أعلنت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال ريتينجز S&P للتقييم الائتمانى أن الشركات العالمية تخطط لزيادة إنفاقها الرأسمالى بحوالى %13 خلال ال12 شهرا القادمة لتطوير جميع المجالات والقطاعات ولاسيما أشباه الموصلات وبرامج السوفتوير ومنتجات التجزئة والنقل والمواصلات استعداد لعصر ما بعد الوباء.
ويتوقع أيضا خبراء الاقتصاد فى بنك مورجان ستانلى الأمريكى ارتفاع تمويل الشركات الدولية من عمالقة الرقائق وحتى صناع النودلز بحوالى %115 إلى %121 من ذروة إنفاقها هذا العام حتى الآن وتستمر الزيادة فى استثماراتها حتى نهاية العام القادم لتطوير المدخلات والمعدات والأجهزة لتحسين الإنتاجية.
وقال روب سوبارامان رئيس تحليل الأسواق العالمية فى مؤسسة نومورا هولدينجز إن انتعاش استثمارات الشركات له أهمية حيوية لتحقيق النمو على الأجل الطويل لأن تراكم رأس المال من العوامل الرئيسية لزيادة نمو الإنتاج حيث أنه عندما تنتهى التدابير التحفيزية غير المسبوقة التى خصصتها الحكومات على مستوى العالم لمواجهة فيروس كورونا فإن العالم يحتاج لاستثمارات ضخمة وإصلاحات هيكلية من الشركات لتحقيق نمو مستدام.
وذكرت وكالة بلومبرج أن الإغلاقات التى تسببت فيها قيود الحركة لمنع تفشى العدوى من موفيد 19 أرغمت الشركات على إنفاق أموال طائلة على ابتكار خدمات تصنيع جديدة وإنتاج سيارات كهربائية وذاتية القيادة وبطاريات تعمل بطاقة متجددة علاوة على أن إنهاء أزمة الرقائق يحتاج إلى موجة من التمويلات اللازمة لإنتاج الأجهزة الإلكترونية وغيرها من المنتجات التى تستخدمها فى مكوناتها.
وتحتاج الشركات من الأسواق الناشئة حتى الدول المتقدمة إلى زيادة إنفاقها الرأسمالى مع ارتفاع التضخم واتجاه البنوك المركزية إلى استمرار خفض أسعار الفائدة وكذلك استمرار الفوضى فى توريد سلاسل الإمدادات وخصوصا أشباه الموصلات التى قلصت إنتاج السيارات والموبايلات مع إغلاق العديد من مصانعها فى معظم الدول من الهند إلى الصين وحتى ألمانيا والولايات المتحدة والمكسيك.
شودرى جروب تستثمر فى مصر
ومن شركات الأسواق الناشئة التى رفعت استثماراتها هذا العام مجموعة شودرى جروب التى تتخذ من نيبال مقرا لها والتى تشمل منتجاتها النودلز والوجبات السريعة والمشروبات وغيرها والتى توردها لأكثر من 35 دولة منها مصر التى تتوسع فى إنتاج النودلز بها لتوفيره للأسواق الأفريقية حيث أن مصنعها الجديد فى مصر سينتج مليون صندوق من أكيلس نودلز ويعمل فيه 500 عامل بتكلفة حوالى 10 ملايين دولار كما يتجه لفتح مصانع أخرى فى دول أمريكا اللاتينية.
وأعلن بريت بيجز رئيس الشئون المالية بشركة وولمارت الأمريكية صاحبة أكبر سلاسل سوبرماركت فى العالم خلال فبراير الماضى عن استثمار حوالى 14 مليار دولار هذا العام لتطوير الخدمات الذاتية وبرامج السوفتوير والخبرة وفتح فروع جديدة فى دول متعددة فى أكبر إنفاق رأسمالى منذ عام 1984 ارتفاعا من 10.3 مليار دولار العام الماضى.
وتعتزم الشركات الأوروبية أيضا زيادة إنفاقها العام القادم بعد أن رفعته خلال العام الجارى بحوالى %16.6 فى أكبر زيادة سنوية منذ عام 2006 لتطوير أنشطتها بعد أن اضطرت منذ العام الماضى إلى تغيير أنماط العمل عندما أغلقت العديد من مصانعها وجعلت موظفيها يعملون من البيوت لمنع انتشار العدوى.
كوريا الجنوبية تضخ 450 مليار دولار
وفى آسيا تخطط الشركات فى كوريا الجنوبية بقيادة سامسونج وهاينيكس للأجهزة الإلكترونية لإنفاق حوالى 450 مليار دولار حتى نهاية العقد الحالى لبناء أكبر قاعدة فى العالم لتصنيع أشباه الموصلات التى تشهد عجزا واضحا فى معظم الدول الصناعية من الصين واليابان وحتى ألمانيا والولايات المتحدة وأرغمت شركات سيارات فيها على خفض الإنتاج أو إغلاق بعض مصانعها ومنها شركة فورد الأمريكية التى أغلقت مصانعها فى الهند.
وأكد إيساو ماتسوموتو الرئيس التنفيذى لشركة روم اليابانية للرقائق الإلكترونية التى توردها لشركة تويوتا وهوندا اليابانيتين وفورد الأمريكية للسيارات أنه خصص استثمارا بقيمة 70 مليار ين (637 مليون دولار) حتى مارس القادم لزيادة إنتاجها من هذه الرقائق من مصانعه المنتشرة فى مدن كيوتو اليابانية ومدن فى الصين وماليزيا وكوريا الجنوبية وتايلاند والفلبين.