قال هيثم الهواري، عضو اتحاد الصناعات المصرية، إن الاستقرار الاقتصادي شرط أساسي لتحقيق التنمية والنمو العادل المستدام، وهو ما يتحقق من خلال تشكيل إدارة جيدة لتحقيق النتائج والأهداف، مؤكدًا أن الأزمة الراهنة وقتية ستمرّ وسيعود الاقتصاد المصري لسابق عهده في تحقيق معدلات نمو مستدامة تؤثر بشكل إيجابي على المجتمع المصري.
وأوضح أن ما يواجهه الاقتصاد المصري من ضغوط وتضخم وزيادة في الأسعار حاليًّا سببه التطورات الأخيرة في العالم كله وفي محيطنا الإقليمي، وهو ما يتطلب الحاجة للتغيير في أسلوب إدارة الاقتصاد، وحتمية تطوير سياسات الاقتصاد الكلي بحيث تكون السياسات المالية والنقدية وسياسات السعر الصرف وإدارة حساب رأس المال في ميزان المدفوعات متجانسة مع بعضها البعض، مع أهمية تحديد أولويات أهداف النمو الاقتصادي، واستقرار سبل العيش وخلق فرص عمل لائقة للشباب.
وأكد الهواري ضرورة عدم التضحية بالأهداف الاقتصادية التي وضعتها الدولة في تحقيق النمو والتنمية الشاملة في «رؤية مصر 2030» على حساب صرف الجهود نحو السيطرة على التضخم،
مشيرًا إلى وجود 4 سياسات اقتصادية يمكن أن تسهم في مكافحة التضخم وتشجيع الاستثمار؛ أهمها استخدام سياسة الفائدة للتحكم في التضخم.
وأوضح أن رفع سعر الفائدة تنتج عنه تكلفة أكثر للاقتراض، مما يؤدي إلى تقليل الإنفاق والاستثمار، ومن ثم تقليل الطلب والتضخم، وعلى الجانب الآخر، عند خفض سعر الفائدة، يصبح الاقتراض أرخص، مما يشجع الإنفاق والاستثمار ويزيد الطلب والنشاط الاقتصادي.
وأضاف: أما السياسة الثانية فتتعلق باستخدام السياسات المالية للتحكم في التضخم، حيث إن زيادة الضرائب أو تقليل الإنفاق الحكومي يمكن أن يسهم في تقليل الطلب والتضخم، بينما خفض الضرائب أو زيادة الإنفاق الحكومي يمكن أن يشجع الاستثمار والنشاط الاقتصادي.
وتابع: كذلك يمكن استخدام سياسات العرض والطلب للتحكم في التضخم فزيادة الإنتاج وتوفير المزيد من المنتجات يمكن أن يسهما في تلبية الطلب وتقليل التضخم، كما يمكن تشجيع الاستثمار في قطاعات محددة لزيادة العرض وتقليل التضخم، فضلًا عن الإصلاحات الهيكلية التي تسهم في تحسين إدارة الموارد الاقتصادية وتشجيع الاستثمار المباشر وزيادة الإنتاج وفرص العمل.
وأكد الهواري أن الأولوية بالنسبة للحالة المصرية هي تحفيز القطاع الخاص وزيادة نسبة مشاركة الرأسمالية الوطنية في الناتج المحلي الإجمالي الذي تراجع خلال السنوات الأخيرة،
لافتًا إلى أن علاج هذه المشكلة قضية محورية تؤدي بلا أدنى شك إلى معدل نمو متوسط ومستدام والذي يتحقق معه خلق فرص عمل جديدة وخفض مستويات الفقر، والأهم عمل حائط صد مقاوم للتقلبات والأزمات.
وأضاف: كذلك الصناعة والتصنيع الزراعي قطبي تحقيق المعادلة الصعبة في السياسات الصناعية التي تؤمن حوافز مدروسة بدقة من أجل تشجيع الاستثمار، مما يؤدي إلى تحقيق الحد الأدنى من أهداف السياسة الاقتصادية في أي بلد وهي الحفاظ على مستوى توظيف قوة العمل، والحفاظ على مستوى الإنفاق العام والخاص، والحد من العجز في ميزان المدفوعات، ومكافحة ضغوط التضخم، وتخفيض حدة الفقر، وحماية مستوى معيشة المواطنين.
وقال:« إذا ما أردنا تحقيق الأهداف الأساسية للسياسة الاقتصادية الكلية خاصة استقرار الأسعار ومكافحة الضغوط التضخمية وعلاج العجز في ميزان المدفوعات فالأمل في إعادة الاستقرار الاقتصادي لتحقيق زيادة في مستوى إنتاجية العمل في الاقتصاد، وزيادة المعروض من السلع والخدمات، وتحسن الصادرات، وتشجيع الاستثمار العام والخاص، والحفاظ على دور القطاع الخاص كمستثمر رئيسي ومهم لتوفير فرص العمل وتوفير المنتجات المحلية التي تمثل بديلًا عن الاستيراد وتمثل فرصًا أكبر للتصدير، ومن ثم الحد من مشكلة العملة، مع تأكيد ضرورة وجود حلول غير تقليدية لعودة القوة لتحويلات العاملين الخارج و للسياحة وتنشيط وتحفيز التصدير، لافتًا كما أن مع عودة الملاحة لطبيعتها في البحر الأحمر ستكون له آثار إيجابية على زيادة عائدات قناة السويس».