أعربت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، عن فخرها بالمواطنين المصريين المقيمين في الخارج وتقديرها لما قاموا به من جهود ووقفات سلمية في الولايات المتحدة، وألمانيا وبعض الدول الأوروبية.
وذلك للمناداة بحماية حقوق مصر في مياه النيل، مشيرة إلى قيام وزارة الهجرة بإنتاج فيلم بكل اللغات يتحدث عن حق مصر التاريخي في مياه النيل، تم توزيعه على كل السفارات والقنصليات لمساعدة الجاليات في جهودهم لتوصيل صوت مصر للرأي العام العالمي.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج في الموسم الثالث من حوارات “صوت مصر- تغيير الواقع” Narrative Summit- Reshaping Norms ، والتي تستضيفها قمة “صوت مصر” على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها لمناقشة الخبراء والمتخصصين في القضايا المختلفة.
وأضافت “مكرم” أن المصريين في الخارج قدموا صورا إيجابية من خلال حرصهم على المشاركة في الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التعديلات الدستورية 2019، لذلك حرصت على تصوير فيديو توضح فيه للمواطنين كل ما يتعلق بالانتخابات مثل دور مجلس الشيوخ، وكيفية التسجيل على موقع الهيئة الوطنية للانتخابات، وآلية التصويت من خلال البريد السريع.
ولفتت إلى أن الترتيبات قد تختلف قليلاً في انتخابات البرلمان والمفترض أن تعقد بداية العام القادم حيث ستتولى الهيئة الوطنية للانتخابات الإعلان عن آلية تمثيل المصريين في الخارج داخل البرلمان.
وخلال الحوار، تناولت وزيرة الهجرة الجهود التي قامت بها الدولة المصرية خلال أزمة كورونا لإعادة المصريين العالقين في الخارج، قائلة إنه لأول مرة في مصر نسمع لفظ “العالق”، فعندما أغلقت المطارات وجدنا استغاثات ومناشدات كثيرة من مصريين يعملون في الخليج ممن كانوا في إجازات في مصر، أو من المصريين في الخارج الذين كانوا متواجدين للسياحة أو العمل أو الدراسة، وكان توجيه الرئيس السيسي واضحا بأن “المواطن يأتي على رأس أولويات الدولة بغض النظر عن الخسائر”.
وتابعت: “لذلك تحركنا جميعا وشكلنا لجنة برئاسة رئيس الوزراء لنعمل على هذا الملف، واستطعنا التواصل مع السلطات في الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة، وكانت السلطات في الكويت والسعودية والإمارات متعاونة جدا، ونظرت للموضوع بطريقة إنسانية بحيث لا يتم فصل أي مواطن من عمله، واستطعنا إعادة أكثر من 77 ألف مواطن من الخارج، وتعامل الدولة مع هذا الملف أعطى صورة إيجابية للدولة بشكل عام أمام العالم وأمام أبناء الوطن في الخارج”.
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم أن وزارة الهجرة بالتعاون مع وزارة التخطيط وضعت خطة لدمج العائدين من الخارج في العمل بمصر، وتم تصميم استمارة “نورت بلدك” التي تم توزيعها على المصريين في الطائرات وعلى المدن الجامعية في مناطق العزل، وتم طرحها كذلك أونلاين بهدف جمع بيانات عن العائدين من الخارج وتحليل هذه البيانات لتوزيع نتائجها على وزارتي التجارة والصناعة والتنمية المحلية، حتى يبدأ جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالتنسيق والعمل عليها وطرح المشروعات المتاحة في كل محافظة، مع توضيح إمكانات الحصول على قروض لتنفيذ هذه المشروعات، فالمشروعات القومية ورجال الأعمال في حاجة إلى عمالة متخصصة، والعمالة العائدة من الخارج إضافة لقوة الدولة وهامة لتحقيق أجندة مصر 2030.
وأشارت مكرم إلى أن وزارة الهجرة خلال هذه الفترة تعاملت مع العديد من القصص الإنسانية، منها تعرض طالب مصري في إنجلترا لحادث سيارة مأساوي وتم التواصل مع الأب في مصر وسافر لابنه على متن طائرة شحن، كما تمكنت وزارة الهجرة من إعادة جثمان الطالب المصري المتوفى في ماليزيا والانتهاء من كافة الإجراءات والأوراق المتعلقة بعودته، وكذلك التواصل مع البابا تواضروس الثاني لفتح الكنيسة المصرية بكينيا وهي كنيسة كبيرة بها مستوصف ودار ضيافة، ليقيم بها 100 مواطن مصري ممن سافروا للعمل أو لحضور مؤتمرات في أفريقيا قبل قرار إغلاق المطارات.
وعن قضية الشاب وليد الذي تعرض للإهانة من أحد المواطنين في دولة الكويت، قالت وزيرة الهجرة إنها شاهدت الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وأغضبها كما أغضب الشارع المصري والمواطنين في الكويت كذلك، وتواصلت على وجه السرعة مع القنصل العام في الكويت السفير هشام عسران الذي تواصل من جانبه مع المواطن المصري البسيط “وليد”.
وأكدت أن وليد على الرغم من صغر سنه يتمتع بثبات انفعالي كبير لأنه لو كان رد على هذا التعدي بتعدي آخر كان من الممكن أن تتجه القضية لمنحنى آخر، لكنه أعطى مثالا للمصري في الخارج الذي يعلم أن حقه سيأخذه بالقانون، ولهذا أثلج صدورنا القبض على المعتدي على وليد وإحالته إلى النيابة وتحويل القضية إلى قضية جنح رقم 61 في نيابة الكويت.
وعن الاستفادة من العقول المصرية في الخارج، أشارت السفيرة نبيلة مكرم إلى أن وزارة الهجرة تواصلت مع الأطباء المصريين في الخارج مثل دكتور أشرف الفقي في واشنطن ودكتور هشام العسكري في لوس أنجلوس، وغيرهم ممن شاركوا في جلسات وورش عمل عبر الإنترنت مع الجامعات والوزارات للتعرف على كيفية تعامل الدول مع جائحة كورونا، وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، كما تطرقت إلى مبادرة “العودة للجذور” والمؤتمر العاشر للشباب القبارصة لجذب شباب الجيلين الثاني والثالث من الشباب المصريين والقبارصة واليونانيين لننقل لهم أننا شعب واحد بتاريخ وثقافة مشتركة.
وأكدت وزيرة الهجرة أنه منذ عام 2016 لم تخرج من مصر أي مركب للهجرة غير الشرعية، وأن الرئيس كلف وزارة الهجرة مباشرة بتنفيذ مبادرة “مراكب النجاة”، للتأكيد على أننا لسنا ضد الهجرة الآمنة، فالمهاجر إضافة لمصر بالخارج، ولكن الدولة ضد الهجرة غير الشرعية، ومن خلال هذه المبادرة نزلنا إلى المحافظات المصدرة للهجرة بالتعاون مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتعريف المواطن بالفرص المتاحة له للعمل من خلال الجهاز.
وتابعت: “كما ركزنا على دور الأم بما لها من كلمة مسموعة لإقناعها بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وخلال الأسابيع الماضية وقعنا بروتوكول تعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي لإقامة مركز تابع للحكومة الألمانية يساعد المواطن المصري على الهجرة الشرعية وتلبية احتياجات السوق الألمانية من العمالة المصرية ولكن بطريقة منظمة جدا، وسيتم الافتتاح الرسمي خلال أغسطس الحالي”.