أكد المهندس وائل قدور ، الخبير الملاحي وعضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق أن التكامل مع مبادرة الحزام والطريق يتطلب منطقة صناعية ولوجستية وخدمية بمحور قناة السويس وذلك لخدمة التجارة المارة بقناة السويس والتي تعد أقل الممرات الملاحية تكلفة، لافتا إلى أن الصين تسعى إلى إنشاء 6 ممرات برية مع منغوليا ومنطقة اليورو ودول أخرى.
جاء ذلك خلال تنظيم مركز “المخا “للدراسات الإستراتيجية اليمني ومؤسسة الحوار للدراسات الإنسانية بالتعاون مع الصالون البحري ندوة تحت عنوان “طريق الحرير والتجارة الدولية عبر البحر الأحمر .. التحديات والمقاربات”، مساء السبت بالنادي الدبلوماسي.
وأوضح أن روسيا والصين تسعيان بشكل حقيقي إلي وقف الهيمنة الإمريكية من خلال عالم متعدد الأقطاب ذو مصير مشترك ويحكمه قانون دولي يطبق علي الجميع.
ولفت إلى أن الصين تعد الأولي في حجم الصادرات دوليا والثانية في حجم الواردات ،وذلك للعام السادس علي التوالي حيث أن حجم التجارة يمثل نحو 37% من الناتج القومي لها وحجم تجارتها مع الدول المحيطة من شرق ووسط وغرب اسيا تتعدي الـ 39% موضحا أن الصين أنفقت مليارات على مشروعات البنية الأساسية مقابل وصول تجارتها إلي كل بلدان العالم .
وأوضح أن هناك تقنيات جديدة للسفن ذاتية القيادة مما يتطلب من هيئة قناة السويس أن تطور من نفسها بشكل يناسب تلك التطورات العالمية مع ضرورة الإهتمام بمحور قناة السويس خاصة وأن رسوم العبور حققت العام الماضي 10.2 مليار دولار وذلك لا يمثل 4% من إجمالي المستهدف مؤكدا أن محور قناة السويس هو أمل مصر السنوات القادمة .
وقال “قدور” إن العالم يشهد تغيرات متسارعة مما ينذر بعالم جديد حيث أن ممر القطب الشمالي نتيجة التغيرات المناخية سيصبح منافسا لقناة السويس خلال عام 2050 بإعتباره يختصر نحو 40% من المسافة مقارنة بقناة السويس ، مما يتطلب بخطط جادة طوال الـ 25 عامة القادمة من إدارة هيئة قناة السويس لمواجهة تلك التحديات.
وتابع “عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق ” أن هناك العديد من الممرات الملاحية ومنها طريق الممر الشمال الروسي ورأس الرجاء الصالح وقناة السويس بجانب الجسور البرية مما يستوجب بناء تكتل اقتصادي بين مصر والهند ودول الخليج خاصة وأن الهند خلال السنوات القادمة ستعد من القوي الاقتصادية الكبري ،والتي يستغلها “الغرب” حاليا من خلال ممر “بايدن “لنقل البضائع من الهند إلي دول الخليج إلي الأردن وأخيرا إسررائيل ومنها للبحر المتوسط وأوروبا .