تسعى شركة يوتن للدهانات العالمية لتعزيز استثماراتها بالسوق المحلية خلال الفترة القليلة المقبلة من خلال تنفيذ استثمارات تتراوح قيمتها من 200 الى 300 مليون جنيه، لإقامة مصنع جديد لها بمحافظة الإسماعيلية لزيادة الحصة السوقية للشركة بما يساهم فى مضاعفة المبيعات السنوية لتصل إلى مليار جنيه سنوياً.
وتوجد «يوتن» العالمية فى أكثر من 70 دولة حول العالم وتحقق مبيعات سنوية تقدر بحوالى 40 مليار دولار.
«المال» التقت تور هاتلو – جوهانثن المدير العام لشركة المهندس يوتن للدهانات، للكشف عن استراتيجية عمل الشركة بالسوق المحلية خلال السنوات الثلاث المقبلة، فى البداية أكد جوهانثن أن السوق المصرية تعد من أبرز الأسواق الواعدة فى الوقت الراهن، كما أنها تعد من الأسواق التى تتصدر اهتمامات شركته بالإضافة للسوق السعودية والاماراتية داخل منطقة الشرق الأوسط.
ويرى جوهانثن أن تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية أثر بشكل كبير على حركة الاستثمار خلال العامين الماضيين، إلا أنه أكد أن الشركة تمكنت من تحقيق طفرة فى حجم المبيعات خلال العام الماضى مقارنة بالعام السابق له، إذ ارتفعت بنسبة تتجاوز الـ25% مدفوعة بالتعاقدات الكبيرة التى تملكها الشركة خلال فترة ما قبل الثورة إلى جانب العمل على تنويع منتجات الدهانات التابعة لها.
وقال المدير العام للشركة إن حجم مبيعات شركة يوتن مصر يبلغ سنوياً نحو 500 مليون جنيه، لافتاً إلى أن شركته لديها خطة لمضاعفة تلك المبيعات لتصل إلى مليار جنيه سنوياً خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ4 سنوات، بحيث تستحوذ على أعلى حصة داخل سوق الدهانات سواء فى مصر أو المنطقة العربية.
وأضاف أنه رغم ضخامة السوق المحلية، فإنها لا تمثل نسبة تذكر من إجمالى المبيعات التى تحققها الشركة على مستوى العالم والتى تقدر بحوالى 40 مليار دولار، إلا أنه أكد أن الشركة تعمل حالياً على رفع الحصة السوقية لها عبر تنوع المنتجات وفتح المزيد من الوكالات والعلامات التجارية، ناهيك عن إجراء حملات تسويقية مكثفة داخل الصحف والقنوات المتخصصة.
الشركة تخطط سنوياً للحفاظ على المستوى نفسه من الاستهلاك لمنتجاتها فى مصر
ولفت إلى أن الشركة تخطط سنوياً للحفاظ على المستوى نفسه من الاستهلاك لمنتجاتها فى مصر، خاصةً أن هذه السوق تعتبر من أهم الاسواق المستهلكة إذا تمت مقارنتها بالأسواق الأخرى.
وفيما يتعلق بالخطة الاستثمارية للشركة داخل السوق المحلية، أوضح المدير العام لـ«يوتن» أن الشركة تعكف حالياً على إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لإقامة مصنع جديد للدهانات على باقى الأراضى المملوكة لها بمحافظة الاسماعلية والبالغة 60 ألف متر مربع متوقعاً أن تتراوح التكلفة الاستثمارية للمشروع بين 200 و300 مليون جنيه.
وتوقع أن يبدأ النشاط الجديد للمشروع خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ24 شهراً بشرط استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية، لافتاً إلى إمكانية الدخول فى مفاوضات مع البنوك العاملة بالسوق المحلية لتدبير جزء من الاحتياجات المالية اللازمة لإقامة المصنع الجديد.
وتابع: إن من ضمن التوسعات التى تقوم بها «يوتن» فى الوقت الحالى إنشاء مصنع جديد للدهانات بالمملكة العربية السعودية ضمن التوسعات التى تجريها الشركة فى الوقت الحالى فى منطقة الخليح العربى، حيث توجد الشركة فى كل من قطر والامارات.
وأضاف أن الشركة تقوم حالياً بمشروع لإنشاء «نيو وير هاوسس» فى 3 محافظات هى القاهرة والإسكندرية وأسيوط، ومن المقرر الانتهاء من المشروع خلال فترة زمنية أقصاها سنتان من الآن، لافتاً إلى أن التكلفة الاستثمارية للمشروع تتجاوز الـ100 مليون جنيه.
وقال إن الشركة حريصة على إجراء توسعات بالسوق المصرية خاصة أنها توجد فيها منذ عام 1984، وقامت بإنشاء أول مصنع لها فى مدينة الإسماعيلية عام 1996 بطاقة إنتاجية تقدر بحوالى 40 طنا سنوياً، ويعتبر المصنع الأساسى لتصنيع كل المنتجات المطروحة بالسوق من الدهانات، مشيراً إلى وجود المركز الإدارى الرئيسى فى مصر الجديدة بمحافظة القاهرة.
وأضاف “تور هاتلو – جوهانثن” أن شركته تعتبر الرائدة فى السوق المحلية فى مجال صناعة وإنتاج الدهانات والألوان والديكورات حالياً، لافتاً إلى أن الشركة قادرة سنوياً على إنتاج المزيد من الألوان الجديدة مستعينة فى ذلك بأحدث أساليب التكنولوجيا.
يوتن تطرح منتجات جديدة سنوياً صديقة للبيئة
ولفت إلى أن شركته تطرح منتجات جديدة سنوياً صديقة للبيئة، كما أنها أنتجت أنواعا جديدة من الألوان والديكورات المستخدمة للمنازل غير المضرة بالعين أو بالبيئة تسمى بـ«lady hygiene» وغير ضارة للأطفال أو النساء «الحوامل»، هذا بالإضافة إلى منتجاتها الأخرى المستخدمة فى المستشفيات والمضادة للبكتيريا.
وتابع أن شركة «يوتن» االعالمية لديها أكثر من 14 مصنعا للإنتاج، بالإضافة إلى 70 مورداً للتوزيع فى عدد كبير من الدول على مستوى أنحاء العالم، لافتاً إلى أن الشركة تقوم بضخ استثمارات تزيد على مليارات الدولارات بما يساعد على تعزيز قدرتها على تسويق منتجاتها وإنتاج تكنولوجيات جديدة فى الألوان.
وفى سياق متصل، لفت إلى أن استثمارات شركته فى مصر تبلغ ملايين الجنيهات سنويا، دون أن يحدد القيمة الفعلية لهذه الاستثمارات، مشيراً إلى استحواذ التسويق على حصة كبيرة من إجمالى هذه الاستثمارات.
وعن الحصة السوقية للشركة، قال إن شركته تستحوذ على الحصة السوقية الأكبر لسوق إنتاج الدهانات والألوان مقارنة مع الشركات الأخرى وهى «سايبس وسكيب».
وأكد المدير العام لشركة يوتن مصر أن تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية فى مصر حالياً يزيد الأمور تعقيدا على الشركة، خاصةً أنه يواجهها عدد كبير من المشكلات مثل ارتفاع اسعار المواد الخام بنسبة وصلت إلى 20% بجانب ارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه المصرى وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار منتجات الشركة.
وتابع: إن هذا الارتفاع فى أسعار المواد الخام وبالتالى المنتجات سيؤدى إلى خفض مبيعات الشركة، مشيراً إلى احتمالية أن يؤدى هذا إلى الإقبال على شراء المنتجات الأقل كفاءة والأقل سعراً نظراً لتدهور الأوضاع الاقتصادية القائمة.
ولفت إلى أن السنوات الماضية كان نمط الاستهلاك المصرى يتجه للمنتجات الأكثر كفاءة والأعلى سعرا، لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية سيتحول نمط الاستهلاك تجاه المنتجات الأقل سعرًا.
وحدد المشكلات التى واجهت «يوتن مصر» بعد الثورة حتى الآن فى 5 مشكلات هى تكرار أعمال الإضرابات والمظاهرات العمالية ونقص الوقود وعدم الاستقرار فى الأوضاع السياسية واستمرار العنف فى الشارع.
نقص الوقود يعطل الشركة عن نقل وتوزيع منتجاتها
ولفت إلى أن تفاقم مشكلة نقص الوقود يعطل الشركة عن نقل وتوزيع منتجاتها، نتيجة اعتمادها بصورة كبيرة على المقطورات لنقل المنتجات وتوصيلها لأماكن التوزيع على مستوى أنحاء الجمهورية وهو ما يرفع التكلفة على الشركة فى النهاية.
وأكد جوهانثن أن شركته لن تخرج أو تسحب استثماراتها من مصر نتيجة الأوضاع الأمنية السيئة، لأنها تعتبر السوق المصرية على قمة أولوياتها وسعيدة بوجودها بها، فضلا عن أن العديد من فروع يوتن العالمية توجد فى أماكن مليئة بالعنف ولكنها لم تسحب استثماراتها من هذه الدول، مشيراً إلى أن أهم مطالب شركته من الحكومة المصرية استعادة الأمن فى الشارع والقضاء على أعمال العنف.
وذكر أن المشكلات التى يعانيها القطاع العقارى وقطاع المقاولات تؤثر بشدة على سوق الدهانات وعلى انخفاض حجم مبيعات الشركة السنوية دون أن يحدد نسبة الانخفاض.
واختتم حديثه مع «المال» بقوله إن يوتن مصر لا تبحث عن شركاء جدد معها فى الملكية، مشيراً إلى أن 30% من الحصة الكلية للشركة مملوكة لنقابة المهندسين بمصر والباقى مملوك لـ«يوتن العالمية».