مخالفة أداء الشعبية والاقتصادية
أكد عدد من وكلاء السيارات أن الربع الأول من العام الحالى شهد نموًا فى مبيعات فئة السيارات الفاخرة، خاصة ذات المنشأ الأوروبى، بعد تطبيق «زيرو» جمارك عليها.
كانت أسعار السيارات الفاخرة المستوردة بالكامل من دول الاتحاد الأوروبى قد هبطت عقب تطبيق المرحلة الأخيرة من اتفاقية الشراكة الأوروبية بقيمة تتراوح ما بين 20 ألفًا، وحتى مليونًا، و100 ألف جنيه.
وأشار إلى أن خفض أسعار السيارات الفاخرة المستوردة ساهم بشكل كبير فى زيادة مستويات الطلب عليها، خاصة وأن قيمتها باتت مقاربة للغاية من علامات تجارية فارهة تقوم على تجميع موديلاتها محليًا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تعانى فيه مبيعات السيارات الشعبية والاقتصادية ركودًا فى أداء مبيعاتها، فى ظل استمرار حملة مقاطعة عمليات البيع التى دشنها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى والتى من بينها «حملة خليها تصدى».
فى البداية، قال إسلام توفيق، مدير قطاع مبيعات «جاكوار لاند روفر» بشركة «MTI « أوتوموتيف، وكلاء سيارات جاكوار لاند روفر وبنتلى ومازيراتى، إن الربع الأول من العام الحالى تمكنت كل من جاكوار ولاند روفر من تحقيق مبيعات قياسية للمرة الأولى منذ توافرها فى السوق المحلية.
وأرجع الطفرة فى مبيعات كلا العلامتين الإنجليزيتين إلى عاملين أساسين الأول يتمثل فى تطبيق الإعفاءات الجمركية على موديلات جاكوار ولاند روفر وفقًا لاتفاقية الشراكة الأوروبية، وما تبعها من هبوط الأسعار، الأمر الذى حفظ الطلب عليها.
وتابع : أما العامل الثانى فجاء نتيجة الدفع بموديلات جديدة للمرة الأولى فى السوق المحلية، ممثلة فى «جاكوار» E-Pace « الجديدة كليًا، والمنتمية لفئة السيارات الرياضية المتعددة الأغراض «SUV»
وأوضح أن «جاكوار لاند روفر» تعد من أكبر الشركات العالمية التى تقوم على تقديم موديلاتها بمحركات تصل إلى 5000 سى سى، خاصة فى طرازات لاند روفر المتخصصة فى إنتاج سيارات SUV وبالتالى فإن إعفاءها من الرسوم الجمركية ساهم فى زيادة الطلب على موديلاتها.
وأكد أن هبوط أسعار «جاكوار لاند روفر» ساهم فى استقطاب شريحة جديدة من العملاء الجديد لصالح كلا العلامتين التجاريتين، بعد أن باتت أسعارهما مقاربة للغاية من أسعار بعض الموديلات والعلامات التجارية الفاخرة، المجمعة محليًا.
وأشار «توفيق» إلى أن إطلاق جاكوار بعض الموديلات والمحركات الجديدة بسعة 2000 سى سى، منتمية لفئة المركبات الرياضية المتعددة الأغراض SUV فى إشارة إلى F-Pace، وE-Paceساهم فى تقليل فجوة المبيعات بين كل من جاكوار ولاند روفر.
وجريت العادة على أن مبيعات موديلات لاند روفر تتمتع بنمو مبيعاتها، والطلب عليها، مقارنة بسيارات «جاكوار».
وأظهرت بيانات مجلس معلومات سوق السيارات «أميك» نموًا بمبيعات جاكوار لاند روفر خلال شهرى يناير وفبراير من العام الحالى بنسبة %370، بإجمالى 113 وحدة، مقابل 24 سيارة تم بيعها خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
وتمكنت «جاكوار» على مدار تلك الفترة من هذا العام بحسب بيانات «أميك» من تسليم 35 سيارة، مقابل 10 وحدات فقط تم بيعها خلال الفترة نفسها من العام الماضى، بمعدل نمو %250.
وسجلت مبيعات «لاند روفر» على مدار تلك الفترة نموًا فى مستويات مبيعاتها بنسبة %457، بإجمالى 78 سيارة، مقابل 14 وحدة تم بيعها خلال شهرى يناير وفبراير من 2018.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار «جاكوار» قد تراجعت بعد تطبيق المرحلة الأخيرة والنهائية من اتفاقية الشراكة الأوروبية بقيمة تتراوح ما بين 290 ألفًا، و450 ألف جنيه، فيما هبط أسعار «لاند روفر» بقيمة تتأرحج ما بين 320 ألفًا، وحتى مليون، و100 ألف جنيه.
كان محمد قنديل، مدير عام قطاع «مازيراتى» بشركة MTI أوتوموتيف، قد أعلن فى تصريحات سابقة عن نمو مبيعات العلامة الإيطالية الفاخرة بنسبة تصل إلى %30، نظرًا لهبوط أسعارها عقب تطبيق «زيرو» جمارك.
وهبطت أسعار «مازيراتى» فى السوق المحلية بعد تطبيق المرحلة النهائية من اتفاقية الشراكة الأوروبية بقيمة تتراوح ما بين 750 ألفًا، وحتى مليون جنيه.
وفى سياق متصل، قال مصدر مسئول بشركة أبو غالى موتورز، الموزع المعتمد لسيارات ألفا روميو، إنه عقب تطبيق «زيرو جمارك» على السيارات الأوروبية قررت شركة فيات كرايسلر أتوموبيل مصر خفض أسعار موديلات العلامة الإيطالية بقيمة تصل إلى 700 ألف جنيه.
وأشار إلى أن هبوط أسعار ألفا روميو ساهم فى نمو مبيعاتها بنسبة كبيرة بعد أن باتت أسعارها مقاربة من موديلات تتمتع بامتلاكها نشاطًا تجميعيًا.
وأوضح أن حالة الركود التى تعانيها مبيعات السيارات الملاكى المنتمية لفئة الاقتصادية والمتوسطة لم يكن لها أى تداعيات سلبية على مبيعات السيارات الفاخرة، والتى فى الغالب ما تستهدف مستويات الدخول المرتفعة مثل رجال الأعمال، والمستثمرين.
وأظهر تقرير مجلس معلومات سوق السيارات «أميك»، تمكن العلامة الإيطالية «ألفا روميو» من تسليم 14 سيارة خلال شهرى يناير وفبراير من العام الحالى.
ومن جانبه، قال محمد فاخورى، مدير قطاع مبيعات «أستون مارتن» بمجموعة عز العرب للسيارات، إن الربع الأول لم تحقق السيارات الفاخرة خاصة وأن العملاء كانوا فى حالة ترقب لحدوث انخفاضات جديدة فى الأسعار على غرار ما حدث فى عدد من العلامات التجارية الشعبية.
وأكد أن الربع الأول شهد إقبال عدد من العملاء على حجز السيارات الفاخرة، وبالتالى فإن إعلان الوكلاء عن نمو مبيعاتهم لايتعدى عن كونه حجوزات، أو بيع للتجار، وليس مستهلكا نهائيا.
وأوضح «فاخورى» أن غالبية شركات السيارات العاملة فى مجال بيع السيارات الفاخرة بدأت فى الإعلان عن تقديم موديلات العام الحالى فى الأسبوع الأول من أبريل الجارى، وبالتالى فإنه من المتوقع نمو مبيعات السيارات الفاخرة خلال الربع الثانى، وليس الأول كما أعلن البعض.
وأوضح أن حملات مقاطعة شراء السيارات الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعى والتى من بينها حملة «خليها تصدى» قد أثرت بالسلب على مبيعات السيارات الملاكى سواء الشعبية أو الفاخرة، خاصة وأن المستهلك بصرف النظر عن مستوى دخله يرغب فى الحصول على سياراته بأقل سعر ممكن.
وقال إن الخصومات التى يتم إعلانها من قبل وكلاء السيارات الشعبية والاقتصادية قد أثرت على قرار العميل فى شراء سيارة فاخرة فى ظل توقعاته بإمكانية إحداث هبوط جديد فى أسعارها على غرار المركبات الأخرى.
كان تقرير منفذ الإسكندرية الجمركى خلال شهرى يناير وفبراير الماضيين، قد أظهر نموًا فى معدلات استيراد مصر من السيارات الفاخرة بنسبة %28.4، بإجمالى 1267 سيارة، مقابل 987 وحدة تم استيرادها خلال الفترة نفسها من العام الماضى.