حذر عدد من الخبراء والعاملين فى مجال الزراعة والتجارة، من موجات عزوف جماعي عن زراعة محاصيل محددة خلال الفترة المقبلة على رأسها البطاطس والطماطم والخيار والبسلة والجزر والفلفل، والإقبال العشوائى على زراعة الباذنجان الشتوى والفاصوليا والبصل والثوم ، نظرا لتذبذب الأسعار والانهيار الجارى لمعظم الاصناف.
وأكد حاتم النجيب المتحدث الرسمى باسم تجار سوق العبور أن هبوط أسعار الخضروات لمستوياتها الأقل منذ 10سنوات، سوف يخلق موجة من الأحجام عن الزراعة خلال الفترة المقبلة، وسيتسبب فى زيادة الأسعار الأعوام القادمة.
ووضع نجيب روشتة لعلاج الأزمة من جذورها تتضمن تدخل الدولة لانقاذ المزارعين المتضررين ،وفتح أسواق جديدة للتصدير وتكاتف جميع الجهود من رجال الأعمال والمصدرين لإقامة مصانع لتصنيع الخضروات للتصدير.
ولفت إلى أن زيادة الرقعة الزراعية عمل على مضاعفة القوة الانتاجية للخضروات والفواكة خلال الفترة الماضية ،مطالبا بتفعيل مبادرات من الجمعيات الأهلية والأنشطة الشعبية والخيرية لجلب الخضار الرخيص من سوق العبور وتوزيعه على الأحياء خاصة مع جشع تجار التجزئة وعدم شعور المواطن بتراجع السعر .
ودق نجيب ناقوس الخطر من أن تأثير هذة الموجات المتتالية من الانهيار السعرى للمحاصيل سوف يغير من الخريطة الزراعية فى مصر، ويؤدى إلى خروج نسبة كبيرة من المزارعين من النشاط خاصة مع وصول كيلو الطماطم فى المزرعة إلى 20 قرشا والبطاطس 70 قرشا والخيار جنيه واحد والبسلة جنيه ونصف الجنيه.
ومن جانبه أكد عادل الغندور عضو جمعية منتجى ومصدرى الحاصلات البستانية» هيا»أنه لابد من إنشاء مصانع للسماد الزراعى وومستلزمات الزراعة وتشجيع الصناعة المحلية ،حتى تصل للمزارع بأسعار مرضية وتدر عوائد على الدولة بالمليارات.
وطالب الغندور بالإسراع فى تنفيذ خطة إنتاج البذور محليا بالتعاون مع مركز البحوث.
وطالب يحيى السنى رئيس شعبة الخضروات بالغرفة التجارية بالقاهرة، بتنفيذ مبادرات لتوصيل الخضروات للقرى والكفور والنجوع بأسعار مخفضة من سوق العبور عبر مبادرات شعبية لأن الاسواق العشوائية هى من تتلاعب بالأسعار ولابد من فرض الرقابة عليها، بينما سوق العبور مراقبة من قبل الدوله والأسعار موحدة ومعلنة عبر البورصة اليومية .
وتوقع السنى أن تساهم مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تطوير القرى فى مضاعفة الإنتاج مرة أخرى، ولابد من إيجاد حلول جدية سواء من وزارات أو رجال أعمال، وتجار حتى لا تتكرر ماساة الفلاح فى هذا العام.
وتواصل أسعار الخضروات إلحاق الخسائر بملاكها خلال بدايات العام الجارى وبضغط متواصل من نزيف وركود فى السوق العالمية، حيث تعانى جميع البلدان العربية والأجنبية بلا إستثناء من ويلات فيروس كورونا المستجد.
وبعد تراجع أسعار الطماطم والبطاطس والفراولة خلال العام الماضي2020، إنضم لطابور المحاصيل المتضررة كل من البسلة والسمسم والخيار والفول السودانى.
وأكد عدد من المزارعين أن أسعار التداول الحالية لمعظم الخضروات تُلحق خسائر فادحة بالمزارعين، نتيجة الركود العالمى واستمرار المخاوف من تأثيرات فيروس كورونا المستجد على الأسواق العالمية والمحلية .
وأوضح عبدالمحسن عسكر وهو مزارع من المنوفية، أن عوائد الزراعة للفدان من محصول البسلة 1500جنيه بإنتاج طن ونصف، و السمسم 4000 جنيه والبطاطس 10000جنيه بعد إنتاج 10أطنان والخيار البلدى 7000جنيه بعد إنتاج 5 إلى 7 أطنان والفول السودانى 7000 جنيه أيضا.
كان عدد من المزارعين اتلفوا محصول الباذنجان والخيار والبطاطس عبر بيعها كاعلاف بسعر 500جنيه للطن أو التخلص منها على حواف الترع أو إزالتها ومن ثم زراعة محصول آخر.