أظهرت بيانات تجارية أن واردات خام الحديد قفزت بالفعل إلى أعلى مستوى فى 33 شهرا خلال شهر يونيو الماضى، بدعم من زيادة الشحنات من شركات التعدين وقوة الطلب، بحسب وكالة رويترز.
وشهدت واردات الصين في يونيو نموا لأول مرة منذ إصابة الاقتصاد بحالة شلل بفعل أزمة تفشى فيروس كورونا هذا العام، إذ ارتفع الطلب على السلع الأولية على خلفية تحفيز حكومى فيما صعدت الصادرات فى مؤشر على أن التعافى بدأ يكتسب قوة دافعة.
وقدمت الصين تحفيزات قوية لدعم الطلب المحلى على الرغم من أن زيادة حالات العدوى بفيروس كورونا فى أنحاء العالم أثارت تساؤلات بشأن قوة التعافي في النشاط الاقتصادي العالمي.
وكشفت بيانات الجمارك اليوم الثلاثاء أن الواردات الصينية ارتفعت 2.7 % فى يونيو على أساس سنوى مخالفة بذلك توقعات السوق بتراجعها 10%، فى الوقت الذى هبطت فيه الواردات 16.7 % فى مايو.
وسجلت الصادرات نموا أيضا على غير المتوقع لترتفع 0.5 % فى إشارة إلى أن الطلب العالمي بدأ في التعافي مجددا مع بدء تخفيف إجراءات العزل العام الصارمة لمكافحة تفشي الفيروس والتي دفعت الاقتصاد العالمي لأكبر تراجع منذ 90 عاما.
وكان محللون قد توقعوا تراجع الصادرات 1.5 % بعد انكماشها 3.3 % في مايو.
وقال بو يانغ تشوه المحلل في شركة دوكر فرنتير للاستشارات: ”التحسن الواضح في واردات الصين مؤشر على تسارع التعافي الاقتصادي للبلد الذي تقوده بشكل أساسي الزيادات الكبيرة في الاستثمارات في قطاعات مثل العقارات والبنية التحتية“.
كما سجلت واردات النفط الخام أعلى مستوى على الإطلاق في ظل قنص شركات التكرير الصينية الصفقات مستفيدة من انهيار أسعار النفط.
وارتفعت واردات الصين من الولايات المتحدة 11.3 % في يونيو مقارنة مع تراجع في خانة العشرات في أعقاب تفشي فيروس كورونا.
واتسع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة إلى 29.41 مليار دولار في يونيو مقارنة مع 27.89 مليار في مايو.
ويتعافى الاقتصاد الصيني من انكماش حاد بلغت نسبته 6.8 % في الربع الأول من العام لكن هذا التعافي لا يزال هشا نظرا لفتور الطلب العالمي بفعل القيود الاجتماعية واستمرار زيادة حالات الإصابة بكورونا.
كما تعثر الاستهلاك الصيني أيضا في ظل تسريح العمالة ومخاوف من موجة ثانية للجائحة.
وقال مارتن راسموسن الخبير في اقتصاد الصين لدى كابيتال إيكونوميكس: ”بالنظر للمستقبل، سيستمر تبدد انتعاش شحنات أقنعة الوجه والمنتجات الطبية ومعدات العمل من المنزل التي لا تزال تسجل نموا تتجاوز نسبته 30 % على أساس سنوى“، مضيفا أن الصادرات ستعاود الانكماش مجددا قبل مضي وقت طويل.
وذكر معهد الأبحاث المتطورة فى جامعة شانغهاي للمالية والاقتصاد فى تقرير يوم السبت، أن العلاقات المتدهورة بين الصين والولايات المتحدة وانكماش الطلب العالمي واضطراب سلاسل الإمداد سيضغط أيضا على الأرجح على توقعات التجارة فى المدى الطويل.
وسجل الفائض التجاري للصين فى يونيو 46.42 مليار دولار مقارنة مع 62.93 مليار دولار فى مايو.