فتح مشروع تطوير التعليم آفاقا قوية أمام شركات التكنولوجيا العالمية لتقديم خدماتها سواء من خلال تجهيز المدارس والفصول بالبنية التكنولوجية أو رقمنة الجامعات الحكومية وتحويلها إلى ذكية، والتقت «المال» ممثلين عن شركتى «هواوى تكنولوجيز مصر» و”ديل تكنولوجيز” للحلول للتعرف على خطط عملهما فى مشروع تطوير التعليم، بعد تدشينهما وحدتين مستقلين لاستهداف القطاع التعليمى.
وقال عماد الدين شحاتة، مدير مبيعات كبار العملاء ومسئول وحدة التعليم بشركة هواوى تكنولوجى مصر، إن قطاع التعليم أصبح من أهم القطاعات التى توليها الشركات التكنولوجية اهتماما، والذى من المتوقع أن يجذب استثمارات كبرى خلال الفترة المقبلة مع إعلان وزارة التعليم العالى عن خطة التحول الرقمى بالجامعات وتحويل الجامعات الحكومية إلى جامعات ذكية.
وأوضح أن الفرص فى القطاع التعليمى تمتد للتعليم قبل الجامعى أيضا مع مشروع تطوير التعليم واستخدام “التابلت” فى المرحلة الثانوية، لافتا إلى أن “هواوى” بدأت الاستثمار فى القطاع التعليمى بشقيه الجامعى والأساسى.
وأشار إلى أنه على صعيد التعليم الأساسى تعمل “هواوى” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على تجهيز 127 مدرسة بالبنية الأساسية التكنولوجية، فى مرحلة التعليم الثانوى، فى أسوان والشرقية والقاهرة.
وألمح إلى أن “هواوى” انتهت من تجهيز فصول الصفين الأول والثانى الثانوى بالمدارس وتقوم حاليا بتجهيز فصول الصف الثالث الثانوى والمخطط أن تدخل الخدمة فى العام الدراسى المقبل طبقا لخطة وزارة التربية والتعليم.
وأكد أنه من المخطط أن يشمل مشروع تطوير التعليم باستخدام التكنولوجيا الحديثة مرحلة التعليم الإعدادى خلال الفترة المقبلة ومن ثم تستعد “هواوى” للمشاركة بقوة فى مشروع تطوير التعليم.
وأوضح أن “هواوى” بدأت عملها فى القطاع التعليمى مع المدارس الدولية والجامعات الخاصة فى السابق إلا أنه خلال العامين السابقين تحولت قيادة التطور من القطاع الخاص إلى الحكومى مع إطلاق مشروع تطوير التعليم لتقوم المدارس والجامعات الحكومية بصدارة مشهد التغيير وتضع وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى ضوابط التحول الرقمى، ومن ثم يتبعها القطاع الخاص، التزاما بتلك الضوابط.
وقال إن “هواوى” تستهدف التوسع فى التعاون مع الحكومة فى تطوير المدارس والجامعات، فضلا عن التعاون مع القطاع الخاص.
وأشار إلى أن الشركة تقوم حاليا بتحويل أول كلية حكومية إلى كلية ذكية ممثلة فى طب الأسنان جامعة عين شمس، مشيرا إلى أن تكلفة التطوير التكنولوجى تختلف من كلية لأخرى طبقا للتخصص بين نظرية وعملية. كما تختلف الكليات التى تحتاج إلى معامل أكثر، وتترواح متوسط التكلفة من ٣٠٠ ألف إلى ٤٠٠ ألف دولار.
وقال إن “هواوى” تعمل بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات فى خطة رقمنة الجامعات الحكومية باستخدام أحدث التكنولوجيا فى التعليم الرقمى، والتسويق الرقمى ونقل المعلومات و البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة، وقاعات الفيديو كونفرانس وغيرها.
وأوضح أنه على صعيد تطوير التعليم بالقطاع الخاص تعمل “هواوى” حاليا مع جامعتى بدر و”البريطانية” فى تقديم الحلول التكنولوجية، كما تستهدف العمل على تزويد المدارس الخاصة بالبنية التكنولوجية فى المرحلة الثانوية، وتم بالفعل الاتفاق مع العديد من المدارس.
وقال إن تكلفة تجهيز المدارس بالبنية التكنولوجية تختلف من مكان لآخر طبقا لعدة معايير على رأسها الموقع الجغرافى.
وكشف عن تقدم “هواوى” بعرض للتعليم العالى لتقديم خدمات تكنولوجية فى خطة تحول ٢٧ جامعة حكومية حاليا.
وأشار إلى أن “هواوى” بصدد إطلاق الإصدار السادس من حلول شبكات الإنترنت المجانى “الواى فاى” التى تدعم تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات “5G”.
فى سياق متصل، أوضح أن “هواوى” أطلقت بنك المواهب فى جميع الجامعات المصرية ويضم حاليا أكثر من ٢٢ ألف طالب يحصلون على دورات تدريبية مجانية فى قطاع التكنولوجيا لمواكبة احتياجات سوق العمل، وخلال منتصف العام الحالى سيتم نشر سير ذاتية للحاصلين على دورات “هواوى”، وتستطيع أى شركة الدخول واختيار احتياجاتها من المشاركين لتوظيفهم.
ولفت إلى أن نحو %55 من طلاب كليات الهندسة بالجامعات المصرية مشتركين فى تدريبات “هواوى” التكنولوجية.
وقال عبد الرحمن عصام مهندس مبيعات بشركة “دل” إنها تتوقع طفرة كبيرة فى استخدام التكنولوجيا بالقطاع التعليمى، خاصة مع إعلان الدولة تحويل الجامعات الحكومية إلى جامعات ذكية، وكذلك التحول للرقمية، وتطوير التعليم الأساسى ليصبح مواكبا للتطورات العالمية.
وأضاف أن “دل” دشنت وحدة خاصة بالقطاع التعليمى، نظرا لتوقعاتها بنمو حج الأعمال فيه، مبينا أن الشركة تتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات، فى إعداد برامج تعليمية، و مناهج جديدة لتدريسها فى الجامعات فى قطاع التكنولوجيا.
وأوضح أن البرامج التعليمية متخصصة فى تنظيم المعلومات، والحوسبة السحابية، و”البيانات الكبيرة”، وتتولى “دل” تقديم المناهج وتدريب أساتذة الجامعات على تدريسها.
وأشار إلى أن “دل” تقدم برامجها التعليمية التكنولوجية فى نحو 52 كلية على مستوى الجمهورية، ووصل عدد الأساتذة الذين حصلوا على تدريب 300 إلى جانب أكثر من 5 آلاف طالب.
وأكد أن الشركة تسعى إلى استقطاب المزيد من الجامعات والكليات إلى دائرة خدماتها، مضيفا أن “دل” العالمية منحت حتى الآن شهادات لأكثر من 1500 طالب فى مجال تكنولوجيا المعلومات.
كما تقدم الشركة فى القطاع التعليمى العديد من الخدمات بخلاف المناهج والتدريب، وتتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات فى تقديم حلول لاستخدام الذكاء الاصطناعى بالجامعات، إلى جانب عقد شراكات مع جامعات الحكومية، فى إطار خطة الرقمنة من خلال تقديم حلول لأمن المعلومات والشهادات والامتحانات الإلكترونية و السيرفرات، و البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة.