أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية المهمة التى تم تنفيذها خلال السنوات الخمس الماضية ساعدت على تخفيف آثار أزمة فيروس كورونا، وأن أنشطة قطاع البترول لم تتوقف واستمرت رغم التحديات التى فرضتها الأزمة مع تطبيق الإجراءات الوقائية.
وأشار إلى نجاح القطاع فى إنهاء 12 اتفاقية بحث واستكشاف عن البترول والغاز بالصحراء الغربية وشرق وغرب البحر المتوسط والبحر الأحمر، حيث وافق البرلمان مؤخرًا على الاتفاقيات، وجارٍ الإعداد للتوقيع النهائى مع الشركات الأجنبية الفائزة بالمناطق.
وأضاف الملا أن القيادة الحكيمة للرئيس السيسى والإصلاحات الاقتصادية التي تمت أسهمت في جعل مناخ العمل والاستثمار فى مصر أكثر جاذبية.
وقال إن الاستقرار السياسى والاقتصادى والأمنى الذى تتمتع به مصر الآن مكن القطاع من الاستمرار في جذب الاستثمارات العالمية، فى ظل مناخ استثمارى متميز بشهادة جميع الخبراء والمؤسسات العالمية الكبرى.
27 % نسبة مساهمة قطاع البترول فى الناتج المحلى
ولفت إلى أن قطاع البترول المصرى حقق خلال السنوات الأخيرة معدلات غير مسبوقة فى انتاج الغاز الطبيعى ونجح فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى والعودة للتصدير.
وأضاف الوزير أن معدلات الاستهلاك المحلى للمنتجات البترولية والغاز الطبيعى شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال الخمسة أشهر الماضية.
ولفت إلى أن قطاع البترول حقق نحو 27% من الناتج المحلى الاجمالى لمصر وفقاً لأحدث المؤشرات الاقتصادية المعلنة.
اهتمام عالمى متزايد بالمشاركة فى أنشطة منتدى غاز شرق المتوسط
وفيما يخص التعاون على المستوى الاقليمى، أكد الوزير أنه على الرغم من الظروف الحالية والقيود التي كانت مفروضة على السفر فإن جهود التعاون الاقليمى مع الدول المجاورة بشرق المتوسط شهدت نشاطاً مكثفاً.
وقال إنه تم عقد الاجتماع الوزارى الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط فى القاهرة خلال العام الحالى.
كما تم عقد عدد من الاجتماعات عبر تقنية الفيديوكونفرانس خلال شهر مايو الماضى للجنة الاستشارية لصناعة الغاز لمناقشة خطط العمل المقترحة، والتى تم المصادقة عليها مؤخراً من قبل مجموعة العمل رفيعة المستوى .
كما تم مناقشة خارطة طريق منتدى غاز شرق المتوسط خلال الفترة المقبلة والتخطيط للتوقيع النهائى على الميثاق المؤسس للمنتدى.
وأكد الوزير أن استمرار الاجتماعات المشتركة مع الدول أعضاء المنتدى يؤكد الرغبة القوية للتعاون من أجل تحقيق الرفاهية للمنطقة بالكامل.
علاقات قوية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية
وأضاف الوزير أن مصر والولايات المتحدة الأمريكية يجمعهما علاقات وشراكات قوية وعلاقات تجارية متميزة خاصة فى قطاع البترول والغاز والتى شهدت تطورات عديدة فى التعاون المشترك خلال الأعوام القليلة الماضية على كافة الأصعدة .
ولفت إلى اطلاق أول حوار استراتيجى فى مجال الطاقة بين البلدين خلال العام الماضى والدعم الكبير من قبل المؤسسات الأمريكية .
وقال إن تلك المؤسسات تحرص على الترويج للفرص الاستثمارية فى مصر وتقديم الدعم الفنى والتمويل للمشروعات والمشاركة فى تنمية مهارات الكوادر البشرية في اطار برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول .
وأشار إلى أن حرص شركتى شيفرون واكسون موبيل على العمل فى مجال البحث والاستكشاف فى مصر يعد خير دليل على تقدير الشركات الأمريكية للفرص الاستثمارية فى مصر.
استحواذ «شيفرون» على أصول «نوبل» أكبر صفقة فى الصناعة منذ أزمة كورونا
ولفت الوزير إلى أن صفقة استحواذ شركة شيفرون على أصول شركة نوبل تعد أكبر صفقة فى مجال صناعة البترول منذ بدء أزمة فيروس كورونا وتفتح المجال للمزيد من التعاون وتضافر الجهود بالمنطقة.
وأضاف الملا أن نجاح مصر فى جذب استثمارات كبريات شركات البترول العالمية رغم تراجع الاستثمارات فى صناعة البترول حول العالم جاء نتيجة الاخلاص والتفانى فى العمل
وتابع الوزير أن الجرأة فى اتخاذ الاجراءات والاصلاحات والشفافية مع التخطيط والتحليل الدقيق في ظل الاستقرار السياسى والاقتصادى والأمنى الذى تتمتع به مصر كان له دور رئيسى فى ذلك.
وأشار الوزير إلى أن قطاع البترول أطلق من خلال مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول مبادرات لتدريب الكوادر الشابة واعدادهم للقيادة على أسس علمية .
وأكد الاهتمام في المقام الأول بخوضهم لمعايشة عملية فى مواقع العمل الفعلية واكسابهم العديد من المهارات من خلال التعرف ميدانياً علي الأنشطة العملية في مجال الصناعة البترولية .
وأضاف أن مشروع التطوير والتحديث يهتم بتطبيق أحدث التكنولوجيات الحديثة والرقمية فى كل مراحل الصناعة لتحسين العملية الإنتاجية.
الإصلاحات الاقتصادية ساعدت قطاع البترول على مواجهة تحدى أزمة كورونا
من جانبه، أشاد جون كريستمان رئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى ورئيس شركة أباتشى العالمية بقدرة قطاع البترول المصرى على جذب الاستثمارات لمجال البحث والاستكشاف .
ونوه إلى أن القطاع نجح فى ذلك رغم التحديات التى تفرضها أزمة كورونا وفى ظل تراجع أنشطة الشركات العالمية حول العالم وتخفيضها للاستثمارات.
فيما أكد هشام فهمى رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أن قطاع البترول والغاز يعد بمثابة المحرك للاقتصاد المصرى، وأن الأرقام المتميزة التى يسجلها الاقتصاد المصرى يأتى جزء كبير منها من مساهمة قطاع البترول .
وأشاد باجراءات تحفيز الاستثمار التى تتخذها الحكومة المصرية ونجاحها بشكل كبير فى جذب المزيد من الاستثمارات.
شلمبرجير تشيد بتكنولوجيات قطاع البترول وتسويقه لفرص الاستثمار
وأشاد المهندس كريم بدوى الرئيس التنفيذى لشركة شلمبرجير في مصر وشرق المتوسط باهتمام قطاع البترول بتطبيق أحدث التكنولوجيات وخاصة فى الترويج والتسويق لمناطق البحث والاستكشاف وطرح المزايدات .
ولفت إلى مشاركة شركة شلمبرجير في جهود وزارة البترول والثروة المعدنية لإنشاء بوابة مصر الإلكترونية لتسويق المناطق البترولية والاستكشاف .
وقال إن تلك البوابة تعد أحد التطبيقات الفعلية لدعم التحول الرقمى في صناعة البترول والغاز باستخدام أحدث التكنولوجيات وعرض الفرص الاستثمارية للبحث عن البترول والغاز والترويج لها بآليات عصرية.
وتستهدف تلك الآلية جذب الاستثمار بما يسهم في اتخاذ القرار لشركات البترول العالمية بضخ استثمارات جديدة لها في مصر.
جاء ذلك خلال مشاركته فى حلقة نقاشية عبر تقنية الفيديوكونفرانس تحت عنوان “مستقبل الطاقة فى مصر” مع أعضاء مجلس الأعمال المصرى الأمريكى وغرفة التجارة الأمريكية بكل من واشنطن وهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية وبالقاهرة .
وشارك أيضًا جون كريستمان رئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى ورئيس شركة أباتشى العالمية وكوش تشوكسى نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية لشئون الشرق الأوسط وهشام فهمى رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى مصر وعدد من رؤساء شركات البترول العالمية.