شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في فعاليات إطلاق مسرعة التمويل المناخي “CFA”، التابعة للمملكة المتحدة ، والتي تستهدف توفير مساعدات فنية بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني، في إطار الجهود المشتركة بين مصر والمملكة المتحدة للتوسع في نطاق العمل المناخي.
ويأتي ذلك قبل 30 يومًا من انطلاق مؤتمر المناخ “COP27″، بمدينة شرم الشيخ، تحت شعار “الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ،
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في الكلمة التي ألقتها عبر الفيديو، على العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، والتي تنعكس في العديد من مجالات التنمية ودعم جهود التحول الأخضر، لافتة إلى أنه في إطار استضافة مصر للدورة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ، والتي تأتي بعد التعهدات التي قطعها المجتمع الدولي على نفسه في النسخة السابقة بجلاسجو بالمملكة المتحدة، فإن الرئاسة المصرية للمؤتمر تستهدف دفع جهود الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ.
وأشارت “المشاط” إلى أن التعاون متعدد الأطراف، والجهود المشتركة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، تعد أحد المحاور الهامة لدعم الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ، وتحفيز جهود العمل المناخي، وتنفيذ المشروعات التي تحد من الانبعاثات الضارة، موضحة أن مسرعة التمويل المناخي، ستعمل بالتعاون مع الحكومة على توسيع نطاق تمويل المناخي لدفع الجهود الوطنية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن مؤتمر الأطراف في نسخته السابقة شدد على ضرورة تعزيز طموح العمل المناخي فيما يتعلق بمشروعات التخفيف والتكيف، والمضي قدمًا نحو زيادة الجهود المبذولة في هذا الأمر، لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ.
كما تعهد العالم بتقديم الدعم للدول النامية والأكثر تضررًا من التغيرات المناخية، ومن هنا فإن النسخة المقبلة تكتسب أهمية خاصة لاسيما لقارة أفريقيا التي تعد أكثر القارات تأثرًا وأقلها حصولا على التمويل، فضلا عن ذلك سيهدف المؤتمر من خلال المباحثات إلى تحويل التعهدات إلى تدابير واقعية لدفع العمل المناخي الفعلي.
وتحدثت وزيرة التعاون الدولي، عن منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي “Egypt-ICF” والذي عقد في سبتمبر الماضي تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة وزراء المالية والاقتصاد والبيئة الأفارقة، موضحة أن المنتدى كان بمثابة التمهيد لـ”يوم التمويل”، المقرر انعقاده خلال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ.
كما شهد مناقشات بناءة بين الأطراف الفاعلة في مجال العمل المناخي لبحث كيفية تلبية احتياجات ودعم تطلعات قارة أفريقيا على مستوى جهود التحول الأخضر.
وقالت إن مصر اتخذت خطوات سباقة للانتقال من التعهدات إلى التنفيذ، حيث إن معظم المشروعات المنفذة منذ 2014 تتضمن مكونًا مناخيًا، كما أنه في ضوء الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، تم إطلاق المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي” بهدف تنفيذ مشروعات ذات أولوية في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، فضلا عن ذلك تعقد وزارة التعاون الدولي مباحثات مع أكثر من 70 شريكا تنمويا والبنوك التجارية والاستثمارية والمنظمات غير الهادفة للربح بشأن إصدار دليل شرم الشيخ للتمويل العادل.
جدير بالذكر أن مسرعة العمل المناخي “CFA” تأتي في إطار التعاون المشترك مع المملكة المتحدة لدفع العمل المناخي، والتعاون مع الحكومات في البلدان متوسطة الدخل لتحفيز زيادة تمويل المناخ، من خلال العمل المشترك بين مقدمي التمويل والخبراء والمعنيين بالعمل المناخي. كما تعمل مسرعة التمويل المناخي على تشجيع المشروعات التي تسهم في تنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا في الدولة “NDCs” وبناء قدرات الكوادر العاملة بهذه المشروعات، وقد تم تطبيقها قبل ذلك في نيجيريا والمكسيك وكولومبيا وتركيا وجنوب أفريقيا وبيرو.
كانت وزارة التعاون الدولي، بالتعاون مع وزارتي البيئة والاتصالات، أطلقت بالتعاون مع شركاء التنمية والقطاع الخاص المحلي والعالمي، مسابقة “Climatech Run 2022 ” الدولية، والتي تستهدف الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المناخ من قارة أفريقيا ومختلف أنحاء العالم، بهدف تحفيز وتشجيع الحلول الرقمية والتكنولوجية المبتكرة والمستدامة لتعزيز العمل المناخي، ومواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنه .