تدخل المجموعة المالية هيرميس مرحلة جديدة فارقة خلال الفترة الحالية، إذ تصبح أول إقليمى يستحوذ على مصرف تجارى فى مصر، لتتحول بذلك إلى كيانٍ يقدم كل أنواع التمويل المميكنة المصرفية وغير المصرفية، خاصة فى ظل امتلاكها منصة متكاملة تضم كل الأنشطة المالية المتاحة فى السوق المصرية.
وحاور برنامج CEO level الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، كريم عوض الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرميس؛ والذى تحولت الشركة تحت إدارته من مجرد بنك استثمارى ينافس على إدارة الطروحات والصفقات فى مصر إلى كيان مختلف لديه تواجد قوى فى الأسواق العربية، وأيضًا المبتدئة.
وألقى عوض الضوء، خلال حواره مع البرنامج الذى تم بثه على قناة المال تى فى، مساء الخميس الماضى، على مجموعة من الخطط الطموحة للمجموعة المالية هيرميس، من بينها الخروج برأس حربة شركاتها للخدمات المالية غير المصرفية، وتتمثل فى شركة فاليو، إلى الأسواق العربية.
متوقع تنفيذ صفقة الاستثمار العربى فى الربع الثالث وإعلان خطة التطوير فى الرابع
حازم شريف: فى البداية أرحب بكم فى حلقة جديدة من برنامج CEO level، ضيفنا اليوم هو الرئيس التنفيذى لأهم بنك استثمارى فى مصر والمنطقة، والذى يتبوأ هذا المنصب منذ عام 2013، وهو كريم عوض الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرميس.
سأبدأ أسئلتى بآخر صفقة تعمل عليها المجموعة حاليًّا؛ وهى الاستحواذ على بنك الاستثمار العربى.. فلماذا عادت هيرميس لخطوة امتلاك بنك تجارى، فى ظل أنها ليست المرة الأولى إذ كان لديكم تجربة فى بنك عوده سابقًا؟
كريم عوض: فى الحقيقة كانت لدينا تجربتان بهذا الصدد؛ الأولى هى بنك عوده، والثانية بنك الاعتماد اللبنانى، لكن بالتأكيد خطوة تملُّك حصة فى بنك تجارى بالسوق المحلية مختلفة تمامًا، وكنا نطمح إليها قبل فترات طويلة.
نحن بدأنا قبل عدة سنوات بناء منصة الخدمات المالية غير المصرفية، ثم وجدنا فرصة للاستحواذ على بنك تجارى فى مصر؛ وهو ما تم المضى قُدمًا فيه.
حازم شريف: إذًا هو استثمار إستراتيجى وليس بنيّة التخارج بعد فترة زمنية معينة؟
كريم عوض: مؤكد هو استثمار إستراتيجى، وهذا الأمر تم تأكيده أمام البنك المركزى، فالغرض من الصفقة هو تكبير عمليات البنك، وأيضًا التوسع بأعمال الشركة.
حازم شريف: حوالى %35 من إيرادات المجموعة المالية هيرميس تأتى من الأنشطة غير المصرفية التى بدأتموها فى عام 2016، فكيف ترى شكل مزيج الإيرادات بعد 5 سنوات، وتحديدًا بعد دخول بنك الاستثمار العربي؟
كريم عوض: نحن نرى أن جزءًا كبيرًا من الإيرادات سيكون ناتجًا بشكل عام من التمويل المصرفى وغير المصرفى، وبنك الاستثمار العربى سيكون له دور عام فى دفع الأنشطة المختلفة للمجموعة المالية هيرميس.
حازم شريف: الاستثمار العربى يعتبر بنكًا صغيرًا، وتلك ميزة لأن أى تطوير ستنتج عنه معدلات نمو، فما خطتكم لتطوير وتنمية البنك؟
كريم عوض: نحن كمساهمين فى البنك لدينا دور واضح يتمثل فى دعمه من خلال رأس المال، لكن البنك لديه إدارة مستقلة ستتولى القيادة، ومن وجهة نظرنا فإن التركيز سينصبّ على تمويل الأفراد، والتحول الرقمى، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وفى النهاية الشركات الكبرى، وتلك تعتبر إستراتيجية مبدئية سيتم تطويرها ومناقشتها مع قيادات البنك فى الفترة المقبلة.
حازم شريف: هل ستكون هناك تغييرات كبيرة فى قيادات البنك خلال الفترة المقبلة، كما أننى أتحفظ بعض الشيء على فكرة أنكم مجرد مساهم، خاصة أن هيرمس تمتلك %51، ومن ثم لها حق التدخل فى الإدارة؟
كريم عوض: لدينا عادة فكر بأن نترك للإدارة حرية العمل، مع عرض وجهة نظرنا، كما أن البنك لديه كوادر جيدة، وسيتم ضم موظفين جدد خلال الفترة المقبلة، وإضافة خبرات جديدة، ونحن لسنا المساهمين الوحيدين فيوجد أيضًا الصندوق السيادى وبنك الاستثمار القومى.
حازم شريف: ومتى سيتم إعلان خطة تطوير البنك؟
كريم عوض: يوجد عدد من الشروط التى يجب استيفاؤها؛ منها الحصول على الموافقات النهائية المتعلقة بتنفيذ العملية؛ وعلى رأسها موافقة البنك المركزى المصرى، وإذا حصلنا عليه نتوقع تنفيذ الصفقة وإتمام عملية زيادة رأس المال فى الربع الثالث من العام الحالى، على أن يتم تنسيق خطة التطوير مع فريق الإدارة وإعلانها خلال الربع الأخير من العام.
قد ندرس مستقبلًا التوسع فى أفريقيا عبر بنك الاستثمار العربي
حازم شريف: هل توجد أفكار لاختراق بنك الاستثمار العربى أسواقًا جديدة، بما أننا تعودنا على أن هيرميس دائمًا ما يكون لديها طموح كبير؟
كريم عوض: نحن دائمًا نسعى لاكتمال العمل داخل السوق المحلية والوصول لمرحلة جيدة من نضج الأعمال قبل الخروج لأسواق أخرى، وهذا ما تم تطبيقه فى الخدمات المالية غير المصرفية، إذ تم العمل على تكبير المنصة وتطوير أعمالها داخليًّا، ونسعى حاليًّا لاختراق أسواق عربية جديدة، وفى حالة بنك الاستثمار العربى أيضًا، سيتم العمل على نموه وتكبير أعماله محليًّا، ثم دراسة الخروج جنوبًا إلى أسواق أفريقيا، خاصة أنه من الصعب منافسة البنوك الكبيرة فى الخليج.
حازم شريف: وماذا عن شكل التعاون بين البنك وأنشطة هيرميس المختلفة، خاصة أنك ذكرت احتمالية تركيز البنك على الأفراد والمشروعات الصغيرة والمتوسطة؟
كريم عوض: بالتأكيد هذا سيكون جزءًا من إستراتيجية البنك، ودعْنى أضرب مثالًا على ذلك، فعملنا كبنك استثمارى خلق علاقات جيدة مع عدد كبير جدًّا من كبرى الشركات فى السوق المحلية، وهو الأمر الذى يفتح الباب لتعاون البنك مع تلك الكيانات مستقبلًا، سواء بمنح تمويلات أو بعمليات الـ pay roll – المرتبات- مثلًا، كما أن منصتنا التمويلية يمكن أن تتعاون مع البنك فى العديد من الأمور، مما سيترتب عليه تقديم خدمات أفضل للعملاء. وسيتم وضع خطة بهذا الشأن بالتعاون مع قيادات البنك خلال الفترة المقبلة.
عدد الطروحات المنفذة فى مصر أقل بكثير من حجم الإصلاحات الاقتصادية
حازم شريف: حاليًّا بات لدى المجموعة المالية أذرعٌ تقدم خدمات التمويل المصرفى، وأيضًا إدارة الطروحات وزيادات رءوس الأموال وإصدار السندات، ومن ثم فإن كل أدوات التمويل المختلفة ستكون متاحة تحت مظلة هيرميس، فهل سيكون بنك الاستثمار العربى بالضرورة مصدرًا لإقراض عملاء قطاع الاستشارات المالية؟
كريم عوض: لا، ليس بالضرورة أبدًا، البنك كيان مستقل، ولديه لجنة ائتمانية قد ترفض أو تقبل منح القروض لأية جهة، ولكن بالطبع ستتم إتاحة الفرصة للبنك إذا تَناسب ذلك مع مصلحته ومع مصلحة العميل، والتى يتحكم بها فى النهاية أفضل مصدر تمويل بالنسبة له، فقد يتم اللجوء للاقتراض من بنك آخر إذا كان سعره أفضل بالنسبة للعميل.
ونحن نصنف العملاء بـ3 شرائح هم: الأفراد، والمؤسسات المالية، والشركات، والآن المجموعة المالية هيرميس تستطيع أن تقدم للشرائح الثلاث عبر أذرعها المختلفة جميع الخدمات المصرفية وغير والمصرفية.
حازم شريف: ولكن إلى أى مدى توجد مخاطرة فى أن يعتمد بنك الاستثمار العربى فى نسبة كبيرة من أعماله على المجموعة المالية هيرميس؟
كريم عوض: أعتقد أن كل كيان تحت مظلة هيرميس سيسير فى طريقه، كإدارة منفصلة، وإذا كانت هناك فرص للتعاون فسيتم ذلك مع احترام الخصائص المختلفة لكل كيان.
حازم شريف: ماذا عن السيولة التى تمتلكها المجموعة المالية هيرميس، وما خطتكم لتوظيفها مستقبلًا؟
كريم عوض: عادةً لا نعلن مبالغ السيولة لدينا، ولكن أستطيع القول بأن جزءًا كبيرًا منها نتج عن صفقة بيع بنك الاعتماد اللبنانى فى 2016، وتم فعليًّا توزيع جزء من عائد التخارج، وكما وعدنا المساهمين يتم استخدام الجزء الآخر فى العمل على خلق عوائد مستدامة، ولا شك أنه تم توظيف جزء فى بناء منصة الخدمات المالية غير المصرفية.
كما أن صفقة بنك الاستثمار العربى ستأخذ جزءًا ليس بالقليل من السيولة، بعد الحصول على الموافقات المطلوبة، ولدينا أيضًا خطط متعلقة بنشاط الاستثمار المباشر، الذى يعتبر مهمًّا جدًّا بالنسبة لنا، وفى الفترة الماضية تم بناء منصة فورتكس للاستثمار فى الطاقة المتجددة، وأيضًا صندوق التعليم.
علاوة على ذلك فإننا نستخدم أيضًا السيولة الخاصة بنا فى تمويل رأس المال العامل.
قطعنا شوطًا جيدًا بالترويج لصندوق فورتكس 4.. واحتمالية لضخ استثمارات فى مصر حال وجود فرص
حازم شريف: بما أنك ذكرت منصة فورتكس للاستثمار فى الطاقة المتجددة، صندوق فورتكس 4 فى أى مرحلة؟ وهل بدأتم عملية جمع رأس المال؟
كريم عوض: نعم بدأنا، والفريق قطع شوطًا جيدًا جدًّا فى هذا الصدد، إذ تم، خلال السنوات الماضية، بناء سيرة ذاتية جيدة جدًّا لمنصة «فورتكس» مكّنت الشركة من البناء عليها وجمع مساهمات جديدة للاستثمار مرة أخرى.
حازم شريف: ولكن ما متوسط العائد على الـ3 صناديق السابقة؟
كريم عوض: حقيقةً لا أتذكر الأرقام، لكنه كان عائدًا جيدًا جدًّا، وفى هذا النوع من الاستثمارات- البنية التحتية- لا يكون العائد فوق الـ20 أو %25 وإنما توجد توزيعات دورية، إلى جانب عائد التخارج، ووصلت فى المتوسط إلى حوالى %14 على الدولار.
حازم شريف: وهل سيعمل صندوق فورتكس 4 على الاستثمار فى السوق المحلية؟
كريم عوض: إذا وُجدت فرص فى مصر، فسيتم اقتناصها، لكن بالتأكيد جزء كبير من استثمارات الصندوق ستُوجَّه خارج مصر.
حازم شريف: هل ستتوجهون إذًا إلى أفريقيا فى ظل الاهتمام الكبير من جانب السوق المحلية بأسواق تلك القارة؟
كريم عوض: نحن نركز جهودنا فى الاستثمار المباشر على 3 قطاعات هى الصحة، والتعليم، والطاقة المتجددة، وفى المجال الأخير نستثمر عالميًّا، وليس فى منطقة محددة.
طرح صندوق التعليم فى البورصة بالوقت المناسب
حازم شريف: مؤخرًا تم الإعلان عن مساهمة الصندوق السيادى المصرى فى صندوق التعليم التابع لكم، وقد كشف لنا أيمن سليمان، المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادى سابقًا، أن هناك خطة لطرح صندوق التعليم فى البورصة خلال عامين، فما تفاصيل تلك الخطة؟
كريم عوض: مبدئيًّا أوضح أننا سعداء جدًّا بدخول الصندوق السيادى معنا فى صندوق التعليم، علمًا بأن الأخير لديه أصول مُدارة بحوالى 150 مليون دولار، وكلها مخصصة للمدارس والأنشطة التعليمية المختلفة فى مصر.
ولدينا نية لطرح الشركة فى البورصة المصرية عندما يأتى الوقت المناسب، لكن لم تتضح هذه الخطة بعدُ، إذ لم يتم استثمار أموال الصندوق بالكامل، ولديه 5 مدارس فى محفظته، وستتم زيادتها خلال الفترة القليلة المقبلة.
وجود شركة للمدفوعات الإلكترونية كان مهمًّا جدًّا لمنصة خدماتنا.. ونسعى لتنمية أعمالها
حازم شريف: هيرميس أطلقت مؤخرًا شركة بيتابس لحلول الدفع الإلكترونى، لكن لم يتم إعلان تطور أعمالها، لذا نودّ معرفة آخِر مستجدّات الشركة، خاصة أنها تعمل فى قطاعٍ يوجد به زخم وتنافس استثماري؟
كريم عوض: لقد كنا أول بنك استثمارى يدخل مجال الأنشطة المالية غير المصرفية، مثل التمويل متناهى الصغر والتأجير التمويلى، ولكن تأخرنا نسبيًّا فى دخول مجال المدفوعات الإلكترونية، إلا أن دخولنا كان مع شريك قوى لديه القدرة على خلق قيمة مضافة للسوق، إذ إن شركة بيتابس العالمية تعمل فى أسواق عديدة، ولديها خبرات متراكمة فى المجال.
وشركة بيتابس مصر لا تزال صغيرة وفى بداية فترة أعمالها ونسعى للنمو بها خلال الفترة المقبلة.
حازم شريف: إذًا ماذا عن خطة التطوير؟
كريم عوض: الشركة تعمل منذ أقل من سنة فقط، ومن ثم فمن الظلم الحكم على أدائها حاليًّا، وهى تعمل على زيادة عدد التجار وتنمية أعمالها حاليًّا، كما أن وجود شركة للمدفوعات الإلكترونية كان مهمًّا جدًّا لمنصة خدماتنا غير المصرفية.
«فاليو» هى أكثر كيان أرضى عن أدائه ضمن الخدمات المالية غير المصرفية
حازم شريف: وما أكثر شركة من كيانات المجموعة المالية هيرميس تتحمس لأدائها؟
كريم عوض: بصراحة شديدة «فاليو»، خاصة أنه عندما بدأنا تأسيس الشركة كان هناك العديد من الآراء التى ترجح عدم نجاحها/ وأن نموذج عملها يوجد به خللٌ ما، والحقيقة أننا على مدار عمل الشركة تعلمنا الكثير، فقد كانت لدينا فكرة نسعى لتطويرها.
كما أن شركة فاليو لديها إدارة جيدة جدًّا، وسوقها المستهدفة كبيرة جدًّا، ولقد حققت نسب نمو كبيرة خلال الفترة الماضية من حيث عدد العملاء والتجار، وأيضًا محفظة التمويل، وتوجد شركات كثيرة حول العالم تعمل بنفس الفكرة والتى تسمى «اشترى الآن ادفع فيما بعد» (بالتقسيط)، «buy now pay later»، وأنا شخصيًّا متحمس جدًّا لهذه الشركة.
كما أن وليد حسونة، الرئيس التنفيذى لشركة المجموعة المالية هيرميس فاينانس، يعتبر من الكوادر التى أضافت الكثير للشركة منذ انضمامه إليها، و”فاليو” تعتبر أحد أبنائه فعندما عرَض علينا الفكرة قبل سنوات تحمسنا لها جدًّا، علمًا بأن الشركة تستخدم تكنولوجيا مالية من شركات مصرية.
حازم شريف: على ذكر هذا الأمر، «هيرميس» تستخدم تكنولوجيا من شركات أخرى، فهل تفكرون فى تطوير التكنولوجيا الخاصة بأعمالكم داخليًّا؟
كريم عوض: بالفعل جزء من الأنظمة التكنولوجية تم شراؤه من شركات أخرى، ولكن الأمر الذى لا يعرفه أحد أننا قمنا بتطوير جزء كبير من الأنظمة التكنولوجية داخليًّا، فلدينا عدد كبير من المطورين فى الشركة، والقادرين على تطوير منتجات جديدة لـ”فاليو” وغيرها.
حازم شريف: شركة طوكيو مارين التى تم الاستحواذ عليها مؤخرًا، ما آخِر مستجدّات تطويرها، خاصة أنه منذ تنفيذ الصفقة لم يتم إعلان أى جديد عنها؟
كريم عوض: لقد أتممنا الموافقات الخاصة بهذه العملية منذ عام تقريبًا، والشركة ما زالت فى بدايتها من حيث النشاط، ولكن توجد أفكار كثيرة تتعلق بها؛ مثل تولى الشركة التأمين البنكى على عملاء بنك الاستثمار العربى، وأيضًا التأمين على موظفى المجموعة المالية هيرميس.
حازم شريف: هل تفكرون فى التوسع بأذرع الخدمات المالية غير المصرفية خارج مصر؟
كريم عوض: نعم، وسيكون ذلك من خلال شركة فاليو فى البداية، التى ستستهدف السوق السعودية كوجهة أولى للتوسع خلال الفترة المقبلة.
حازم شريف: هل تم إنجاز خطوات فى هذا الأمر؟ وهل يوجد شريك محتمل؟
كريم عوض: ندرس الأمر حاليًّا، لكن جائحة كورونا عطّلت العملية فى ظل تأثيرها على إمكانية السفر، وفى الأغلب سننفذ ذلك دون شركاء.
حازم شريف: أودّ العودة للنشاط الرئيسى للمجموعة المالية هيرميس والمتعلق ببنوك الاستثمار، وهو الجزء الذى أتحمس له بشكل أكبر.
السوق فى الفترة الماضية لم تُتِح الفرصة لتنفيذ طروحات كثيرة فى البورصة المصرية، ففى رأيك هل يمكن أن تتحسن الأوضاع بشكلٍ يشجع على تنفيذ حزمة طروحات جديدة؟
كريم عوض: دعْنى أؤكد أولًا أننى مثلك أتحمس لنشاط بنوك الاستثمار بشكل أكبر لأنه نشاطى الأساسى ولديَّ شغف تجاهه.
وفى الفترة الماضية توسعنا فى العمل خارج السوق المحلية، ونفّذنا طرحين فى السعودية، كما كنا الشركة المصرية الوحيدة المشارِكة فى طرح «أرامكو» الأكبر فى التاريخ، وخلال العامين إلى الـ3 أعوام الماضية نفذنا حوالى 6 طروحات، وتوسع نشاطنا فى السعودية والإمارات.
وبالحديث عن مصر، فبالتأكيد عدد الطروحات الذى تم تنفيذه أقل بكثير من حجم الإصلاحات الاقتصادية، ونحن نرى أن السوق المصرية لا تعكس الأثر الحقيقى لتلك الإصلاحات، إذ كان من المفترض أن تنضم أوراق جديدة للبورصة.
وفى العامين الماضيين نفذنا طروحات فورى والقاهرة للاستثمارات، ولدينا طرح شركة التشخيص المتكاملة والتى بعدما تم إدراجها فى بورصة لندن، عدنا بها إلى مصر لتقيد محليًّا.
وأعتقد أن الأمر هنا يكمن فى: إلى أى مدى توجد شركات جيدة مؤهلة للقيد فى البورصة ولديها مؤهلات جذب الأموال من عدمه.
حازم شريف: وما توقعاتك لعام 2021، وما عدد الطروحات المتوقع أن تتولى هيرميس تنفيذها؟
كريم عوض: لدينا pipe line جيد جدًّا، فى الإمارات ومصر والسعودية، لكن لا يمكننى الإفصاح عن تفاصيل أكثر بسبب اتفاقيات سرية المعلومات.
حازم شريف: ما شعورك عندما تتولى إدارة طرح شركةٍ ما فى البورصة ثم يزيد رأسمالها السوقى عن نظيره لهيرميس؟
كريم عوض: حقيقة أكون سعيدًا جدًّا، وأود أن أشير هنا إلى شركة فورى والتى لم نقم فقط بإدارة طرحها وإنما كنا أحد المستثمرين بها عندما كانت قيمتها 100 مليون دولار، قبل أن تتضاعف إلى قرب 2.5 مليار دولار حاليًّا.
وليست «فورى» هى الوحيدة، فهناك أيضًا «السويدى إليكتريك» و«المصرية للاتصالات» أكبر من هيرميس حجمًا، رغم أننا تولّينا طرحهما.
أنا أفصل تمامًا بين دورى كمستشار مالى للشركات، وبين كونى رئيسًا تنفيذيًّا للشركة، فمهمتى الأساسية هى خدمة العميل.
حازم شريف: وما أسوأ صفقة قمت بتنفيذها- فى رأيك؟ أو ما أكثر عملية تعلمت منها؟
كريم عوض: كل طرح أو استثمار نفذناه تعلمنا منه شيئًا، سواء كان جيدًا أم العكس.
حازم شريف: وما أفضل 3 صفقات تم تنفيذها- فى رأيك، وأقصد هنا من حيث «التركيبة» الخاصة بكل عملية؟
كريم عوض: طرح «إعمار مولز» فى عام 2014 كان من العلامات الفارقة بالنسبة لنا، إذ كان أول طرح كبير لنا فى الإمارات، وقد فتح لنا آفاقًا كثيرة للعمل هناك، وأيضًا طرح أرامكو فى السعودية.
أما فى مصر بالتأكيد طرحا فورى و«إيديتا»؛ وذلك لأسبابٍ تتعلق بأن هاتين العمليتين شهدتا تقييمات مختلفة، فعلى سبيل المثال كان مضاعف إيديتا فى حدود 18 مرة، رغم أنه قبل ذلك لم يزد مضاعف تقييم أى طرح على 10 مرات.
وأيضًا عملية الاستحواذ على شركة تنمية للتمويل متناهى الصغر كانت مهمة جدًّا لنا، فقد قمنا بشرائها فى وقت لم ينتبه أحد لأهمية هذا المجال، وأصبحت نقطة فارقة لنا، وبالطبع صفقة بنك الاستثمار العربى التى أعتقد أنها ستكون أيضًا علامة متميزة.
حازم شريف: دخلتم فى السنوات الماضية الأسواق المبتدئة، بداية اشرح لنا ما الفرق بين الأسواق المبتدئة، والناشئة؟
كريم عوض: المبتدئة هى الأسواق التى لم ترتقِ بعدُ لتصبح ناشئة، وبعض الأسواق التى دخلنا بها تصنَّف “ناشئة” ولكننا نقيّمها كمبتدئة.
ولقد دخلنا أسواق كينيا وبنجلاديش وفيتنام ونيجيريا وباكستان.
حازم شريف: سؤالى التالى هو: مَن المنافسون للمجموعة المالية هيرميس فى مصر وخارج مصر، خاصة أن البعض اعتقد أنكم خرجتم من مرحلة المنافسة إلى اللامنافسة؟
كريم عوض: لا يوجد شك أن لدينا منافسين كثيرين، ففى أسواق الخليج إذا كان هناك طرح كبير يتم تنفيذه بالمنطقة ستجد بنوكًا أجنبية كثيرة تتنافس عليه مثل جولدمان ساكس ومورجان ستانلى وغيرهما، أما فى مصر فمنافسونا معروفين مثل سى آى كابيتال وبلتون وفاروس.
حازم شريف: كيف تحكم بأن كيانًا معينًا ينافس المجموعة المالية هيرميس؟
كريم عوض: إذا اعتبرت أى شركة أنه لا يوجد لديها منافسون فتلك بداية الفشل، ونحن نحترم منافسينا جدًّا ما دامت المنافسة عاقلة، ولكن نسعى دائمًا للتفوق عليهم من خلال تحسين خدماتنا.
بيتابس وطوكيو مارين والتمويل العقارى لم يصلوا بعد للأحجام المرجوّة
حازم شريف: ماذا عن ذراع التمويل العقارى؛ فقد أعلنتم منذ فترة تأسيس شركة بالشراكة مع مجموعة طلعت مصطفى وشركة جى بى كابيتال، لكن لم تتح عنها معلومات بعد ذلك، فما مستجدّات هذه الشركة؟
كريم عوض: الشركة تعمل وتنمو، ليس بالشكل المطلوب حتى الآن فهذه الشركة و«بيتابس» و«طوكيو مارين» لا يزالون فى البداية، وسيستغرق الأمر بعض الوقت للوصول للأحجام المرجوّة، وهيرميس كمساهم هى مستثمر طويل الأجل ولا تسعى للربح السريع، بدليل «فاليو» التى استغرقت نحو 3 سنوات قبل أن تصل لحجمها الحالى، ونحن كمساهمين نرى أن هناك فرصًا للنمو لدى شركة التمويل العقارى خلال الفترة المقبلة.
قسم البحوث يرى أن مصر والإمارات أفضل سوقين بالمنطقة ..وأرى أن السعودي الأهم بالمنطقة
حازم شريف: كيف ترى ترتيب الأسواق فى المنطقة خلال الفترة المقبلة من حيث الجاذبية الاستثمارية، وما السوق التى ستحظى برواج أكثر- من وجهة نظركم كبنك استثماري؟
كريم عوض: من ناحية سوق المال يرى قسم البحوث الخاص بنا أن أهم سوقين فى المنطقة هما مصر والإمارات، وذلك بناء على التقييمات وفرص نمو الشركات، وأود أنا أن أضيف أيضًا السوق السعودية والتى لا تزال أهم أسواق المنطقة من ناحية أسواق المال، فعلى سبيل المثال تحقق البورصة السعودية تداولات فى الأيام السيئة بحوالى 2 مليار دولار، وقد تسجل نحو 4.5 مليار دولار فى أيام الرواج، كما أن التمثيل القطاعى بها جيد جدًّا، ويوجد اهتمام كبير بها من جانب المؤسسات الأجنبية.
وبالنسبة للسوق المصرية فإن الإصلاحات الاقتصادية التى تم تنفيذها خلال الفترة الماضية تؤهل السوق لجذب استثمارات مباشرة كبيرة، خاصة من السعودية والإمارات، ويمكن بعد ذلك أن نرى استثمارات أيضًا من أوروبا وأمريكا.
حازم شريف: ومن وجهة نظرك ما القطاعات الأكثر جذبًا؟
كريم عوض: أى قطاع له علاقة بالتعداد السكانى فى مصر مهم وجاذب للمستثمرين، مثل الأغذية والتكنولوجيا، والأمر اللافت للانتباه أن مصر باتت لديها ميزة تنافسية جيدة فى جذب الاستثمارات للشركات التكنولوجية الناشئة والـ startups فى ظل وجود أفكار جيدة جدًّا لدى الشباب.
حازم شريف: سأختم الحلقة بسؤال عن: ما النصائح التى يوجهها رئيس أكبر بنك استثمارى فى مصر للمستثمر الصغير فى البورصة؟
كريم عوض: أول نصيحة هى ضرورة الاستثمار وفقًا للأساسيات المالية لكل شركة، لأن أسواق المال عادة ما تشهد تقلبات وموجات مختلفة، ولكن قوة الشركات ماليًّا هى الفيصل للإقدام على الاستثمار من عدمه.
أما النصيحة الثانية فتتمثل فى التوجه لصناديق الاستثمار، حال عدم توافر القدرة على تحليل الشركات المختلفة فى السوق، وهو الأمر السائد فى الأسواق الخارجية، على عكس السوق المحلية.