أعلنت هيئة معلومات العقارات الصينية CREIC أن مبيعات الوحدات السكنية قفزت منذ بداية 2021 حتى الأسبوع الماضى بأكثر من %100، مقارنة بنفس الفترة من عام 2019 فى المدن الكبرى مثل «شينزين وشنغهاى وهانجزو ونانجينج» نتيجةارتفاع الأسعار عن مثيلتها خلال عام الوباء.
وأكدت الهيئة الوطنية للإحصاء NBS فى الصين أن أسعار المنازل الجديدة ارتفعت خلال أبريل الماضى فى 70 مدينة بأسرع معدل منذ 8 شهور برغم القيود التى فرضتها حكومة بكين لتجميد الأسعار والتى لم تساعد على اجتذاب المشترين.
كما ارتفعت أسعار البيوت الجديدة فى كبرى المدن الصينية باستثناء المساكن التى تدعمها الدولة بحوالى 0.48 فى أبريل بالمقارنة بشهر مارس الماضى عندما زادت الأسعار بأكثر من 0.41 عن فبراير كما جاء فى بيان هيئة NBS الصادر منتصف هذا الأسبوع.
وذكرت وكالة بلومبرج أن أسعار المنازل فى السوق الثانوية التى تواجه تدخل أقل من حكومة بكين ارتفعت بنسبة ثابتة بلغت 0.4 % خلال كل شهر من الشهرين الماضيين مع اتجاه المستثمرين إلى استخدام العقارات كوسيلة تحوط ضد التضخم مما جعل السلطات تصدر بيانات تحذيرية تستهدف تهدئة التوقعات فى الأسعار.
الرئيس الصينى يحذر من المضاربة فى العقارات
وجدد الرئيس الصينى شى جين بينج فى أبريل الماضى تحذيراته بأن العقارات السكنية من أجل الحياة فيها وليست للمضاربة كما أشار المشرعون إلى أنهم ربما يتجهون إلى إحياء الجهود التى تستهدف فرض ضريبة عقارية والتى تؤجلها الحكومة منذ زمن طويل.
وقال يانج كيويى مدير البحوث فى هيئة معلومات العقارات الصينية CREIC أن سوق المساكن بات خارجا عن السيطرة،وأن حكومة بكين لاتستطيع التحكم فيه لدرجة أنه كلما زادت القيود كلما أصبح أكثر مرونة،مما يستدعى التعجيل فى فرض ضريبة على ملكية المنازل بأسرع من المتوقع للتأكيد على أن سياسة الحكومة قوية .
وجاءت المكاسب السعرية فى المنازل خلال الشهرين الماضيين فى المدن الكبيرة والصغيرة بسبب المطورين الذين بدأوا ينفذون مشروعات سكنية فى الموسم الذى تزداد خلاله المبيعات عادة لجنى أكبر قدر من الأرباح لدرجة مبيعات العقارات قفزت بحوالى %35 فى أبريل ومارس بالمقارنة بنفس الشهرين من العام الماضى.
المدن الصغيرة بلا قيود حكومية
وكان النمو فى أسعار المنازل ارتفع بنسبة 1 % خلال أبريل الماضى فى المدن الصغيرة التى تخلو نسبيا من القيود الحكومية، وتشهد طلبا قويا على المنازل الجديدة لتغيير البيوت القديمة المعروفة باسم “هوكو”،التى مر على وجودها عدة قرون ومنها مدينة هايكو مركز إقليم هاينان ومدينة ووهان التى كانت مصدر فيروس كورونا الذى ظهر فى الصين فى نهاية عام 2019،وانتقل لبقية دول العالم ولكن حكومة بكين استطاعت احتواء الوباء مع حلول أبريل من العام الماضى.
كما ارتفعت الاستثمارات فى الأصول الثابتة التى تضم رأس المال الذى ينفقه المستثمرون والحكومة على البنية التحتية والممتلكات من المنازل والعقارات المختلفة والمصانع والآلات وعيرها بنسبة 19.9 % فى الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام،منها استثمارات القطاع الحكومى بحوالى 18.6 %، واستثمارات القطاع الخاص 21 % مقارنة بنفس الشهور من العام الماضى التى شهدت خلالها مرض كوفيد 19.
وجاء فى بيان هيئة NBS أن قيمة الاستثمارات فى هذه الأصول الثابتة بلغت 14.38 تريليون يوان (حوالى 2.24 تريليون دولار أمريكي) منذ بداية يناير وحتى نهاية أبريل من العام الجارى بفضل النمو القوى بالمقارنة بالانخفاض فى أوائل العام الماضى عندما تسبب الوباء فى شل الأنشطة الاقتصادية فى الصين.