تعد مجموعة «هيلتون» الأمريكية لادارة الفنادق، واحدة من كبرى شركات الادارة فى العالم، حيث تدير ما يقرب من 4 آلاف فندق، منها 19 فندقاً بالسوق المحلية.
وبالرغم من تراجع مؤشرات القطاع السياحى المصرى، فإن المجموعة تعاقدت مؤخراً على ادارة فندقين بالاسكندرية والقاهرة.
«المال» التقت هيثم نصار المدير العام لفندق «رمسيس – هيلتون»، للتعرف على استراتيجية الفندق خلال الفترة المقبلة، ورؤية شركة الإدارة للوضع السياحى فى مصر، وكذلك أبرز الأسواق الجديدة التى تركز عليها الشركة فى الوقت الحالى، ويأتى فى مقدمتها الهند والصين، فضلاً عن زيادة حجم التعامل مع دول أمريكا اللاتينية.
استعرض نصار الملامح الرئيسية لخطة إحلال وتجديد الفندق بتكلفة مبدئية تقدر بحوالى 65 مليون دولار، مشيرا الى انه جار اعداد دراسات الجدوى الاقتصادية اللازمة للمشروع الجديد، وإعداد المواصفات النهائية تمهيداً لطرح مناقصة عالمية على المقاولين.
وأضاف ان المرحلة الاولى من المشروع تستهدف البدء فى تطوير 3 طوابق علوية، حرصا على عدم ازعاج النزلاء من خلال فصلهم عن الاعمال الانشائية، مضيفاً ان تلك المرحلة ستشمل تطوير مطعم «واندوز آند ولر» ، فضلاً عن احلال وتجديد «اللوبى»، وكذلك المطاعم الأرضية وصالة الاستقبال، وقاعة للحفلات والمحال التجارية بالدور الأرضى.
وتوقع أن تصل الفترة الزمنية اللازمة لاتمام المرحلة الأولى لما يقرب من 6 أشهر، على أن يجرى تعميم تلك المرحلة على باقى أعمال التطوير.
وأشار إلى أن التكلفة المبدئية للمرحلة الأولى تصل إلى نحو 50 مليون جنيه، بما يعادل 6.5 مليون دولار، وإن كانت قابلة للتغيير، وفق تعبيره.
ونفى نصار وجود أى مفاوضات مع شركات المقاولات لحين إعداد كراسة الشروط النهائية وطرحها فى مناقصة عالمية، مشيرا الى انه تم التعاقد مع المكتب الاستشارى «إيهاف» لإعداد كراسات الشروط، وتوقع أن يتم الانتهاء منها خلال لفترة تتراوح ما بين شهرين وثلاثة أشهر من الآن، بحيث يتم البدء فى الأعمال الإنشائية مطلع 2014.
نعمل على توفير التمويل اللازم لأعمال الاحلال والتجديد عبر الموارد الذاتية بالشراكة
وأكد مدير عام «رمسيس – هيلتون» أن الاتجاه الحالى لدى الفندق، توفير التمويل اللازم لأعمال الاحلال والتجديد عبر الموارد الذاتية بالشراكة، بين مالك الفندق وشركة الإدارة، إلا أنه رفض الكشف عن حصة كل منهما فى الوقت الحالى.
ووصف نصار، الشراكة بين مالك الفندق و«هيلتون» بالزواج الكاثوليكى، إذ بدأت منذ أكثر من 32 عاماً، وتمتد حتى عام 2023، وهى قابلة لتجديد بعقود أخرى، مضيفاً أن «هيلتون» متعاقدة مع الشركة المالكة لـ«هيلتون رمسيس» على إدارة فندق آخر بمدينة شرم الشيخ.
وأكد أن الإعلام المصرى له دور حيوى فى استعادة السياحة المصرية خلال الفترة المقبلة، من خلال التركيز على الأحداث الايجابية، ونقل صورة أكثر واقعية من داخل المقاصد السياحية المختلفة.
وحول الوضع الحالى لأسعار شركة هيلتون، قال نصار إن الفترة الماضية شهدت تراجعاً ملحوظاً فى أسعار الغرف الفندقية فى مصر، باستثناء مناطق القاهرة التى ما زالت تحافظ على مستواها بتراجع محدود.
وأضاف نصار أن متوسط سعر الغرفة الفندقية بالقاهرة 412 دولاراً فى الليلة، فى حين تراجعت أسعار الفنادق بالمناطق الشاطئية بنسبة تتراوح ما بين 30 و40% مقارنة بأسعار عام 2010.
وحول مدى تأثير موقع «رمسيس – هيلتون»، والذى يقع قرب ميدان التحرير، وكذلك مبنى «ماسبيرو»، وهى مناطق تشهد أحداث عنف متفرقة، علق نصار قائلاً : «مثلما كان موقع الفندق ميزة كبيرة فى الماضى أصبح هذا الموقع عبئا حالياً»، مؤكداً أنه بالرغم من ابتعاد الفندق عن الأحداث الفعلية فى ميدان التحرير، فإن أى تقارير صحفية وإعلامية عن تلك الأحداث، تؤدى إلى احجام السائح عن الإقامة فى الفندق أو فنادق وسط البلد بشكل عام.
نسب إشغال القاهرة الكبرى تصل الى 52%
وأضاف نصار أن نسب إشغال القاهرة الكبرى بشكل عام تصل الى 52% ومعظمها مركزة فى فنادق مصر الجديدة والتجمع الخامس والسادس من أكتوبر.
وقال إن التظاهرات السلمية لا تؤثر على القطاع السياحى لكن لجوء البعض الى الاعتداء على المنشآت الفندقية من شأنه التأثير على الوضع السياحى المصرى بشكل عام، ولفت الى أن هناك حالة من الذعر تنتاب القطاع السياحى من خروج تظاهرات 30 يونيو الحالى عن نطاقها السلمى خصوصا مع ارتفاع سقف المطالب دون الاستجابة أو التعامل معها بشكل سليم.
وحول استعدادات الفندق للتظاهرات المرتقبة، قال نصار إن «رمسيس – هيلتون» لم يتعرض لأى اعتداءات من قبل المتظاهرين منذ الثورة وحتى الآن، مضيفا أن الفندق احتضن عددا من المتظاهرين أثناء الثورة.
لكنه أشار الى الاتجاه لتشديد الحراسات الأمنية لمنع دخول العناصر الخارجة على القانون وتأمين السائح والفندق والعاملين، مضيفا أن الفندق يعتمد على فريقه الأمنى التابع له، نافيا إجراء أى تعاقدات مع شركات إدارة خاصة.
كما نفى مدير عام فندق «رمسيس – هيلتون» وجود نية لدى شركة الإدارة لتغيير شروط التعاقد مع الشركة المالكة نتيجة تغير الظروف الحالية فى مصر، مؤكدا أن هناك تفاهما بين شركة الإدارة والمالك لتحقيق المصلحة المشتركة بين الجانبين قائلا: «نحن معا على الحلوة والمرة وبما لا يضر مصالح الطرف الثالث وهو العامل».
وقال إن رواتب العمالة داخل الفندق لم تتأثر طوال العامين ونصف العام الماضية بالرغم من تراجع أعمال الفندق بشكل حاد، لافتاً إلى أن عدد العمالة بالفندق يصل إلى ألف عامل منهم من طلب الخروج للمعاش المبكر، بينما تم نقل بعض العاملين بالفندق للعمل فى الفنادق الأخرى التى تتولى «هيلتون» إدارتها سواء فى شرم الشيخ أو فى الدول العربية، حفاظا على العمالة المدربة من ناحية وتحسين مستوى دخول العمالة من ناحية أخرى.
«هيلتون» العالمية ما زالت مستمرة فى السوق المحلية وتقوم بتوسعات جديدة
وأشار إلى أن «هيلتون» العالمية ما زالت مستمرة فى السوق المحلية وتقوم بتوسعات جديدة منها التعاقد على إدارة وتشغيل أحد الفنادق بمحافظة الإسكندرية فضلاً عن التعاقد الأخير الذى وقعته مع الشركة المصرية السعودية لإدارة وتشغيل فندق «المعادى» الذى يتم إنشاؤه فى الوقت الحالى.
وأشار إلى أن نسب إشغال فندق رمسيس – هيلتون ارتفعت بنسبة 10% خلال الشهر الحالى لتصل إلى 30% مقارنة بنسب الإشغال المحققة الشهر الماضى، وأكد أن الشركة تأمل فى أن ترتفع تلك النسب خلال الصيف الحالى من خلال الاعتماد على السياحة القادمة من دول الخليج.
ولفت إلى أن فريق عمل كبيراً من شركة هيلتون العالمية يقوم بالتسويق للفنادق التى تعاقدت عليها الشركة فى مصر، داخل دول الخليج، مشيراً إلى أن المجموعة انتهت من إعداد برنامج متكامل يتضمن عروضاً مميزة للفنادق التابعة لها يحمل اسم «مرحباً» وهو ممتد طوال فترة الصيف.
وأشار نصار إلى أن الشركة تفضل التركيز على برنامج متكامل بدلاً من الترويج لأكثر من برنامج فى الوقت نفسه، مما من شأنه تشتيت السائح، حسب قوله.
وأضاف أن «هيلتون» تدير 19 فندقاً فى مصر وتتطلع لمضاعفة تلك الأعداد حيث تعتبر الشركة من أقدم شركات الإدارة العاملة بالسوق المحلية، مستشهداً بإدارة فندق النيل هيلتون الذى حضر افتتاحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأشار إلى أن هناك فريق عمل تابعاً لشركة هيلتون يتفاوض مع المستثمرين لإدارة منشآت فندقية، وأضاف: القطاع السياحى يمرض ولكنه لا يموت، موضحاً أن السياحة من أكثر القطاعات تأثراً بالأحداث السياسية والأمنية، لكنها تستعيد عافيتها سريعاً، نظراً لتمتع مصر بجميع المقومات السياحية التى لا تتوافر فى أى دولة أخرى فى العالم.
وحول الإجراءات التى تتخذها «هيلتون» تجاه قيام شركات الإدارة الصغيرة بتقليد البرامج التى تضعها، أكد مدير عام فندق «رمسيس – هيلتون» أن الشركة تسعى دائماً لتطوير برامجها السياحية، حفاظاً على التطور ومنعاً للتقليد.
“عدم توافر العمالة المدربة” من أبرز التحديات التى تواجه شركات الإدارة
وقال إن من أبرز التحديات التى تواجه عمل شركات الإدارة بالسوق المحلية بشكل عام، عدم توافر العمالة المدربة، مشيراً إلى أن حل تلك الأزمة يتمثل فى إعادة النظر فى المناهج التعليمية، وأن «هيلتون» بدأت منذ فترة تدريب تدبير المعاهد الفندقية وكان آخرها اتفاق مع الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق «إيجوث».
وأضاف أن ثمة اتفاقاً بين «هيلتون» ووزارة السياحة لتقديم الدعم فى مجال التدريب للاستفادة من خبرتها فى مصر.
واستبعد نصار قيام «هيلتون» بالاستثمار المباشر فى مجال التعليم الفندقى فى الفترة الحالية، موضحاً أن الشركة تولى اهتماماً بالإدارة الفندقية، كما أن المجموعة تمتلك جامعة «هيلتون» للإدارة الفندقية، ويجرى فيها دراسة السياسات العامة وتدريب جميع العاملين بها على تلك السياسات.
وكشف أن رئيس هيلتون اتفق مع وزير السياحة هشام زعزوع، على نقل خبرة الشركة فى مجال التحول للاستخدام الطاقة الخضراء، تمهيداص لتطبيقها فى السوق المحلية فى ظل الاتجاه العام للدولة لرفع الدعم عن الوقود.
وأضاف أن من ضمن المشاكل التى تواجه شركات الإدارة العالمية فى السوق المحلية، تراجع حجم الاستثمارات السياحية الجديدة، نتيجة توتر الوضع الاقتصادى بشكل عام، بجانب قيام الجهات المعنية بإصدار قرارات مفاجئة من شأنها التأثير على التعاقدات المستقبلية منها زيادات أسعار الوقود.
وقال نصار إن الترويج لفكرة الفنادق المتوافقة مع الشريعة الإسلامية لن يؤتى ثماره، مشيراً إلى أنه توجد فنادق لا تقدم الخمور من قبل اندلاع الثورة، فضلاً عن تخصيص شواطئ خاصة، وأضاف أن البعض يحاول التسويق للمنتج التابع له من خلال استخدام الدين.
وحول أبرز الأسواق التى تركز عليها «هيلتون» قال نصار إنها تتمثل فى أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية، مشيراً إلى أن هناك محاولات لفتح أسواق جديدة للسياحة القادمة من الهند والصين، حيث استضاف الفندق وفداً هندياً رفيع المستوى.
ولفت إلى أن الفندق لا يعتمد بشكل كبير على السياحة الداخلية، خصوصاً أن المصريين يفضلون دائماً الوجود فى المناطق الشاطئية وليس فنادق القاهرة.