بعد فوزها بمناقصة مشروع إدارة المخاطر الشاملة لمنظومة الجمارك المصرية والجهات الرقابية الأخرى من خلال الشراكة مع الشركة المصرية لتكنولوجيا التجارة الإلكترونية «MTS» أجرت جريدة «المال» أول حوار مع شركة «Webb Fontaine» لخدمات التجارة والجمارك، للحديث حول المشروع فى ظل الاهتمام الكبير الذى توليه وزارة المالية لنظام «نافذة» وإدارة المخاطر.
وكشف رانى وهبة مدير تطوير الأعمال بالمجموعة كافة هذه التفاصيل فى حواره مع «المال» إضافة إلى خطط الشركة الاستثمارية بكافة الدول التى تعمل بها، فضلا عن تطلعها للفوز بمشروعات جديدة فى عدة دول، ونشأة الشركة ومن هو مؤسسها. وأشار إلى أن «مشروع إدارة المخاطر» يخدم النظام الجمركى خاصة المخاطر المتعلقة بالواردات، موضحا أنه فى ضوء برنامج التسجيل المسبق للشحنات الجمركية فإنه يتم تقييم مخاطر الشحنات قبل وصولها إلى مصر، نظرا لتوفر كافة المعلومات قبل وصول الشحنة، مما يؤدى إلى تقليص زمن الإفراج عن الشحنة.
وأكد أن جائحة كورونا كان لها أثر كبير فى تسريع وتيرة الأعمال فى هذا المشروع، فضلا عن الرغبة القوية من الإدارة السياسية فى مصر لميكنة النظم الجمركية.
جدير بالذكر أن «Webb Fontaine» أعلنت فى أغسطس الماضى فوزها بعقد مشروع إدارة المخاطر الشاملة للمنظومة الجمركية، بالتعاون مع الشركة المصرية لتكنولوجيا المعلومات «MTS».
خطط «Webb Fontaine» المستقبلية
وانتقل «وهبة» إلى الحديث عن نشأة «Webb Fontaine « وخططها التوسعية مستقبلا، لافتا إلى أن المجموعة تأسست منذ 20 عاما كشركة خاصة فى سويسرا على يد رجل أعمال سويسرى له باع طويل فى العمل بالأنظمة الجمركية وتيسير التجارة هو جان جورونليان، كان يعمل بالأمم المتحدة فى مجال الأنظمة التكنولوجية، ونقلت المجموعة مكتبها الرئيسى إلى دبى منذ عدة سنوات كى تكون فى موقع إستراتيجى بالشرق الأوسط، وأفريقيا وآسيا.
وتمتلك «Webb Fontaine» شركة «Paylican» العاملة فى مجال خدمات الدفع الإلكتروني، وتوفير نظام الفواتير الإلكترونية، والربط مع بطاقات الائتمان، والبنوك، والمحافظ البنكية الإلكترونية، كما تمتلك مركز للتكنولوجيا بجنيف للذكاء الاصطناعي، و 4 مراكز أبحاث وتطوير فى أوكرانيا، والفلبين، أرمينيا، فرنسا، والسادس سوف يتم إنشاؤه فى أفريقيا، وفقا لـ «وهبة».
خطط توسعية بالشرق الأوسط والقارة السمراء وآسيا وأمريكا اللاتينية وشرق أوروبا
وذكر أن المجموعة لديها 18 فرعا فى المناطق التى تعمل فيها فى الشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية،ولديها خطط توسعية فى هذه المناطق التى تعمل بها، إضافة إلى شرق أوروبا والبلقان.
وحول الاستثمارات المتوقعة لـ»Webb Fontaine» قال إن الشركة تقوم بالاستثمار بشكل دائم فى البنى التكنولوجية، وتحسين مراكز البحث والتطوير الخاصة بها.
ولفت إلى أن المجموعة منفتحة أيضا على الاستثمار فى شركات أخرى للأنظمة الجمركية، وتيسير التجارة، والربط الإلكتروني، وتبادل المعلومات بين الدول.
وذكر أن كثيرا من الدول التى نفذت بها»Webb Fontaine» بها مشروعات كان جزءًا منها استثمارات، حيث إن هذه المشروعات كانت شراكات بين القطاعين العام، والخاص، وذلك فى أفريقيا، ودول أخرى.
وأوضح أن المجموعة قامت بالتمويل للبنية التحتية، والبرامج، والمكاتب الجمركية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمحولات الكهربائية بما يتيح لها إدارة النظام الخاص بها، وإنشاء مركز معلومات فى هذه المشروعات، وذلك ببعض الدول التى تفتقد إلى الميزانيات والاستثمارات اللازمة للمشروعات.
وذكر أيضا أن استثمارات «Webb Fontaine» لا تقتصر على الشق التكنولوجى فقط، وإنما تمتد إلى العنصر البشرى من خلال التدريب، وتوفير المعدات.
وأوضح أن بعض الدول التى تقوم الشركة بتنفيذ مشروعات بها يكون لديها شركاء محليون لديهم إمكانيات وخبرات قوية للتعاون والتعاقد معهم لتنفيذ المشروع، كما حدث فى الشراكة مع «MTS» فى مشروع إدارة المخاطر بمصر، لافتا إلى أن ذلك يعتمد على أى دولة يتم تنفيذ المشروع بها، مؤكدا أن شركته منفتحة على كل خيارات التعاون.
ولفت إلى أنه فى دول أخرى يختلف الأمر حيث تبدأ «Webb Fontaine» بضخ استثمارات فى المشروع نظرا لعدم توفر الإمكانيات اللازمة من حيث التكنولوجيا، والميكنة، وكذلك العنصر البشرى وذلك لبناء النظام اللازم لعمل المشروع منذ البداية.
ويؤكد «وهبة» أن عمليات الميكنة والربط التكنولوجى لمنظومة الجمارك، وكذلك مشروع النافذة الواحدة ذات أهمية خاصة لجميع الدول خاصة وأنها تساهم فى تحسين مراكز البلدان بمؤشرات الأعمال، وفيما يتعلق بالتجارة عبر الحدود، والتجارة الخارجية، وكافة ما يتعلق بالعمل الجمركى والاستيراد والتصدير والايرادات الجمركية والضريبية.
وحول المشروعات المتوقعة مع حكومات أخرى، قال «وهبة» إن «Webb Fontaine» تتفاوض حاليا مع عدة جهات حكومية فى عدد من الدول حول مشروعات جديدة لتطوير الأنظمة الجمركية لهذه الدول كليا أو جزئيًا، لتحسين سير التجارة عبر الحدود، وضبط المنظومة الضريبية الجمركية.
ولفت إلى أن هناك بعض المفاوضات فى مراحل متقدمة وذلك فى العديد من الدول، مفضلا عدم الإفصاح عن أى تفاصيل فى هذا الصدد، نظرا لطول الفترة التى تستغرقها المفاوضات عادة وسريتها والتى قد تصل إلى عامين أو ثلاثة لوجود العديد من العوامل وما إلى ذلك.
وأكد أن القطاع الذى تعمل به شركته يتطور باستمرار، وهو ما يتطلب منها ضرورة التحرك سريعا لمواكبة هذه التطورات والتغيرات بهدف التحسين المستمر لخدماتها.
وأشار إلى أن الأنظمة التكنولوجية التى تطبقها «Webb Fontaine» على درجة عالية من المرونة مما يسهل لها التكامل و التوافق مع كافة الأنظمة الأخرى، وذلك مثال نظام إدارة المخاطر للجمارك، والتقييم، والتصنيف، والتقارير الذكية، وذلك يرجع إلى التحكم الكامل فى الأنظمة لأنها مطورة داخليا بواسطة «Webb Fontaine».
وتطرق إلى تأثير وتداعيات فيروس كورونا على أعمال «Webb Fontaine» مؤكدا أنها ساهمت بشكل إيجابي، ودفعت الحكومات وصناع القرار لتسريع عمليات الميكنة وتطوير الأنظمة الجمركية، وأنظمة تيسير التجارة وبشكل خاص النافذة الواحدة، نتيجة ما فرضته ظروف جائحة كورونا من حتمية التباعد المادى بين الأشخاص، مما خلق تسارعا فى الطلب على الأنظمة الإلكترونية والاستغناء تدريجيا عن النظم الورقية التقليدية، والعنصر البشري.
وحول تداعيات فيروس كورونا على أعمال المجموعة قال «وهبة» إن 2020 شهد تراجعا اقتصاديا وانخفاضا قويا فى عمليات الاستيراد والتصدير، وحركة التجارة الخارجية، مما أثر على عمليات» Webb Fontaine»وإن كان بشكل ضئيل نظرا لنجاحها فى الحصول على مشروعات إضافية.
و لفت إلى أن هناك تعافيا لأنشطة المجموعة خلال الفترة الحالية بدعم العودة التدريجية للاقتصادات، مقارنة مع التأثر الذى حدث العام الماضي، وتوقع تعافيا إضافيا للإيرادات فى ضوء التوسع الجغرافى للشركة، وإبرام تعاقدات لمشروعات جديدة فى عدد من الدول.
رؤية إيجابية للإيرادات خلال السنوات الخمس المقبلة
ورسم رؤية إيجابية لمعدلات النمو السنوية للإيرادات خلال السنوات الخمس المقبلة، مع استمرار الشركة فى التطوير والتوسع فى أعمالها.
يشار إلى أن ويب فونيتن العالمية نفذت عددا كبيرا من المشروعات فى السنوات الثلاث الأخيرة بالفلبين، وغينيا، نيبال، الأردن، وجزر بنما، وذلك عام 2019، وفى 2020 بجمهورية أفريقيا الوسطى، والعام الحالى فى مصر، والنيجر، وفقا للموقع الإلكترونى لشركة «Webb Fontaine» العالمية.
منى عبدالباري