة القائمة لشركة «تنمية» للتمويل متناهي الصغر يصل إلى 3.1 مليار جنيه، تشمل محفظة التوريق، والمستهدف هو البقاء عند الوضع نفسه مع نهاية العام، إذ أن ما يشغلنا بشكل أساسى فى الوقت الراهن هو مساعدة العملاء فى اجتياز المرحلة الصعبة الخاصة بأزمة كورونا، مع تحسين جودة الخدمات المقدمة أكثر من الاهتمام بزيادة أعداد العملاء.
وأكد أن حجم الإصدارات الجديدة بلغ 350 مليون جنيه فى الشهر الواحد منذ مارس الماضى بإجمالى 2 مليار جنيه تقريباً حتى الآن.
ودلل على قوة الملاءة المالية للشركة من خلال قدرتها على العمل المتوصل بدون دخل لفترة قد تصل إلى عام.
لدينا 14 جهة تمويلية بإجمالى تعاقدات يتعدى 6 مليارات جنيه
وقال “أبو عش” إن الشركة لديها 14 جهة تمويلية وتخطى إجمالى التعاقدات الحالية حاجز الـ 6 مليارات جنيه، ولا يوجد حاليًا تفاوض مع المزيد من البنوك إذ أن كل الاحتياجات التمويلية لـ “تنمية” مجابة، وبالتالى لا يوجد توقع لتعاقدات جديدة.
وأضاف : “لكن هذا لا يمنع أن الجهات التمويلية المختلفة حريصة على التواصل معنا باستمرار، ونحن حريصون بدورنا على الاستماع إليهم لأننا نرغب دائمًا فى تقديم الجديد فى قطاع التمويل متناهى الصغر”.
وأوضح أن شركته نجحت فى تطبيق آلية تمويل جديدة من خلال طرح عملية التوريق لجزء من محفظتها المالية، بحجم يصل إلى 550 مليون جنيه وهى العملية الأولى من نوعها لتوريق متخصص فى التمويل متناهى الصغر.
وأكد أن عملية التوريق قد تمت بنجاح على الرغم من أزمة كورونا، إذ جاء الطلب على الاكتتاب أعلى من العرض، لافتاً إلى أن هذه علامة صحية على قدرة السوق على التعافى من الآثار السلبية لانتشار كورونا، مضيفا: «أنا أعتبر هذه العملية انتصارًا على الأزمة».
ولعبت شركة «آى إف جى» هيرميس مدير الطرح وشارك فى عملية التوريق عدد من البنوك هى بنك مصر، وبنك مصر الخليجى، والتجارى وفا بنك إيجيبت.
أطلقنا «الفردى للسيدات» لدعم الأنشطة المنزلية
وقال إن «تنمية» أصدرت منتج «التمويل الفردى للسيدات» بغرض دعم من لديهن أنشطة منزلية ويرغبن فى الحصول على تمويل، وقد نجح هذا المنتج بشكل كبير منذ إطلاقه، ولدينا حاليًا أيضًا خدمة تمويل مركبات النقل الخفيف لأغراض تجارية «التريسيكلات»، وهى تطوير لخدمة قائمة.
تمويل التريسيكلات يتم حاليًا فى 20 فرعا بالصعيد وسيتم زيادتهم
ولفت إلى أن أزمة كورونا أسهمت فى خلق فرص عمل لأصحاب التريسيكل فى النقل بعد أن تعرضت أنشطة اقتصادية كثيرة للإغلاق أو التعطل وبعضها اكتفى بتقديم خدمات التوصيل ومن هنا زاد الإقبال على عمليات النقل والتوصيل، وانتشرت التريسكلات وبالتالى زاد طلب العملاء للحصول على قروض لشرائها.
وتابع: ”أحيانًا نوفر “التريسيكل” للعميل بدون مقدم وبأقل قسط فى السداد، فى إطار تعاون الشركة مع عملائها لتجاوز أزمة السيولة لديهم بسبب كورونا، وهو ما يعد تطويرًا لمنتج قديم خاص بتمويل مركبات النقل الخفيف لأغراض تجارية.”
وأكد “أبو عش” أنه تم تفعيل هذه الخدمة فى 20 فرعا للشركة فى الصعيد على أن يتم زيادة الفروع تباعًا، وذكر : ندرس إدراج أنواع مختلفة من المركبات الخفيفة لأغراض تجارية مع شركاء مختلفين.
وقال إن الشركة لديها قاعدة بيانات قوية لمتابعة العملاء لتمييز المستحقين للمساندة من عدمه، لافتاً إلى أن %85 من المستفيدين من العروض من المنتظمين فى السداد، الأمر الذى ساهم فى القضاء على أى نسبة تعثر من قبل العملاء.
وأوضح أن هناك مجموعة من العروض الأخرى لمعالجة الآثار السلبية التى نتجت عن جائحة كورونا، جار دراستها والإعلان عنها قريبا.
خفض الفائدة
وقال «أبو عش» إن خفض أسعار الفائدة منذ جائحة كورونا قد جاء فى الوقت المناسب نظرًا لارتفاع تكاليف التحصيل والمخاطر بسبب أزمة كورونا، وهو ما ساعد فى استخدام هذا الخفض لصالح العملاء فى تقديم العديد من التيسيرات والمزايا المختلفة لهم.
وأوضح أن حصة الشركة فى قطاع التمويل المتناهى الصغر تبلغ حوالى %20 من حجم السوق، مع العلم أن تركيزنا الأهم فى الفترة الحالية ينصب على تحسين جودة الخدمات والمنتجات المقدمة لعملائنا أكثر من زيادة أعداد العملاء وهدفنا الأول أن تكون «تنمية» باستمرار هى الاختيار الأول للتمويل متناهى الصغر فى مصر.
ولفت إلى أن شركة «تنمية» لديها حاليًا أكثر من 350 ألف عميل نهتم بمساعدتهم بكل الطرق الممكنة على اجتياز أزمة انتشار فيروس كورونا، ومبدأنا الأساسى الذى نعمل به هو الاهتمام بنوعية الخدمة المقدمة للعميل أكثر من زيادة عدد العملاء.