أكد المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، حرص الدولة المصرية على النهوض بقطاع التمور باعتباره من القطاعات الواعدة من حيث خلق فرص العمل، وزيادة الصادرات، وتحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية المنشودة، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يتوافق مع حركة المشروعات الحديثة العملاقة التي تنفذها مصر حاليا في إطار التوجيهات الرئاسية التي تتضمن إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم، تضم 2.5 مليون نخلة بمنطقتي توشكي والعوينات.
وقال الوزير إن التمر يمثل محصولاً استراتيجياً خاصة وأن مصر تعد أكبر منتج في العالم للتمور حيث تنتج حوالي 18% من الإنتاج العالمي، و24% من الإنتاج العربي، بعدد نخيل مثمر يتجاوز حوالي 16 مليون نخلة.
جاء ذلك في سياق كلمة الوزير التي ألقاها خلال افتتاحه لفعاليات المهرجان الدولي السادس للتمور الذي يقام تحت رعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بمحافظة أسوان في الفترة من 8 حتى 10 من شهر أكتوبر الجاري وذلك بمشاركة اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان و اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد والدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي الى جانب سفير جمهورية اندونيسيا بالقاهرة وممثل عن سفارة دولة الامارات العربية المتحدة بالقاهرة ، والمهندس محمد عبدالكريم رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية وأحمد رضا المشرف العام على مراكز التكنولوجيا والابتكار الصناعي بوزارة التجارة والصناعة ، واللواء شريف صالح رئيس هيئة تنمية الصعيد
وأوضح سمير أن هذا المهرجان يحظى بأهمية كبيرة خاصة في ضوء سعي وزارة التجارة والصناعة لتطوير القطاعات الصناعية والتصديرية الواعدة التى تمتلك مصر فيها مزايا تنافسية كبيرة وذلك للمساهمة في تحقيق مستهدفات خطة الوزارة نحو زيادة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلى الإجمالي، لافتاً إلى أن الوزارة حريصة على تأهيل المصانع القائمة وانشاء المصانع الحديثة والتي تعمل علي تعظيم القيمة المضافة والاستفادة بفائض التمور، حيث يصل عدد المنشآت الصناعية العاملة في مجال تصنيع وتعبئة التمور كنشاط رئيسي حوالي 140 مصنع قائم، كما يصل عدد مصدرى التمور إلى حوالي 24 مُصدرا.
وأشاد الوزير بالجهود التي بذلتها مختلف الجهات لتنظيم هذا الحدث الهام وفي مقدمتها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال دعمهم المستمر الذي يعد امتداداً لأواصر التعاون البناء والمعهود بين البلدين في كافة المجالات التنموية وذلك في إطار مساندة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومؤسس جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، موجهاً الشكر لمحافظة أسوان ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وغرفة الصناعات الغذائية والمجلس التصديرى للصناعات الغذائية والمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية وجمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية (هيا)، على دعمهم لهذا المهرجان ومساهمتهم الدائمة لقطاع التمور والعمل على النهوض به.
ولفت سمير إلى أن المهرجان يستهدف توحيد جهود كافة الجهات من مؤسسات حكومية وجهات بحثية ومنظمات دولية للنهوض بالقطاع، وإيجاد الحلول التطبيقية للتحديات التي تواجه منتجي ومصنعي التمور من داخل مصر وخارجها وإقامة روابط قوية بينهم، فضلاً عن تشجيع الابتكار والمنافسة ونقل المعلومات الحديثة وتبادل الخبرات بالإضافة الى فتح أفاق جديدة لمنتجي ومصنعي التمور لتسويق وتصدير منتجاتهم.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة ممثلة في مراكز التكنولوجيا والابتكار الصناعي تبذل جهودًا حثيثة لتطوير قطاع التمور في مصر أبرزها الانتهاء من تأهيل مجمع تمور محافظة الوادي الجديد، ومصنع تمور سيوة الحكومي بمحافظة مطروح، وإنشاء مخازن مبردة للتمور بالواحات البحرية بمحافظة الجيزة، إلى جانب تأهيل 160 مزرعة بسيوة للحصول على شهادات الزراعة العضوية، وتنظيم 5 دورات من المهرجان الدولي للتمور المصرية، فضلاً عن دعم مشاركة ممثلي مصانع التمور المصرية بالمعارض والمهرجانات الدولية، إلى جانب إعداد دراسات فنية بدعم من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي وتمويل من حكومة دولة الامارات العربية المتحدة بهدف تحسين الجودة والإنتاجية وتطوير القطاع.
وأضاف سمير أن جهود الوزارة تضمنت أيضاً إصدار الاستراتيجية المصرية لتطوير قطاع التمور بمصر بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وجاري حالياً تحديث الاستراتيجية بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية، بالإضافة إلى تقديم مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي- التابع للوزارة- الدعم الفني والاستشارات الفنية ونقل التكنولوجيا الحديثة لتعظيم القيمة المضافة زيادة التنافسية وتأهيل مصانع التمور للحصول علي شهادات الجودة العالمية، واعتماد تلك المصانع من الهيئة القومية لسلامة الغذاء والانضمام لعضوية المجلسين التصديرين للحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية، هذا بالإضافة إلى قيام جهاز التمثيل التجاري بإعداد 28 دراسة تسويقية للتمور المصرية بعدد من الأسواق الدولية المستهدفة وإتاحتها للمصدرين، ووضع قطاع التمور ضمن القطاعات التصديرية المستفيدة من برنامج مساندة الصادرات لتشجيع التصدير للأسواق الخارجية.
ومن جانبه رحب اللواء أشرف عطية محافظ أسوان باستضافة أسوان لهذا الحدث التاريخى والذى يشكل منعطفاً رئيسياً للتنمية والاستثمار على أرض الدهب وبين ضفاف نيلها المرمرى الأسمر ، وشمسها المشرقة على الأثار الخالدة والطبيعة الساحرة ، قائلاً : أهلاً بكم لتشاركوا أسوان فرحتها وآمالها بانطلاق المهرجان الدولى السادس للتمور ، والذى نأمل أن يكون بداية انطلاق حقيقية لقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور فى محافظتنا الواعدة من أجل استثمار المزايا النسبية والمقومات الاقتصادية لعاصمة الاقتصاد والشباب والثقافة الافريقية تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية ، والذى يحرص على تحويل أسوان إلى باب ملكى وقاعدة انطلاق نحو الأسواق الإفريقية ، وخاصة دول الكوميسا وحوض النيل .
وقال أننا نسعى جاهدين لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية ، وتحويلها إلى واقع فعلى على الأرض لتحقيق القيمة الإقتصادية للثروات الطبيعية سواء كانت تعدينية ومحجرية وزراعية وسمكية حيث أخذت المحافظة على عاتقها بناء رؤية أستراتيجية مستقبلية بخريطة إستثمارية جديدة بمشروعات وفرص محددة ، بجانب إنشاء منطقة لوجستية عالمية للتجارة والتصنيع والنقل اللوجسيتى بوادى كركر تجاه الأسواق الإفريفية ، لافتاً إلى أن تنظيم وإنطلاق المهرجان الدولى السادس للتمور بأسوان يؤسس لمرحلة جديدة وواعدة للإنتقال من مرحلة الزراعة والتجارة التقليدية فى التمور إلى مرحلة زيادة سلاسل القيمة المضافة بالإنتاج المتخصص والتعبئة والتغليف والتصنيع لمنتجات تناسب كافة أصناف التمور الجافة والنصف جافة مثل تصنيع مسحوق التمر وسكر التمر وخل التمر والكحول وغيرها.
وأشار عطية إلى أن هذا الحدث ليس مجرد مهرجان ، ولكنه مظلة إستثمارية غير مسبوقة تتيح للمستثمرين والمنتجين والمصدرين التعرف على مزايا التمور الأسوانية التى تتميز بجودة فائقة وقيمة إقتصادية عالية بدعم غير محدود من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة ، بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة ، وبمتابعة من الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس أمناء الجائزة ، وأيضاً بالتعاون البناء مع وزارة التجارة والصناعة ليصبح المهرجان إمتداداً لنجاحات النسخ الخمس السابقة ، مؤكداً حرصه على إعتماد التمور كأحد المحاصيل الإستراتيجية بالمحافظة ، وأن تكون المحافظة من المحافظات الأعلى عدداً للنخيل ومنتجات التمور المتنوعة من خلال تطوير القطاعات الصناعية والتصديرية بمزايا تنافسية كبيرة بإقامة مشروعات إستثمارية حقيقية ،
وفى نفس السياق أشار الدكتور عبد الوهاب زايد ، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، الى أن تنظيم هذا المهرجان برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وعلى الثقة الكبيرة التي أولاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات لتطوير وتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور بمصر، مشيراً إلى أن هذا المهرجان حظي بدعم وتعاون كبار المسؤولين بدولة الإمارات في مقدمتهم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، بدولة الامارات، ومعالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.
وأوضح زايد أن الأهداف الاستراتيجية للأمانة العامة للجائزة تتركز في تنمية وتطوير البنية التحتية لقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، عبر تنظيم سلسلة من مهرجانات التمور في عدد من الدول بدءاً من دولة الإمارات ومصر والسودان، والأردن وموريتانيا، والمغرب، وصولاً إلى المكسيك في نوفمبر المقبل، إلى جانب عدد من المشروعات التنموية المتخصصة في عدد من الدول العربية.
ووجه أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي الشكر إلى شركاء الجائزة الاستراتيجيين مصر وعلى رأسهم وزارات التجارة والصناعة، والزراعة، والبيئة، ومحافظات مطروح، والوادي الجديد، والجيزة، وأسوان، والمجلس التصديري للصناعات الغذائية والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، مشيداً بدعم كافة المنظمات الإقليمية والدولية (منظمة الفاو، ايكاردا، ارينينا، أكساد)، بالتنسيق مع سفارة الإمارات بالقاهرة التي لم تَدّخِر جهداً في تقديم التسهيلات والدعم لضمان نجاح المهرجان، وإبراز الوجه الحضاري المشرق لمصر العربية والدور الريادي لدولة الإمارات ومساهمتها في تطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور.