تباينت آراء عدد من رؤساء شركات تكنولوجيا المعلومات حول أثر تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار على تعاقدات المشروعات، ففى حين رأى البعض أن الشركات ستضطر إلى تعديل أسعار العقود المبرمة مع جهات التنفيذ لعدم تكبد خسائر فادحة، لكن الفريق الآخر رأى أن زيادة سعر العملة الخضراء لمستوى 18 جنيهًا سيعزز من رفع تنافسية خدمات التكنولوجيا المصرية وزيادة معدلات نمو صادرات القطاع للأسواق.
وقرر البنك المركزى المصرى فى اجتماع استثنائى يوم الاثنين الماضى رفع أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزى إلى %9.25 و%10.25 و%9.75 على الترتيب، وارتفاع سعر الائتمان والخصم عند %9.75.
وانخفض سعر الجنيه مقابل الدولار من نحو 15.72 جنيه إلى نحو 17.47 فى المتوسط صبيحة قرارات المركزى، وواصل الدولار الصعود حتى سجل متوسط السعر فى ختام تعاملات الخميس الماضى نحو 18.24 جنيه للشراء و18.37 للبيع.
خليل: العاصمة الإدارية انتهت من استلام %80 من التوريدات
وقال محمد خليل ، رئيس القطاع التكنولوجى بشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، إن شركته انتهت من استقبال نحو %80 من التوريدات المتعاقد عليها، موضحًا أنه قد لا تواجه العاصمة الإدارية أى مشكلات فى الوقت الراهن.
وأضاف “خليل” أن جميع العروض المقدمة للتوريد فى العاصمة تكون بالدولار، ويتم السداد وفقًا سعر صرف البنك المركزى فى يوم استحقاق الفاتورة.
ومن جانبه، أوضح هشام عبدالسلام، الرئيس التنفيذى لشركة main telecom لأنظمة الاتصالات، أن شركته تتوقع زيادة فى أسعار التعاقدات الجديدة بعد خفض قيمة الجنيه تصل إلى %10 فى ظل موجة التضخم الكبيرة التى تشهدها الأسواق على مستوى كافة القطاعات، لافتا إلى أن شركات التكنولوجيا ستحاول الصمود فى مواجهة المتغيرات الاقتصادية الراهنة من أجل البقاء ومواصلة النمو.
أنور: «راما هوست» قد ترفع تكاليف خدماتها %15
وأوضح رامى أنور، الرئيس التنفيذى لشركة راما هوست لحلول البرمجيات، أن شركته بصدد رفع أسعار خدماتها بنسبة قد تصل إلى %15 مع الإبقاء على مستويات أسعار المشروعات القائمة محل التنفيذ دون تغيير، لافتًا إلى أن تحريك سعر صرف الدولار سيتسبب فى زيادة تكاليف التشغيل على الشركات المستوردة، الأمر الذى قد يخلق حالة ركود.
بينما رأى محمد سعيد، رئيس شركة «IDT» للاستشارات والنظم الإلكترونية، أن زيادة سعر الصرف له مزايا وعيوب، إذ سيسهم فى زيادة تنافسية المنتج المصرى وتعزيز فرص وجوده أمام نظيره الأجنبى، إلا أنه فى الوقت ذاته سيتسبب فى هجرة الكوادر المصرية داخل القطاع للعمل مع الشركات العالمية التى تمنح رواتب لموظفيها بالعملة الصعبة.
عبدالعزيز: «جوتشات» ملتزمة ببنود المشروعات الحالية.. وتدرس زيادة رواتب موظفيها
وأضافت شيماء عبدالعزيز، الرئيس التنفيذى لشركة جو تشات لتقديم خدمات التعهيد، إنها تؤكد التزامها الكامل بأسعار الخدمة المتفق عليها مع عملائها الحاليين، مع دراسة العقود الجديدة طبقًا للمتغيرات الاقتصادية الحالية، مشيرة إلى أن الصورة العامة ما زالت ضبابية ولم تتضح بعد – على حد وصفها.
ولفتت إلى أن جوتشات بصدد دراسة آلية تعويض الموظفين لمواكبة مستويات التضخم القياسية التى تشهدها الأسواق المحلية.
محمد: «كريستال باي» تتوقع وضوح الرؤية خلال أسبوعين
وأضح تامر محمد، الرئيس التنفيذى لشركة كريستال باى لأنظمة البرمجة، أن أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار ستنعكس سريعًا على أسعار تعاقدات الشركات، موضحًا أن أغلب شركات التكنولوجيا المصرية تقوم بصياغة بند فى العقود المبرمة، يشترط سداد قيمة الاتفاق بالعملة الأجنبية مقومة بسعر الصرف المعلن فى البنك المركزى المصرى.
وتوقع “محمد” أن تسود حالة من الركود والقلق الشديد بين مجتمع الموردين، نظرًا لعدم استقرار اسعار الصرف، مشيرًا إلى أن الرؤية ما زالت ضبابية، ومن المرجح أن تبدأ فى الوضوح خلال أسبوعين على أقصى تقدير.
ولفت إلى أنه من المتوقع إعلان الحكومة قرارًا لتقليل تداعيات الأزمة الحالية مفاده العمل على توفيق أوضاع الشركات والموردين، بما يتماشى مع الأسعار الجديدة.
واتفق خليل حسن خليل، رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا فى الاتحاد العام للغرف التجارية، مع الرأى السابق فى التأكيد على أن ارتفاع سعر الدولار سيخلق حالة من الركود التى قد تصيب سوق التكنولوجيا المصرية، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعًا فى أسعار المنتجات، ما سيسهم فى عزوف العملاء عن إبرام تعاقدات جديدة لحين استقرار أسعار الصرف.
رياض: ارتفاع الدولار يعزز تنافسية كيانات التعهيد المصرية
وأضاف سعيد رياض، نائب رئيس شعبة التعهيد فى جمعية اتصال، أن ارتفاع أسعار الدولار سيصحبه زيادة متوقعة فى تكاليف خدمات التشغيل، لذلك فإنه من المحتمل أن تتجه الشركات لزيادة رواتب الموظفين سعيًا لمواكبة الأسعار الحالية.
وتوقع “رياض” ألا يتم تغيير العقود الحالية للعملاء مع شركات التعهيد، سعيًا لكسب ثقتهم وولائهم، لافتًا إلى أن التحريك الذى أجرته الشركات فى أسعار خدماتها عند قرار تعويم الجنيه فى عام 2016 كان بسبب ارتفاع الدولار بنسبة %100.
وتابع أن خفض قيمة العملة المحلية سيعزز من القدرات التنافسية للشركات المصرية العاملة بالقطاع فى مواجهة الدول الأخرى مثل الهند وماليزيا.
وأوضح سيد إسماعيل، الرئيس التنفيذى لشركة SI TECHNOLOGY لحلول البرمجيات، أن شركته ما زالت تدرس أثر زيادة سعر صرف الأخضر على حجم أعمالها، موضحًا أن الشركة ملتزمة بأسعار كل التعاقدات المبرمة مع العملاء فى الوقت الراهن قبل تحريك الأسعار.
ورأى “إسماعيل” أن التأثير الأكبر جراء تحريك أسعار الدولار سيكون من نصيب الشركات التكنولوجية التى تقوم باستيراد أجهزة من الخارج، وتقدم لعملائها خدمات الهاردوير، والتى قد تلجأ لتحريك أسعار خدماتها وتوفيق أوضاعها لمواجهة الخسائر المحتملة.
ولفت إلى أن الشركة تقدم حلولًا مصرية بالكامل، وهو ما يراه لن يؤثر على نشاط الشركة فى الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن الشركة تدرس حاليًا العمل على زيادة رواتب الموظفين سعيًا لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار.