كشف المهندس وليد شتا الرئيس الإقليمى لشركة شنايدر إليكتريك مصر وشمال شرق أفريقيا والمشرق العربى، أن الشركة المتخصصة فى مجالات حلول وإدارة وتوزيع وإنتاج الطاقة قامت بضخ استثمارات تقدر بنحو 30 مليون يورو بما يعادل 570 مليون جنيه خلال عام 2020 رغم أزمة جائحة كورونا.
واضاف شتا فى حوار «للمال»، أن الاستثمارات التى تم ضخها تنقسم إلى 20 مليون يورو نقدا كزيادة رأس مال الشركة، فى أغسطس الماضي، على الرغم من أزمة كورونا، بالاضافة إلى ضخ 10 ملايين يورو لاضافة خط إنتاج جديد بمصنع الشركة فى بدر وتطوير مركز التوزيع فى العاشر
وأوضح أن اجمالى استثمارات الشركة التراكمية خلال الثلاثين عاما الأخيرة بلغ 208 ملايين يورو وتضمنت أضافة خط أنتاج جديد الى مصنع مدينة بدر الحديث، ومؤخراً مركز التوزيع الجديد فى مدينة العاشر من رمضان والذى يضم 270 موظفا جديدا، بالإضافة إلى 1600 موظف فى شنايدر إلكتريك.
وقال شتا إن ازمة كورونا أصابت الاقتصاد العالمى كله، لافتا إلى أنه على الرغم من ذلك لا تزال مؤشرات النمو للاقتصاد المصرى إيجابية وبلغت %3.6 رغم تباطؤ قطاعات عديدة بسبب الأزمة، وبشهادة المؤسسات الدولية مثل البنك الدولى الذى أشار إلى أن تأثير أزمة جائحة COVID-19 على نمو الاقتصاد المصرى حتى الآن، كان أقل حدة مما كان متوقعًا.
وأكد أنه من المتوقع خلال العام الحالى أن يشهد الاقتصاد المصرى مزيدا من التحسن والنمو خاصة مع بدأ التطعيمات باللقاحات الخاصة بفيروس كورونا على مستوى العالم، مما سيقلل كثيرا من حالة عدم اليقين السائدة فى عالم الأعمال.
تستهدف الوصول بصادراتها إلى %50 لأفريقيا والشرق الأوسط خلال 2021
وكشف شتا عن أن شركة شنايدر تقوم بتصدير نحو %30 من إنتاج مصنع بدر للشرق الأوسط وأفريقيا، وتستهدف الوصول إلى %50 خلال 2021 وذلك خلال 2021، كما تتواجد الشركه بالفعل فى أفريقيا عبر جنوب أفريقيا والجزائر والإمارات والسعودية حيث يتم التصدير لهم من مصنع بدر.
واضاف شتا أن الأشهر الماضية كان بها الكثير من الدروس المستفادة وكانت سلامة وصحة فرق العمل فى شنايدر إلكتريك على رأس أولوياتها لذلك جميع الأعمال التى لم تكن تتطلب تواجدا فى مواقع العمل كانت تتم من خلال العمل فى المنزل وتوفير جميع الأدوات التى تساعد العاملين على التكيف مع الأوضاع الحالية.
كما استمرت الشركة فى صيانة البنى التحتية الحيوية وتأمينها، كالمستشفيات والشبكات ومراكز البيانات ومحطات المياه لذلك ركزت على دعم استمرارية الأعمال من خلال الوصول إلى مواقع شنايدر إلكتريك بما يتماشى مع إرشادات التباعد الاجتماعى، وعمليات النظافة والتعقيم المستمرة، ومعدات الحماية الشخصية للعاملين.
وكشف شتا عن أن الشهور الماضية أظهرت أهمية التحول الرقمى وكيف استطاعت الشركات التى كانت تعتمد عليه التأقلم وتسيير أعمالها بمرونة أكبر خلال الفترة الماضية، حيث يحقق التحول الرقمى وفراً فى النفقات الرأسمالية، والتشغيلية، بالإضافة إلى الاستدامة والسرعة فى الأداء.
وأوضح أن التحول الرقمى فى العمليات الهندسية، على سبيل المثال، يمكن أن يوفر للشركات والمؤسسات ما يعادل %35 من تكاليف النفقات الرأسمالية وتقليل وقت الإنتاج، ووفر فى متوسط استهلاك الطاقة بنسبة %24 علاوة على ذلك.
كما يمكن تخفيض تكاليف بدء التشغيل للأنظمة والأصول الجديدة بمعدل %29 وتحقيق وفر كبير فى النفقات التشغيلية، مما يؤدى إلى تحسينات تدريجية فى الكفاءة والموثوقية والسلامة والاستدامة.
وفى التطبيقات الصناعية، يتيح التحول الرقمى للشركات القيام بإنتاجية أكثر تصل إلى %5 باستخدام طاقة أقل ومواد أقل وساعات عمل أقل.
البنية التحتية بمصر مؤهلة لتحول كبير للسيارات الكهربائية
وأوضح أن البنية التحتية فى مصر مجهزة للتحول إلى السيارات الكهربائية فى ظل توافر فائض من الكهرباء، كما أن هناك توجها للدولة لهذه الصناعة، لكن المعضلة تكمن فى توفير محطات الشحن، نحن فى شنايدر نشارك فى تجهيز البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، فإذا توافرت محطات الشحن سيكون هذا انطلاقا كبيرا.
وكشف شتا عن أنه مع بداية الأزمة توقف العمل فى مصانع الصين، وبدأ العالم يدرك أن فكرة الاعتماد على مصدر واحد، أو مصنع واحد للاستيراد أو للحصول على المواد الخام ومدخلات الإنتاج فكرة قديمة، لذلك بدأ الاتجاه إلى تنويع المصادر وزيادة التصنيع المحلى، لافتا إلى أن مصنع شنايدر فى مصر من أكبر 5 مصانع لشنايدر إلكتريك فى العالم.
40 إلى %60 مكون محلى ونستورد الصاج والنحاس من المجموعة الأم بفرنسا
واكد أن نسبة المنتج المحلى تصل داخل مصنع شنايدر مصر من %40 إلى %60 ويتم استيراد الصاج والنحاس من الشركة الأم التى عادة ما يكون لديها احتياطى كبير فى مستلزمات الإنتاج ومتواجد فى مناطق متعددة، مضيفاً لذلك لم يكن لدينا مشكلة فى مصر خاصة وأن القاعدة الصناعية لنا يدعمها 1600 عامل، لذلك تأثرنا فى مصر لم يكن كبيرا مقارنة بدول أخرى معتمدة على الاستيراد بشكل كبير.
وأشار شتا إلى أن البيروقراطية فى التعاملات لا تزال أبرز التحديات لكنه قال لا ننكر أن الأمور والتواصل مع الجهات الحكومية أصبح أكثر سهولة ومرونة وعلى أعلى مستوى، كذلك أعتقد أن بدء الاعتماد على الرقمنة فى قطاع الطاقة أصبح من الأمور الأساسية.
وقال إن أهم تحد هو وجود الكوادر والكفاءات البشرية التى تخدم هذا القطاع لذلك نهتم بشكل كبير فى شنايدر إلكتريك بالاستثمار فى البشر من خلال خلق فرص التعليم والتدريب لتنمية القدرات فى هذا القطاع لأنه المستقبل ويخدم جميع المجالات.
وأشار شتا إلى أن شنايدر تشارك فى كل المشروعات التنموية الكبرى فى مصر بداية من التعاون لتجهيز مستشفيات التأمين الصحي، ومحطات تحلية المياه، مراكز البيانات، وبناء المدن الذكية وتدعيمها بمنظومة برمجيات لإدارة كافة المرافق بها.
وأوضح أنه فى مجال البترول والغاز الطبيعى تشارك شنايدر إلكتريك فى أعمال حقول الغاز بغرب الدلتا وأبو رديس، كما تقوم بتوريد المعدات الرئيسية للآبار فى حقل ظهر والمهمات الكهربائية.
وقال شتا إن شنايدر استطاعت الفوز بمناقصة لإنشاء 14 مركزا للتحكم والتوزيع، وستقوم الشركة بمقتضى الاتفاق بإنشاء أول شبكة ذكية على مستوى الدولة فى الشرق الأوسط خلال ثلاثين شهرا، وتتم عمليات التنفيذ على ثلاث مراحل تضم الأولى 4 مراكز بتكلفة 4.6 مليار جنيه.
بينما تضم الثانية والثالثة 5 مراكز لكل منهما، تتوزع فى شمال وجنوب القاهرة، الإسكندرية، الدلتا، شرم الشيخ، الغردقة، المنيا والإسماعيلية كما تضم الاتفاقية تركيب أكثر من 12000 من الوحدات الرئيسية للحلقة الذكية «smart ring main units» فى عشر محافظات، كما نشارك فى أعمال مدينة المعرفة التكنولوجية فى العاصمة الجديدة.
وكشف شتا عن أن الشركة تقدمت للمنافسة على مناقصة لتوفير المعدات الكهربائية اللازمة فى محطة الضبعة، كما أن هناك اتفاقا مع شركة روساتوم النووية الروسية بالفعل مع شنايدر إلكتريك روسيا لتوفير المعدات المناسبة للمحطات النووية، ومن المتوقع أن يتم الاتفاق بين شنايدر روسيا وشنايدر مصر على توفير أفضل تكنولوجيا لروساتوم محليا.
واضاف أن شركته لا تنوى المنافسه على مشروعات الربط الكهربائى، لاسيما وأنها شركته لا تعمل فى مجال نقل الكهرباء، وان الربط يعنى تصدير الطاقة وتنفيذ خطوط ضخمه لنقل الطاقة ولكنها تعمل فى مجالات توزيع وانتاج الطاقة.
وأشار شتا إلى أن شنايدر لديها خط إنتاج فى مصنع بدر للوحات الكهربائية من طراز جديد لا يستهلك الغازات التى تزيد من الانبعاثات الكربونية وهو ما يتماشى مع طبيعة العصر وهى من أفضل المنتجات التى تُصنع فى العالم وسيتم تصنيعها فى مصر وبذلك يكون هناك 6 خطوط إنتاج فى المصنع وستكون بداية لاستثمارات جديدة.
كما ستركز شنايدر إلكتريك خلال العام الجديد، على توطين الصناعة المحلية المتعلقة بنشاط الشركة فى مصر، وتوسيع عمليات الشركة فى قلب قارة أفريقيا اعتمادا على المصنع التابع لها فى مصر.
يذكر أن شنايدر إلكتريك تعمل فى مصر منذ عام 1987، وتقدم حلول الطاقة لـ 4 قطاعات تتضمن قطاع الرقمنة، ومراكز البيانات، وقطاع الطاقة بما يحتويه من كهرباء وبترول وغاز وطاقة جديدة ومتجددة، وقطاع المبانى بكافة أنواعها التجارية والمولات والمنازل والمستشفيات والمدارس، والقطاع الصناعى من المصانع الصغيرة والكبيرة.