أجمع الخبراء على أننا أمام موسم استثنائى لتسويق محصول القطن خلال الموسم الحالى، بعد الارتفاعات التى لحقت بسعر القنطار والتي تجاوزت 2000 جنيه فى مزادات محافظات وجه قبلى والتى بلغت قرابة 7 مزادات حتى نهاية الأسبوع الماضي، وتساءلوا : هل تواصل الأسعار ارتفاعاتها لحين تسويق كامل محصول 2021 من المزارعين؟
بعض تجار الأقطان أكدوا أن أسعار الأقطان هذا الموسم مرتفعة للغاية وأن الفلاح سيحصل على سعر مناسب لتسويق محصوله بعد الخسائر التى لحقت به على مدار عدة مواسم بسبب تراجع سعر قنطار القطن، وما سيدعم ارتفاع أسعار القنطار خلال الموسم الحالى هو قلة الإنتاج المحلى ووجود طلب عالمى على القطن، فضلا عن تعميم منظومة المزاد العلنى على جميع المحافظات حيث يتعين على جميع التجار المشاركة فى منظومة المزاد فى حال أرادوا التحصل على حصتهم من محصول القطن هذا العام.
ويرى عدد من التجار أن أسعار الأقطان المصرية تواصل ارتفاعاتها، حيث سجلت 4630 جنيها خلال مزادات وجه بحرى التى عقد أولها نهاية الأسبوع الماضي، وهو السعر الذى يعد تاريخيا بالنسبة لمحصول القطن.
وعممت الحكومة ممثلة فى وزارة قطاع الأعمال منظومة تسويق أقطان محصول 2021، بنظام المزاد العلنى لأول مرة بين المحافظات، فى حين طبقت المنظومة جزئياً على محافظتى الفيوم وبنى سويف فى عام 2019، ثم توسعت لتشمل الشرقية والبحيرة.
ويبلغ حجم إنتاج القطن لمحصول 2021، نحو 1.6 مليون قنطار، وتشكل أصناف وجه قبلى نحو 100 ألف قنطار من محصول إنتاجيته تقارب 1.6 مليون قنطار، حيث تمثل 1.5 مليون قنطار لأصناف وجه بحري.
أبو مضاوى: 2021 عام الفلاح وليس التاجر.. وإقبال كبير من الشركات على المزادات
وقال عبد الستار أبو مضاوي، رئيس شركة أبو مضاوى لتجارة الأقطان، إن الموسم الحالى للقطن هو موسم الفلاح وليس التاجر.
وأضاف أنه يرى أن أسعار الأقطان المصرية ستواصل صعودها خلال الموسم التسويقى الحالى سواء أقطان وجه قبلى أو أصناف وجه بحري.
وقفزت أسعار الأقطان المصرية لأصناف وجه قبلى لتسجل زيادة تجاوزت 2000 جنيه للطن، إذ بلغ سعر القنطار 3875 جنيهًا لمحصول 2021 حتى الأسبوع الماضى مقابل 1796 جنيها فى مزاد تسويق محصول 2020، كما ارتفع سعر وجه بحرى إلى نحو 4630 جنيها للقنطار فى مزاد الخميس الماضي.
واستحوذت شركة أبو مضاوى لتجارة الأقطان على 5 مزادات من إجمالى 6 عقدت حتى منتصف الأسبوع الماضى فى وجه قبلي، حتى وصلت بسعر القنطار لـ3875 جنيهًا.
ونفى «أبو مضاوي» إحجام شركات القطاع الخاص عن المشاركة فى مزاد القطن لعام 2021، مؤكدًا أن جميع المزادات كانت نسب مشاركات القطاع الخاص بها بين 9-15 شركة من القطاع الخاص.
وأكد أن هذا العام سيكون الربح الأكبر للمزارع وأن هامش ربح التاجر سيكون بسيطا وليس كبيرا مثل المواسم السابقة.
وتابع أبو مضاوى :» بقول للشركات اشتروا ومتخافوش».
وتوقع مواصلة أسعار الأٌقطان فى محافظات وجه بحرى الزيادة لتقترب من 5 آلاف جنيه للقنطار، لتتجاوز قيمة الزيادة بأصنافها خلال المزادات 2000 جنيه أسوة بالزيادة التى شهدها القنطار فى وجه قبلى هذا العام.
الجارحى : التعامل بدون وسطاء يشجع المزارعين على التوسع الموسم المقبل
وقال محمد الجارحي، رئيس اتحاد مصدرى الأقطان، ورئيس شركة الجارحى للأقطان، إن منظومة المزاد العلنى نجحت فى الوصول بسعر القطن لأعلى سعر للقنطار للمزارعين، وهذا هو الهدف الأساسى من المنظومة خاصة وأن الفلاح تعرض للظلم فى سعر بيعه للقطن على مدار السنوات الماضية.
وأوضح أن تعامل التجار مباشرة مع المزارعين بدون وسطاء، سيشجع المزارعين على التوسع فى زراعة القطن خلال الموسم المقبل بعد أن حصل على سعر جيد جدًا للقنطارهذا العام، فضلًا عن نجاح المنظومة في منع خلط الأصناف والحفاظ على جودة القطن ومنع الدواليب غير المرخصة.
وأكد أن آلية العرض والطلب ستتحكم وسيكون لها الغلبة فى تحديد سعر تصدير القطن خلال الموسم التصديرى الجارى 2021/2022.
وقال إن سعر تصدير الأقطان المصرية، يحدد وفقًا لأسعار البورصات العالمية وفقًا لسعر «إندكس A»، لأقطان «البيما» الأمريكي، وإن كان فى السابق يقود القطن المصرى تحديد الأسعار العالمية عندما كانت مساحات القطن بمصر مرتفعة ولكن تقلص المساحة، أدى إلى قيادة الأقطان العالمية وخاصة «البيما» الأمريكى لسعر البورصات العالمية ومنها سعر القطن المصري.
وقال نبيل السنتريسي، رئيس شركة الكان لتجارة وتصدير الأقطان، والرئيس السابق لاتحاد مصدرى الأقطان، إن شركته اشتركت فعليًا فى المنظومة ولكنها لم تقم بالشراء بالمزادات التى تمت لأصناف وجه قبلى بعد، وبانتظار الشراء فى مزادات بحري.
وأضاف أن سعر شراء أصناف أقطان الزهر «القطن ببذرته لأصناف وجه قبلى يتجاوز 3865 جنيها للقنطار فى حين أن سعر تصدير أصناف وجه قبلى يعادل 192 سنت لبرة ما يقارب 3323 جنيهًا للقنطاروهو ما يتسبب للتاجر فى ترقب لحركة تغيير الأسعار.
وأكد أن التعاقدات التصديرية للموسم الجديد 2021/2022 ستبدأ مطلع أكتوبر المقبل.
ويعقد اتحاد مصدرى الأقطان جمعية عمومية 27 سبتمبر الجاري، لوضع شروط البيع للموسم التصديرى الجديد 2021/2022.
وتوقع «السنتريسي» أن لا تشهد شروط البيع للموسم التصديرى الجديد تغييرات خلال الموسم التصديرى الجديد.
البساطى: الزيادات تدفعنا لترقب الموقف
وقال أحمد البساطي، رئيس شركة النيل الحديثة لتجارة الأقطان، والرئيس الأسبق لاتحاد مصدرى الأٌقطان، إن شركته بانتظار المزايدة على أقطان وجه بحرى لتقوم بالشراء، خاصة مع الزيادات الكبيرة التى تشهدها أسعار أصناف وجه قبلي.
وأشار إلى أن استمرارية ارتفاع أسعار شراء الأقطان من المزارعين على محصول 2021 تدعو للترقب، خاصة وأن تسويق القطن تحكمه الأسعار العالمية وفى حال تراجع السعر العالمى فلن يتمكن التاجر من تسويق محصول القطن بالأسعار السائدة حاليًا فى المزادات.
وحذر من تقلبات الأسعار وأنها تدعو للحذر، خاصة وأن زياداتها تمثل سلاحا ذو حدين فالجيد حصول الفلاح على سعر مرتفع لبيع محصوله، لكنه حال تراجعها بشكل كبير خلال الموسم سيثور المزارع.
ويرى أحمد عياد، رئيس الشعبة العامة للقطن بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الموسم التسويقى للقطن الحالى لا يزال فى بدايته ولا يمكن الحكم على الأسعار الحالية خاصة وأن أغلب المزادات التى تمت حتى الآن على أصناف وجه قبلى قائلًا:»الماتش لسه فى بدايته».
وأكد أن مواصلة الارتفاعات التى حققتها أسعار شراء القطن من المزارعين، مرهونة بتحرك الأسعار العالمية لتتمكن الشركات من التسويق بالسعر المرتفع الذى حصلت على القطن به من المزارعين.
ويحين حصاد القطن المصرى بين شهرى سبتمبر وأكتوبر لصنفى قبلى وبحرى على التوالي، ويبدأ الموسم التسويقى للقطن من سبتمبر وحتى أغسطس من العام التالى له.