قدمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” تقريرها حول منشأ فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” إلى الرئيس جو بايدن، لكنها لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مصدره، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مصدرين اثنين من ممثلي السلطات الأمريكية، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية يجب أن تعد في غضون أيام قليلة نسخة مرفوعة السرية من الوثيقة لنشرها.
ومع ذلك لفت المصدران إلى أن هذا التقرير لا يحتوي على نتيجة نهائية حول منشأ الفيروس الفتاك وذلك على الرغم من الكم الهائل من المعلومات التي جرت دراستها.
وأوضحت الصحيفة أن ممثل للسلطات الأمريكية قد أشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية “ليست هو الأفضل جاهزية لحل هذه القضية، وذلك لأن تحديد منشأ فيروس كورونا بالدرجة الأولى من اختصاص العلماء وليس ضباط الاستخبارات”.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، قد صرّحت أمس الأول الإثنين بأن النسخة المرفوعة عنها السرية من تقرير منشأ فيروس كورونا يجب أن تقدم للرأي العام بعد أيام قليلة من تسليم الوثيقة إلى بايدن، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها لا تستطيع أن تقول بالضبط في أي شكل سيتم تقديم هذه الرواية.
وصرح بايدن في نهاية شهر مايو بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ليس لديها معلومات كافية ليقول على وجه اليقين كيف بدأ انتشار الفيروس المستجد: بعد ملامسة الإنسان لحيوان مصاب، أو بسبب حادث محتمل في مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين؟.
وأصدر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت تعليمات لأجهزة الاستخبارات بمضاعفة الجهود، بهدف دراسة جميع البيانات المتاحة، وإعداد تقرير جديد له خلال 90 يوما.
وسبق أن أمهل بايدن مستشاريه العلميين في مايو الماضي 90 يوما لإعداد تقرير يعطي أجوبة على سؤال حول نشأة فيروس كورونا المستجد، الذي انتشر في ديسمبر 2019 من الصين وقتل حتى الآن حوالي 4.5 مليون شخص في العالم، وخاصة ما إذا تسرب من مختبر في الصين جراء حادث.
الصين تنفي الاتهامات
ولطالما نفت الصين صحة تقارير أفادت بإصابة 3 من باحثي معهد علم الفيروسات في ووهان، المدينة التي اعتُبرت سابقاً بؤرة الجائحة، بمرض استدعى نقلهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج قبل تفشّي الفيروس عالمياً.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أوردت نقلاً عن تقرير للاستخبارات الأمريكية، أن 3 باحثين في مختبر صيني أُصيبوا في نوفمبر 2019 بـ”أعراض مطابقة لأعراض الإصابة بكوفيد-19 وعدوى موسمية”.
وكانت الصين أبلغت منظمة الصحة العالمية، في 31 ديسمبر، برصد بؤرة لإصابات بالتهابات رئوية في ووهان. ولطالما تصدّت بكين بشراسة لنظرية تفيد بأن “كوفيد-19” تسرّب من أحد مختبراتها.
ورجح تقرير الخبراء الفرضية الشائعة بأن الفيروس انتقل بصورة طبيعية من حيوان هو على الأرجح الخفافيش، عبر حيوان آخر لم يتم تحديده حتى الآن. ومن بين الحيوانات الوسيطة المشتبه فيها الهرّ والأرنب والمنك، أو حتى البانجولين أو النمس.