‮«‬رئيس‭ ‬التحرير‮»‬‭… ‬بالانتخاب‭ ‬أم‭ ‬بالتعيين؟‭!‬

‮«‬رئيس‭ ‬التحرير‮»‬‭… ‬بالانتخاب‭ ‬أم‭ ‬بالتعيين؟‭!‬
حازم شريف

حازم شريف

11:04 ص, الأحد, 3 يوليو 05

فى‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات،‭ ‬و‬عند‭ ‬مفترق‭ ‬الطرق،‭ ‬تسود‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الضبابية،‭ ‬تغشى‭ ‬العقول،‭ ‬وتعجز‭ ‬البصر‭ ‬والبصيرة‭ ‬عن‭ ‬القراءة‭ ‬السليمة،‭ ‬لاتجاهات‭ ‬النجاة‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مؤشر‭ ‬البوصلة‭.‬

ولست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحجة‭ ‬أو‭ ‬المنطق‭ ‬أو‭ ‬لحشد‭ ‬البراهين،‭ ‬للاستدلال‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬مناخ‭ ‬الأزمة‭.‬

أزمة‭ ‬تفقد‭ ‬الجميع‭ ‬الرؤية،‭ ‬وتجعلهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الحركة،‭ ‬فيكفون‭ ‬عن‭ ‬السير،‭ ‬أو‭ ‬يرتجلون‭ ‬الرحيل‭ ‬للحظات‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يتخبطون‭ ‬بعدها،‭ ‬فيقفلون‭ ‬راجعين‭ ‬مؤثرين‭ ‬السلامة،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬مجهول‭ ‬لا‭ ‬يتبينون‭ ‬ملامحه‭.‬

ولعلنى‭ ‬لا‭ ‬أكون‭ ‬مبالغا،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تماديت‭ ‬في‭ ‬الزعم،‭ ‬بأنه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬عصور‭ ‬الانحطاط،‭ ‬فإن‭ ‬الكثيرن‭ ‬قد‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬راحة،‭ ‬و‭ ‬لن‭ ‬أقول‭ ‬سعادة،‭ ‬نظرا‭ ‬لوضوح‭ ‬الصورة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬داكنة،‭ ‬فعلى‭ ‬الأقل‭ ‬سيكون‭ ‬بمقدروهم‭ ‬التألف‭ ‬معها،‭ ‬ومسايرتها‭ ‬وخلق‭ ‬نمط‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والسلول‭ ‬والعادات،‭ ‬يتكيفون‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬الجلى‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬مرارته‭.‬

فإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬يرزح‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الفساد‭ ‬والنفاق‭ ‬والمحسوبية،‭ ‬فسيتكيف‭ ‬الناس،‭ ‬وسيطلقون‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬‮«‬شطارة‮»‬،‭ ‬ويسمون‭ ‬النفاق‭ ‬ذكاء‭ ‬اجتماعيا،‭ ‬والمحسوبية‭ ‬‮«‬أرزاق‮»‬‭.‬

إما‭ ‬إذا‭ ‬انعدمت‭ ‬الرؤية،‭ ‬فسيرتبكون،‭ ‬فلا‭ ‬يعرف‭ ‬المرء‭ ‬هل‭ ‬يهاجم‭ ‬رئيسه‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬العصر‭ ‬القديم،‭ ‬أم‭ ‬ينافقه‭ ‬لأن‭ ‬نجمه‭ ‬لم‭ ‬يأفل‭ ‬بعد،‭ ‬هل‭ ‬يرشى‭ ‬ويرتشى،‭ ‬هل‭ ‬يستمر‭ ‬فى‭ ‬التأييد‭ ‬والمبايعة‭ ‬بالروح‭ ‬بالدم،‭ ‬أم‭ ‬يطلق‭ ‬العنان‭ ‬لما‭ ‬يعتمر‭ ‬وضاق‭ ‬به‭ ‬صدره‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنين‭ ‬العجاف‭.‬

وربما‭ ‬يكون‭ ‬الوسط‭ ‬الصحفي،‭ ‬بكل‭ ‬عناصره‭ ‬البشرية‭ ‬والمؤسسية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬خير‭ ‬نموذج‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬الأزمة‭ ‬السابقة‭. ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأوضاع‭ ‬والممارسات‭ ‬والسلوكيات،‭ ‬إنما‭ ‬أيضا،‭ ‬وهذا‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬أبناء‭ ‬المهنة‭ ‬من‭ ‬حلول،‭ ‬لإصلاح‭ ‬أوضاع‭ ‬المهنة‭ ‬وأحوالها‭ ‬وأحوال‭ ‬مؤسساتها‭ ‬المتردية‭.

‬ والواقع‭ ‬أنني‭ ‬أكاد‭ ‬أفقد‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬العقل،‭ ‬وأنا‭ ‬استمع‭ ‬وأقرأ‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزملاء،‭ ‬حول‭ ‬تصوراتهم‭ ‬لطبيعة‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬مؤسسة‭ ‬الصحافة‭ ‬المصرية.

‬ناهيك‭ ‬عما‭ ‬يتم‭ ‬طرحه‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬لها،‭ ‬باتت‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬تردديها،‭ ‬بمثابة‭ ‬مسلمات‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬لها،‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬النقد‭ ‬أو‭ ‬المراجعة‭.

‬ على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يختزل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬قضية‭ ‬الاصلاح‭ ‬الصحفي،‭ ‬فى‭ ‬مناقشة‭ ‬كيفية‭ ‬إصلاح‭ ‬الموسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬الحكومية -الصحف القومية-، وليس‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬والشروط،‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬الصحافة‭ ‬ككل.

‬رغم ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع،‭ ‬تتضمن‭ ‬من‭ ‬السلبيات،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬كفيل‭ ‬بإعاقة‭ ‬تطور‭ ‬صناعة‭ ‬الصحافة‭ ‬بنوعيها،‭ ‬صحافة‭ ‬القطاع‭ ‬العام -ان جاز التعبير- ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭.‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أيضا‭ ‬وليس‭ ‬الحصر، ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العراقيل‭ ‬القانونية‭ ‬وغير‭ ‬القانونية،‭ ‬تقف‭ ‬أمام‭ ‬حرية‭ ‬إصدار‭ ‬الصحف.

‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬البيئة‭ ‬التشريعية‭ ‬الحاكمة‭ ‬لصناعة‭ ‬الصحافة‭ ‬المصرية،‭ ‬تفرض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القيود، ‬التى‭ ‬تكبل‭ ‬انطلاق‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬حظر‭ ‬تملك‭ ‬الصحفيين‭ ‬للصحف‭ ‬والمجلات،‭ ‬وكذلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬الاعتبارية‭ ‬كشركات‭ ‬الاستثمار‭ ‬والبنوك،‭ ‬كما‭ ‬تضع‭ ‬حدا‭ ‬أقصى،‭ ‬لنسبة‭ ‬التملك‭ ‬ذاتها‭ ‬يبلغ ‭.%10‬

‭ ‬كذلك‭ ‬تحظر‭ ‬الملكية‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬المصريين،‭ ‬بحجة‭ ‬منع‭ ‬تسلل‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬الأجنبي،‭ ‬مما‭ ‬يغلق‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬الفرص‭ ‬الهائلة،‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬يتيحها‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مستثمرين‭ ‬عرب، تستفيد منها، على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال، ‬كافة‭ ‬الصناعات‭ ‬والقطاعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬كما‭ ‬تغلق‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬عمليات‭ ‬الاستحواذ‭ ‬والأندماج،‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬الاسواق‭ ‬المجاورة‭.

‬ ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬تفرض‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬الصحف‭ ‬ضريبة‭ ‬دمغة‭ ‬نسبية،‭ ‬تبلغ‭ ‬‮63‬‭ ‬٪، تبلتع‭ ‬جزء‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬إيراداتها‭ ‬الإعلانية،‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حوالى‭ ‬‮5.62 ‬٪.

‬كما‭ ‬تفرض‭ ‬القوانين،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاعتبارات، ‬أوضاعاً‭ ‬احتكارية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الصناعة،‭ ‬كالتوزيع‭ ‬والطباعة‭ ‬بل‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية‭ ‬نفسها،‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬تتميع‭ ‬به‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬الرسمية ‬‮«‬الخاسرة‮»‬ -‬في‭ ‬تناقض‭ ‬لا‭ ‬تجده‭ ‬سوى‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬المحروسة-، ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬الصحفيين‭ ‬بسبب،‭ ‬سهولة‭ ‬الحصول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬النقابة‭.‬

إن‭ ‬اختزال‭ ‬مسألة‭ ‬الاصلاح‭ ‬الصحفي‭ ‬في‭ ‬اصلاح‭ ‬الصحف‭ ‬الحكومية،‭ ‬يؤدى‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬تجاهل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬من‭ ‬قيود،‭ ‬ينبغى‭ ‬إزالتها‭ ‬لانعاش‭ ‬الصناعة،‭ ‬وإنما -‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأخطر- ‬إلى‭ ‬اقتصار‭ ‬مناقشات‭ ‬الاصلاح‭ ‬على‭ ‬استبدال‭ ‬قيادات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬الحكومية،‭ ‬وتغيير‭ ‬معايير‭ ‬إختيار‭ ‬هذه‭ ‬القيادات‭.‬

وليت‭ ‬ما‭ ‬يقترحه‭ ‬الزملاء‭ ‬من‭ ‬معايير،‭ ‬يتضمن‭ ‬الكفاءة‭ ‬و‭ ‬النزاهة‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬العمل، إلا أن مايبعث‭ ‬على‭ ‬الدهشة‭ ‬حقا، هو‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬البعض‭ ‬منهم،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬عقد‭ ‬مؤخرا،‭ ‬لمناقشة‭ ‬أوضاع‭ ‬الصحافة‭ ‬المصرية،‭ ‬بتوصية‭ ‬يطالب‭ ‬فيها‭ ‬بتعيين‭ ‬رؤساء‭ ‬التحرير‭ ‬ومجالس‭ ‬الإدارات‭ ‬بالإنتخاب!، ‬في‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬‮«‬نفسي‮»‬‭ ‬واضح،‭ ‬على‭ ‬تكرار‭ ‬قيام‭ ‬الحكرمة،‭ ‬بتعيين‭ ‬وفرض‭ ‬أشخاص‭ ‬بعينهم،‭ ‬تضمن‭ ‬ولاءهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواقع،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الموضوعية‭.‬

ولست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توضيح،‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬الصحفيين‭ ‬شعبية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬بالضرورة،‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬إداراتها‭ ‬أو‭ ‬رئاسة‭ ‬تحريرها.

‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬خضوع‭ ‬هذه‭ ‬المناصب‭ ‬للانتخاب،‭ ‬يفقد‭ ‬من‭ ‬يشغلها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قدراته،‭ ‬التي‭ ‬سيوجهها‭ ‬بالضرورة‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬استرضاء‭ ‬الزملا،ء‭ ‬الذين‭ ‬تعودوا‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬معينة،‭ ‬يصعب‭ ‬أن تستمر،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭.

‬ إن‭ ‬قرار‭ ‬تعيين‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الادارة‭ ‬والعضو‭ ‬المنتدب‭ ‬في‭ ‬أى‭ ‬مؤسسة -‬صحفية‭ ‬أوغير‭ ‬صحفية-،‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬الملاك،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬العضو‭ ‬المنتدب،‭ ‬اختيار‭ ‬الكوادر‭ ،‬التي‭ ‬يعتقد‭ ‬فى‭ ‬كفاءتها‭ ‬وقدرنها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬خطته‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالمؤسسة،‭ ‬التي‭ ‬سيحاسبه‭ ‬الملاك‭ ‬على‭ ‬إنجازها.

‭ ‬وبناء‭ ‬عليه،‭ ‬فإن‭ ‬بقاء‭ ‬العضو‭ ‬المنتدب‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬منصبيهما‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬يتوقف -‬و‭ ‬يتوقف‭ ‬فقط‭ – ‬على‭ ‬ما‭ ‬قاما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أداء‭.‬

وربما‭ ‬أكون‭ ‬أثر‭ ‬ميلا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬الصحافة‭ ‬المصرية،‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬داخلها،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬إزالة‭ ‬كافة‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬إصدار‭ ‬الصحف‭ ‬وأشكال‭ ‬ملكيتها،‭ ‬وإزالة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاحتكارية،‭ ‬وفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬المنافسة‭ ‬المتكافئة.

‬حينها‭ ‬فقط،‭ ‬سيضطر‭ ‬المالك‭ ‬الحكومي‭ ‬رغما‭ ‬عنه،‭ ‬إلى‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬قيادات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬كلها ‭-‬بفعل‭ ‬المنافسة- ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬جريدة‭ ‬مايو‭.