يرى محللون فى وكالة جيفريز لأبحاث الأسواق المالية والاقتصادية، أن شركتى وديملر مرسيدس يتعين عليهما التعجيل بالاندماج لتحقيق وفورات سنوية تقدر بأكثر من 13 مليار يورو، وسط ضعف الطلب العالمى على منتجاتهما ذات الأسعار الباهظة، وهبوط المبيعات فى معظم الدول الكبرى.
ويتوقع المحللون انعدام النمو تقريباً فى مبيعات السيارات خلال العامين القادمين، بعد أن شهدت العلامات الفاخرة نموا العام الماضى بمعدل يزيد على معدل نمو إجمالى الطلب العالمى منذ عام 2009، لكنها ستنخفض هذا العام مع تباطؤ نمو اقتصاد الصين أكبر سوق للمركبات فى العالم، وهبوط إجمالى المبيعات فى 2019 للعام الثالث على التوالى.
وذكرت وكالة رويترز، أن أولا كايلينيوس، رئيس ديملر مرسيدس، وأوليفر زيبس، رئيسBMW ، يشعران بضغوط شديدة مع انحفاض المبيعات والغرامات الباهظة التى سيفرضها الاتحاد الأوروبى على السيارات التى ينبعث منها عوادم كربونية، بأكثر من النسب التى حددها، وذلك اعتبارا من العام القادم.
كانت شركة ديملر مرسيدس التى تبلغ قيمتها حوالى 53 مليار يورو، قد أعلنت هذا العام أنها تخطط لتوفير مليار يورو من خلال تسريح آلاف العاملين بحلول 2022 لتقليل التكاليف، بينما تحاول شركةBMW التى تبلغ قيمتها 48 مليار يورو، توفير 12 مليار يورو خلال نفس السنوات، لتعويض إنفاقها المرتفع على تكنولوجيا السيارات الكهربائية.
ويأتى التفكير فى الاندماج بين العملاقين الألمانيين بعد أن أعلنت هذا الأسبوع مجموعة فيات كرايسلر FCA الإيطالية الأمريكية، وشركة بيجو ستروين PSA الفرنسية عن اتفاقهما على اندماج ملزم فى صفقة بقيمة 50 مليار دولار لتحقيق وفورات سنوية بقيمة 3.7 مليار يورو.
وكانت وكالة رويترز ذكرت أن شركة BMW خسرت صدارة سوق السيارات الفاخرة خلال 5 أعوام الماضية لمنافستها مرسيدس بنز، كما أن شركة تيسلا الأمريكية تتفوق عليه فى مبيعات السيارات الكهربائية، ما جعل أوليفر زيبس يبعث فى أول يوم عمل له بعد أن ترك الرئيس السابق هارالد كوروجر منصبه رسالة من خلال الإيميل الداخلى للشركة يحث العاملين فيها.
فضل أوليفر أن يستخدم روح إيجابية مع العاملين فى الشركة، ويبث فى عقولهم روح جديدة، تعتمد على نظرية كلما ازدادت صعوبة العمل كلما زادت الابتكارات والحلول الإبداعية، بدلا من إلقاء اللوم على الظروف الحالية الصعبة، أو التوترات التجارية السياسية فى العالم أو حتى الخلافات الشخصية.
يرى أن الشركة لا يجب أن تكون الأولى دائما ولكن الأهم أن تصبح أفضل من الشركات المنافسة لها فى المنتجات التى تطرحها فى الأسواق، والخدمات التى تقدمها للعملاء، والعمليات الصناعية، والعمل على تقليص التكاليف لتعزيز الأرباح.