ورطة‭ ‬نظيف‭!‬

ورطة‭ ‬نظيف‭!‬
حازم شريف

حازم شريف

9:44 ص, الأحد, 17 أبريل 05

منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬نظيف‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضى،‭ ‬ونحن‭ ‬سعداء،‭ ‬راضون،‭ ‬قانعون،‭ ‬بالصورة‭ ‬التى‭ ‬نجح‭ ‬بجدارة‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬لنا،‭ ‬كقائد‭ ‬لفريق‭ ‬إصلاحي‭ ‬عصري‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ينجز‭ ‬في‭ ‬أسابيع‭ ‬معدودة،‭ ‬ما‭ ‬عجز‭ ‬غيره‭ ‬عن‭ ‬الإتيان‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬سنوات‭.‬

جرأة،‭ ‬شجاعة،‭ ‬تهور،‭ ‬إصرار‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬للإصلاح،‭ ‬انصياع‭ ‬لضغوط‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية،‭ ‬أم‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬كله؟‭ ‬قل‭ ‬ما‭ ‬تشاء،‭ ‬ولكنك‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تفلت‭ ‬من‭ ‬حقيقة،‭ ‬أن‭ ‬الرجل،‭ ‬ومعه‭ ‬نفر‭ ‬قليل‭ ‬متجانس‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الإصلاحيين،‭ ‬قد‭ ‬باغتوا‭ ‬الجميع‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقرارات‭- ‬بعد‭ ‬دهر‭ ‬من‭ ‬تردد‭ ‬السابقين-،‭ ‬تمثل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية،‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬اللا‭ ‬حر‭ ‬واللا‭ ‬مركزي،‭ ‬إلى‭ ‬السير‭ ‬بحسم‭ ‬غير‭ ‬معهود‭ ‬في‭ ‬منعطف‭ ‬السوق‭ ‬المفتوح‭ ‬وإعمال‭ ‬آليات‭ ‬المنافسة،‭ ‬وزيادة‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬جميل،‭ ‬وكان‭ ‬مرشحاً‭ ‬أن‭ ‬يبدو‭ ‬أكثر‭ ‬جمالاً‭ ‬وإشراقاً،‭ ‬لولا‭ ‬أننا‭ ‬قد‭ ‬أصبحنا‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬وما‭ ‬واكب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬حدة‭ ‬الضغوط‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬للمطالبة‭ ‬بالإصلاح‭ ‬السياسي،‭ ‬وقيام‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬نفسه،‭ ‬بإلقاء‭ ‬حجر‭ ‬وسط‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة،‭ ‬بإعلانه‭ ‬عن‭ ‬تعديل‭ ‬المادة‭ ‬76‭ ‬من‭ ‬الدستور،‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬باختيار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بالانتخاب‭ ‬الحر‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عدة‭ ‬مرشحين،‭ ‬وذلك‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاستفتاء‭ ‬على‭ ‬مرشح‭ ‬واحد‭.‬

فوسط‭ ‬تشكك‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬جدية‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الشق‭ ‬السياسي‭ ‬للإصلاح،‭ ‬وطرح‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬الممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬سيسمح‭ ‬بها،‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬حرب‭ ‬مظاهرات‭ ‬الشوارع‭ ‬والمظاهرات‭ ‬المضادة‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬إعلامى‭ ‬فضائى‭ ‬صاخب، ‬وسط‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالاقتصاد،‭ ‬ليخرج‭ ‬من‭ ‬‮«‬الكادر‮»‬‭ ‬وتقف‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬منه‭.

‬ وبدلاً‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬الأسعار‭ ‬والدولار‭ ‬والأجور‭ ‬والخصخصة‭ ‬والبورصة،‭ ‬قفز‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬حوارات‭ ‬الانتخابات،‭ ‬والتعديل‭ ‬الدستوري‭ ‬وتفريغه‭ ‬من‭ ‬مضمونه،‭ ‬والإشراف‭ ‬القضائي،‭ ‬وما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬بت‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬اكتسب‭ ‬صفة‭ ‬‮«‬الوطني‮»‬‭ ‬من‭ ‬مسمى‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني‭ ‬ذاته،‭ ‬لا‭ ‬اشتقاقاً‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬الوطن‭.

‬ وكان‭ ‬طبيعياً‭ ‬أن‭ ‬يصمت‭ ‬نظيف،‭ ‬فما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬صاخبة،‭ ‬يجرى‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬وحول‭ ‬ملفات،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بها،‭ ‬وفقاً‭ ‬لتقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية، ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬‮«‬نظيف‮»‬‭ ‬التكنوقراطي،‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬يشمله‭ ‬خطاب‭ ‬التكليف‭ ‬لحكومته‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬ومهام‭ ‬شاملة،‭ ‬فإنه‭ ‬يعرف‭ ‬كما‭ ‬نعرف،‭ ‬أن‭ ‬مهمته‭ ‬الرئيسية‭ ‬والأساسية،‭ ‬وربما‭ ‬الوحيدة،‭ ‬هي‭ ‬سرعة‭ ‬إنجاز‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭.

‬ إلا‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭- ‬لسبب‭ ‬أو‭ ‬لآخر- ‬كسر‭ ‬حاجز‭ ‬الصمت،‭ ‬وخرج‭ ‬بعدة‭ ‬تصريحات،‭ ‬كان‭ ‬ختامها‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬لوكالة‭ ‬رويترز‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬أكد‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬أمرين‭ ‬هامين‭: ‬أولهما‭ ‬تعهده‭ ‬بمنافسة‭ ‬شريفة‭ ‬بين‭ ‬المرشحين‭ ‬في ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬متساوية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬فى‭ ‬محطات‭ ‬التليفزيون‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة،‭ ‬لمتابعة‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية.

‬أما‭ ‬الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬عليه،‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬لن‭ ‬تقمع‭ ‬المظاهرات‭ ‬السلمية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬ضد‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬فضل‭ ‬تحديد‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المدن،‭ ‬يمكن‭ ‬تنظيمها‭ ‬بها،‭ ‬ملخصاً‭ ‬موقفه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬بقوله‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬عن‭ ‬رأيه،‭ ‬إنه‭ ‬حق‭ ‬منحه‭ ‬الله‭ ‬للجميع‭.‬

واستخداماً‭ ‬مني،‭ ‬لرخصة‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي،‭ ‬التي‭ ‬منحنى‭ ‬إياها‭ ‬الدكتور‭ ‬نظيف‭- ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بالطبع-، ‬فإنني‭ ‬لمندهش‭ ‬أشد‭ ‬الاندهاش‭ ‬من‭ ‬تورط‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭!.

فأولاً‭ ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬ملفي‭ ‬الإعلام‭ ‬والأمن‭- ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬السيادية‭ ‬الأخرى-، ‬هما‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬اختصاصات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اختيار‭ ‬القائمين‭ ‬عليهما،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التعاطي‭ ‬معهما‭ ‬فعلياً‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع، ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية.

‭ ‬ولكن‭ ‬دعونا‭ ‬نصدق‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ليس‭ ‬كذلك،‭ ‬وأن‭ ‬الدكتور‭ ‬نظيف‭ ‬صادق‭ ‬الإرادة‭ ‬وعازم‭ ‬النية‭ ‬فعلاً‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬وعد‭ ‬به، ‬والآن‭ ‬ليدلنى‭ ‬أى‭ ‬منكم‭- ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬السيد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء- ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬عن‭ ‬اسم‭ ‬أى‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬ماسبيرو‭ ‬العتيد‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬وزير،‭ ‬بمقدوره‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬وأن‭ ‬يتحمل‭ ‬ما‭ ‬يعتقده‭ ‬مسئولية،‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬أحد‭ ‬المعارضين‭ ‬المرشحين‭ ‬لانتخابات‭ ‬الرئآسة،‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصري،‭ ‬ليتحدث‭ ‬عن‭ ‬الفساد‭ ‬مثلاً،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعتقد‭- ‬ظلماً‭ ‬وعدواناً- ‬أنه‭ ‬استبداد‭ ‬سياسى‭.‬

بل‭ ‬ليدلنى‭ ‬الدكتور‭ ‬نظيف‭ ‬على‭ ‬إجابة،‭ ‬لما‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬سؤال‭ ‬حاسم‭ ‬مفحم‭: ‬من‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬الجبار،‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬الخارقة‭ ‬للطبيعة،‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬إثناء‭ ‬الأستاذ‭ ‬سمير‭ ‬رجب‭- ‬الذى‭ ‬أكن‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬مودة‭ ‬واحترام- ‬عن‭ ‬إفراد‭ ‬كامل‭ ‬صفحات،‭ ‬ما‭ ‬يرأس‭ ‬تحريره‭ ‬من‭ ‬مطبوعات،‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬مبادرات‭ ‬التأييد‭ ‬والمبايعة‭ ‬للرئيس‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قراره‭ ‬بالترشح‭ ‬للانتخابات،‭ ‬أو‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تجبره‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬أى‭ ‬مساحة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المرشحين‭ ‬المعارضين‭- ‬إن‭ ‬وجدوا-، ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬برامجهم‭ ‬الانتخابية؟!.

‭ ‬هذا‭ ‬طبعاً‭ ‬بخلاف‭ ‬بعض‭ ‬المساحات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬يمنحها-رجب-‭ ‬لهم،‭ ‬لا‭ ‬للحديث،‭ ‬ولكن‭ ‬لوصفهم‭ ‬بالضآلة‭ ‬والعمالة‭ ‬لقوى‭ ‬أجنبية‭ ‬موتورة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الأحوال،‭ ‬لإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لبعضهم‭ ‬للفضفضة‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬عن‭ ‬تأييدهم‭ ‬للرئيس،‭ ‬وأنهم‭ ‬ما‭ ‬ترشحوا‭ ‬أمامه‭ ‬سوى‭ ‬لإثراء‭ ‬وتدعيم‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية!، ‬وذلك‭ ‬طبعاً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق بهؤلاء المرشحين،‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يتمخض‭ ‬عنهم‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭!.

‬ أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحرية‭ ‬التظاهر،‭ ‬فنكرر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ملف‭ ‬أمني‭ ‬وسياسي،‭ ‬تحسمه‭ ‬وتسمح‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭، ‬وتقدر‭ ‬مداه‭ ‬وحدوده،‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬سيادية،‭ ‬لا‭ ‬تطولها‭ ‬يد‭ ‬أو‭ ‬نوايا‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬مصر‭.‬

عزيزي‭ ‬الدكتور‭ ‬نظيف‭ ‬يعلم‭ ‬الله‭ ‬كم‭ ‬أقدرك،‭ ‬ولولا‭ ‬ذلك‭ ‬لما‭ ‬سمحت‭ ‬لنفسي،‭ ‬أن‭ ‬استخدم‭ ‬ما‭ ‬رخصت‭ ‬به‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬حريتي‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬رأيي،‭ ‬كي‭ ‬أرجوك‭: ‬ابتعد‭ ‬سيدي‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬عن‭ ‬ملف‭ ‬الإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬الشائك،‭ ‬فله‭ ‬رجاله‭ ‬ورموزه‭ ‬المعروفون،‭ ‬العالمون‭ ‬بمسالكه‭ ‬ودهاليزه‭ ‬وآلاعيبه، ‬فقط‭ ‬قاربه‭ ‬إن‭ ‬شئت‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تلمسه، ‬تناول‭ ‬العام‭ ‬منه‭ ‬وأترك‭ ‬الخاص، ‬فأنا‭ ‬أحبك،‭ ‬وآبى‭ ‬أن‭ ‬تتشوه‭ ‬صورتك‭ ‬في‭ ‬عينى‭ ‬وفي‭ ‬أعين‭ ‬غيري‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬بعدما‭ ‬حققته،‭ ‬وما‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬المزيد‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬السياسي‮»‬‭!.‬