أكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، أن أسبوع القاهرة الخامس للمياه سيُعقد تحت عنوان : “المياه في قلب العمل المناخي” ، إيماناً من الدولة المصرية بأهمية محور المياه في ملف تغير المناخ ، مشيراً إلى أن التوصيات التى ستصدر عن الأسبوع سيتم رفعها للمناقشة في جناح المياه المقام ضمن مؤتمر المناخ (COP27) والذى تستضيفه مصر في شهر نوفمبر القادم.
عبد العاطي: إطلاق عدد من المبادرات الدولية للمياه خلال فعاليات مؤتمر المناخ القادم
كما أشار عبد العاطي خلال لقائه اليوم بالدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لمناقشة تعزيز التعاون بين وزارة الموارد المائية والرى ومنظمة الفاو فى مجال المياه ، والتعاون المشترك خلال فعاليات أسبوع القاهرة الخامس للمياه ومؤتمر المناخ القادم COP27 وجناح المياه المقام على هامش المؤتمر، إلى وجود عدد من المبادرات الدولية الجاري الإعداد لها لوضع المياه على رأس أجندة العمل المناخى ، مؤكداً أنه سيتم إطلاق هذه المبادرات خلال فعاليات مؤتمر المناخ.
مشروعات كبرى لحماية الشواطئ وللحماية من أخطار السيول
وأشار عبد العاطى إلى تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية العذبة وإرتفاع منسوب سطح البحر ، الأمر الذى يمثل تهديداً كبيراً على دلتا نهر النيل ، مؤكداً أن ذلك الأمر هو ما دفع الوزارة لتنفيذ مشروعات كبرى فى مجال حماية الشواطئ لأطوال تصل إلى ٢١٠ كيلومترات لحماية السواحل المصرية.
وتابع عبد العاطي : “بالإضافة لـ ٥٠ كيلومترا أخرى جار العمل بها ، وتنفيذ 1500 منشأ للحماية من أخطار السيول خلال السنوات الماضية ، مشيراً لدور أنظمة الرى الحديث فى تقليل الطاقة المستخدمة فى الرى وإنعكاس ذلك على التخفيف من التغيرات المناخية”.
وزير الري: دول العالم طلبت الاستفادة بالخبرات المصرية بمجال إدارة وتدوير المياه
وعلى صعيد آخر لفت وزيرالرى إلى أن العديد من دول العالم طلبت الاستفادة بالخبرات المصرية فى مجال إدارة المياه وتدوير المياه مثل دول العراق وجنوب السودان ونيجيريا ، مؤكداً أن الوزارة تُقدم كل أشكال الدعم للدول العربية والأفريقية الشقيقة في مجال الموارد المائية ، سواء من خلال تنفيذ مشروعات مختلفة بالعديد من الدول الإفريقية بالشكل الذى يعود بالنفع على مواطنى هذه الدول ، أو من خلال العمل على تبادل الخبرات الفنية بين المتخصصين في مصر وهذه الدور.
ولفت عبد العاطي إلى الإمكانيات التدريبية المتميزة التى تمتلكها الوزارة مثل المركز الإقليمي للتدريب التابع للوزارة وفروعه بالمحافظات والذى يُعد جهة معتمدة لدى اليونسكو من الفئة الثانية كأحد المراكز المتميزة فى تطبيق كافة معايير الجودة العالمية فى خطط التدريب والمواد العلمية المقدمة ، بالإضافة للدورات التدريبية التي ينظمها مركز التدريب الإقليمى التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا ، ويشارك فيها متدربين من دول حوض النيل والدول الأفريقية ، بخلاف دبلوم الموارد المائية المشتركة والتى تعقد سنوياً بالتنسيق بين الوزارة وكلية الهندسة بجامعة القاهرة.
عبد العاطي : تطوير المنظومة المائية ينعكس على تحسن المنظومة الزراعية وسد الفجوة الغذائية
وفي سياق متصل أكد عبد العاطى على الترابط الهام بين الماء والغذاء ، لما تمثله المياه كعنصر رئيسي فى الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي ، مشيراً للدور المهم الذى يمثله تطوير المنظومة المائية وإنعكاسه على تحسن المنظومة الزراعية وسد الفجوة الغذائية التى تواجه مصر حالياً.
وأكد وزير الموارد المائية والري أن ذلك الأمر هو ما دفع الوزارة لتنفيذ العديد من المشروعات مثل المشروع القومى لتأهيل الترع ، وتأهيل المساقى ، والتحول لنظم الرى الحديث ، والتوسع فى استخدام تطبيقات الرى الذكى ، ومشروعات إعادة استخدام المياه ، وتحديث المنشآت المائية ، والإدارة الرشيدة للمياه الجوفية ، ومشروعات الحماية من أخطار السيول ، واستخدام أصناف جديدة من المحاصيل تستهلك كميات أقل من المياه ، وتتحمل الملوحة العالية.
الواعر : الفاو ستقدم جميع أشكال الدعم والتنسيق خلال مؤتمر المناخ
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بمنظمة الفاو على حرص المنظمة على تقديم كافة أشكال الدعم والتنسيق خلال فعاليات مؤتمر المناخ القادم للخروج بأفضل نتائج يمكن رفعها كمدخلات لمؤتمر الأمم المتحدة للمراجعة الشاملة لنصف المدة والخاص بالمياه والمقرر تنظيمه في مارس عام ٢٠٢٣.
ولفت الواعر إلى ضرورة التأكيد أيضاً على الدور الهام لمؤتمر المناخ COP 27 فى إعطاء دفعة لملف التغيرات المناخية بأفريقيا والشرق الاوسط ، مؤكداً على أهمية التوسع فى إستخدام الطاقة المتجددة فى قطاع المياه والزراعة لتوفير المنتجات الغذائية بصورة تسهم فى التخفيف من التغيرات المناخية ، وهو أمر من المهم مناقشته خلال فعاليات مؤتمر المناخ القادم.
وخلال اللقاء توجه وزير الموارد المائية والري بالدعوة للدكتور الواعر وممثلى منظمة الفاو بزيارة مشروع معالجة مياه مصرف بحر البقر ومحطة الحمام للتعرف على مجهودات الدولة المصرية فى مجال إعادة استخدام المياه.
وعقب الاجتماع ، قام الدكتور عبد الحكيم الواعر بزيارة مركز التنبؤ بالفيضان والذي يستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية والنماذج العددية المتطورة لمحاكاة السلوك الهيدرولوجي الطبيعي للنهر والتنبؤ بالأمطار والسيول ، إلى جانب دراسة التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر ، ويساهم نظام الإنذار المبكر للسيول في مواجهة مخاطر السيول والتقليل من آثارها.
شهد اللقاء حضور كل من الدكتور رجب عبد العظيم وكيل الوزارة والمشرف على مكتب الوزير ، الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط ، الدكتور/نصر الدين حاج ممثل منظمة الفاو في مصر ، ليفانج لي رئيس قسم الأراضي والمياه بالفاو ، وزيتوني ولد دادا نائب مدير مكتب الفاو لتغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة ، وذلك في إطار مناقشة تعزيز التعاون بين وزارة الموارد المائية والرى ومنظمة الفاو فى مجال المياه ، والتعاون المشترك خلال فعاليات إسبوع القاهرة الخامس للمياه ومؤتمر المناخ القادم COP27 وجناح المياه المقام على هامش المؤتمر.