يتنبأ تقرير حديث صادر عن مجموعة وود ماكينزى العالمية لأبحاث واستشارات الطاقة أن تنمو سوق السيارات الكهربائية العالمية بمعدل %35 بحلول عام 2040، لتصل إلى مبيعات سنوية تبلغ 45 مليون وحدة.
وفق تقرير لموقع «inside evs» المتخصص فى مجال السيارات الكهربائية؛ تشير شركة وود ماكينزى الاستشارية إلى انخفاض تكاليف البطاريات وتشديد اللوائح المتعلقة بانبعاثات الطاقة من السيارات باعتبارها أبرز الدوافع وراء الطفرة فى مبيعات السيارات الكهربائية.
وتتوقع أن يكون هناك حوالى 323 مليون مركبة كهربائية على طرق العالم بحلول عام 2040- وهو رقم تم تخفيضه بنسبة %2 فقط مقارنة بتقدير الشركة السابق على انتشار وباء كورونا.
وجدت وود ماكينزى أن أسعار البطاريات تنخفض بشكل أسرع مما كان متوقعًا سابقًا، وتتوقع أن يتم الوصول إلى «الرقم السحري» البالغ 100 دولار / كيلو وات فى الساعة بحلول عام 2024؛ فعند هذا المستوى، سيبدأ صانعو السيارات القدامى فى تحصيل أرباح من بيع المركبات الكهربائية، كما ستتمكن تيسلا، التى حصدت هوامش ربح جيدة على مبيعات السيارات لعدة سنوات، سيكون لديها مجال لخفض الأسعار و/ أو تقديم المزيد من الميزات فى سياراتها.
قد يرى بعض خبراء السيارات الكهربائية هذه التنبؤات متحفظة للغاية؛ إذ يعتقد البعض أن تيسلا قد اقتربت بالفعل من الوصول إلى المستوى السابق ذكره لسعر البطارية.
ويشير التقرير إلى أن سوق السيارات الكهربائية قد ارتفعت فى أوروبا بنسبة %25 خلال النصف الأول من العام الحالي؛ بعد أن تضاعفت المبيعات فى ألمانيا تقريبًا، من 48 الف وحدة فى النصف الأول من عام 2019 إلى 94 ألف فى النصف الأول من عام 2020. فى يونيو، استحوذت السيارات الكهربائية على %8 من إجمالى مبيعات السيارات فى جميع أسواق السيارات الأوروبية الثلاثة الأكبر؛ وذلك خلافًا للوضع فى الولايات المتحدة والصين، حيث تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة %33 و%57 على التوالى فى الربع الأول).
يعتقد بعض الكتاب أن الوباء زاد من اهتمام مشترى السيارات بالبيئة؛ بعد أن لاحظ الكثيرون السماء أكثر صفاءً بسبب تراجع حركة المرور خلال فترة الإغلاق. قد يظن البعض أن هذا الدرس قد أثر على قرارات الأشخاص فى شراء السيارات، لكن لم تظهر بعد أى استطلاعات رأى للمستهلكين أو أدلة أخرى لدعم فكرة أن البيئة قد انتقلت من مكانتها المنخفضة تاريخيًا فى قائمة اهتمامات مشترى السيارات.
هناك عامل آخر محتمل متعلق بدور كورونا فى زيادة مبيعات المركبات الكهربائية؛ فقد نال الأشخاص الأكثر ثراءً حصة أقل بكثير من الضرر الاقتصادي، ومن المرجح أن يشترى هؤلاء الأشخاص المركبات الكهربائية، خاصة العلامات التجارية المتميزة مثل تسلا؛ التى تهيمن على سوق السيارات الكهربائية العالمية مستحوذة على %80 من السوق العالمية فى النصف الأول من عام 2020.
ورغم ذلك؛ يؤدى تشديد لوائح الانبعاثات فى الاتحاد الأوروبى إلى زيادة الضغط على شركات صناعة السيارات الكهربائية؛ التى فشلت على مدار الأشهر القليلة الماضية فى الضغط لتخفيف هذه اللوائح، ومن ثم بدأت معظم العلامات التجارية فى زيادة طاقتها الإنتاجية للمركبة الكهربائية.
بالتوازى مع ذلك فإن موجة جديدة من طرازات السيارات الكهربائية وجدت طريقها إلى أوروبا، وهى تزداد جاذبية من حيث النطاق وسرعة الشحن والسعر، ومن المأمول أن تشق هذه المنتجات طريقها إلى الولايات المتحدة على مدار العامين المقبلين.
كذلك بدأ مشغلو أساطيل النقل الآن فى تقديم طلبات جادة لشراء المركبات الكهربائية التجارية، وذلك فى جميع أنحاء العالم، وسيكون لذلك تأثير على زيادة مبيعات السيارات الكهربائية خلال الفترة المقبلة، مع مساعى تسلا لبناء المزيد من المصانع فيما يشيد صانعو السيارات الأوروبيون سلاسل توريد البطاريات، كما يضخ المستثمرون الأموال فى هذا القطاع.