◗❙ الحارثي: ترامب هدد فى وقت سابق بوقف عمل «فيسبوك» دون جدوي
◗❙ البنداري: الحكومة الصينية تعهدت بنقل بيانات الأمريكان إلى أوراكل
توقع عدد من خبراء واستشارى التسويق والإعلام الرقمى عدم حذف تطبيق تيك توك رغم إطلاق أحد أعضاء لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية تصريحا يؤكد خلاله أن اللجنة تعكف على إعداد مشروع قرار يسهم فى حذف تطبيق تيك توك من متجر آبل وجوجل بلاى.
وتوقع الخبراء أن تشهد الفترة المقبلة دخول لاعبين جدد من دول الشرق الأقصى مثل روسيا وكوريا عالم وسائل التواصل الاجتماعى مع استمرار المعركة بين الإدارتين الأمريكية والصينية حول ملف خصوصية بيانات مستخدمى مواقع السوشيال ميديا.
وكان بريندان كار، المتحدث باسم لجنة الاتصالات الفيدرالية فى أمريكا، قد دعا كلا من شركتى آبل وجوجل إلى حذف تطبيق تيك توك من متاجر التطبيقات الخاصة بهما بسبب جمع البيانات السرية.
وقال كار فى تغريدة له عبر موقع تويتر: لقد طلبت من «Apple» و«Google» إزالة «TikTok» من متاجر التطبيقات الخاصة بهما بسبب ممارساته السرية فى جمع البيانات.
وأضاف أن التطبيق يجمع مجموعة من البيانات الحساسة التى تظهر تقارير جديدة أنها متاحة فى بكين، قائلا: إنه يجمع محفوظات البحث والتصفح وأنماط ضغطات المفاتيح والمعرفات البيومترية ومسودات الرسائل والبيانات الوصفية، ويجمع النصوص والصور ومقاطع الفيديو المخزنة فى حافظة الجهاز.
واستشهد كار أيضًا بتقرير من «BuzzFeed News» يقول إن تسجيلات موظفى «TikTok» تشير إلى أن المهندسين فى الصين لديهم إمكانية الوصول إلى البيانات الأمريكية بين سبتمبر 2021 ويناير 2022.
واستبعد محمد الحارثى، استشارى الإعلام الرقمى، حذف تطبيق تيك توك من متجرى جوجل بلاى وآب ستور، خاصة أن مطلب إزالته كان تصريحا من أحد أعضاء لجنة الاتصالات الفيدرالية ولا يعبر عن الحكومة الأمريكية.
وقال الحارثى إن أقصى عقوبة يمكن أن تطال تيك توك تتمثل فى قيام الحكومة الأمريكية بحذف التطبيق من هواتف أبل، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب هدد فى وقت توليه الحكم بوقف تطبيق فيس بوك عن العمل بسبب احتوائه على ثغرات أمنية ولكنه لم يتمكن من تطبيق هذا القرار على أرض الواقع.
كما استشهد أيضا بموقف الاتحاد الأوروبى من مارك زوكربيرج مؤسس منصة فيسبوك سابقا (ميتا) بوقف التطبيق عن العمل داخل دول الاتحاد بسبب سياسات متعلقة بأمان وخصوصية المستخدمين، بجانب عدم استئذان المستخدمين بمشاركة بيانتهم، خاصة أن طريقة عملاق التواصل الأمريكى ترتكز على نقل بيانات المستخدمين والتى تقع خارج نطاق الاتحاد الأوروربى، ما يعتبره الاتحاد الأوروبى خطرا للأمن القومى.
وأكد أن المعركة المحتدمة بين الإدارتين الأمريكية والصينية تخضع لاعتبارات سياسية، موضحا أن تيك توك يخضع لإدارة الحكومة الصينية وتقوم فكرته على تخزين بيانات المستخدمين خارج سيطرة الحكومة الأمريكية، الأمر الذى يؤرق الإدارة الأمريكية بشكل كبير لاسيما فى ظل وجود قواعد واضحة لحماية بيانات المستخدمين.
ومن جانبه، أضاف أحمد صبرى، رئيس شعبة الديجتيال ميديا بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات «CIT» بالاتحاد العام للصناعات، أن المعركة التى يشهدها العالم حاليا بين قطبى الشرق والغرب بلغت ذروتها فى عهد الرئيس السابق ترامب، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية قلقة من وجود تطبيق تيك توك الخاضع للغريم الأول لأمريكا وهو التنين الصينى.
وتوقع صبرى أن يكون قرار الإدارة الأمريكية بشأن تيك توك نافذا وأن يتم فعليا حذف التتطبيق من على متاجر جوجل بلاى وأبل ستور، مضيفا أن تلك الخطوة ستكون بداية فتيل حرب فى عالم مواقع التواصل الاجتماعى بين أمريكا والصين.
وأشار إلى أن قرار حذف تطبيق تيك توك من المتاجر الرسمية لتطبيقات أجهزة الهواتف الذكية لن يسدل الستار على العملاق الصينى الذى يشهد نموا ملحوظا فى عدد مستخدميه البالغ حاليا نحو مليار مستخدم حول العالم وفقا لآخر الإحصائيات المعلنة من قبل إدارة التطبيق.
واستطرد قائلا: نجح تطبيق تيك توك فى تجاوز ما يسمى بمرحلة “الكتلة الحرجة” والتى تعد من أهم مراحل النمو، كما يعتمد أيضا على منح مكافآت مالية كبيرة للمستخدمين الجدد وحوافز تشيجيعة لأصحاب المحتوى المميز من أجل استقطاب أكبر عدد من المشتركين.
ولفت إلى أن قرار لجنة الاتصالات الفيدرالية المعنية بتنظيم عمل وسائل الاتصال فى الولايات المتحدة لم يلزم جوجل وأبل بحذف التطبيق بشكل رسمى، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تحترم خصوصية المستخدمين ولن تقوم بمسح التطبيق من هواتفهم.
وتوقع صبرى أن تشهد خريطة التواصل الاجتماعى تغيرا جذريا، ينجم عنه ظهور تطبيقات جديدة من منطقة الشرق الأقصى كروسيا وكوريا، منوها إلى أن تطبيق “وى شات” سيلعب دورا محوريا ومهما خلال الفترة المقبلة.
على صعيد آخر، استبعد فادى رمزى، استشارى التسويق الإلكترونى، المحاضر لدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن يتم حذف تطبيق تيك توك من متجرى جوجل بلاى وآبل ستور، مرجعا السبب وراء ذلك إلى كون التطبيق يشهد تناميا غير مسبوق فى أعداد المستخدمين ومرات تحميل مقاطع الفيديو.
ولفت رمزى إلى أن سبب خلاف الحكومة الأمريكية مع العملاق الصينى يعود إلى قيام تيك توك بتخزين بيانات المستخدمين خارج نطاق الحدود الأمريكية الأمر الذى تعتبره إدارة بايدن يمثل تهديدا صارخا لأمنها القومى.
وأشار إلى أن شركة بايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك أكدت فى وقت سابق أن بيانات المستخدمين الأمريكين متواجدة بالفعل فى مراكز بيانات وخوادم داخل الأراضى الأمريكية الأمر الذى لم يكن كافيا للإدارة الأمريكية.
وقال أحمد البندارى، استشارى الإعلام الرقمى فى وكالة «renew agency» إن الإدارة الصينية تعكف حاليا على تعديل النقاط الخاصة بأمان وخصوصية المستخدمين الأمريكان، لافتا إلى أن الحكومة الصينية اعترفت مؤخرا بأنه بإمكان موظفى تيك توك أن يحصلوا على بيانات المستخدمين.
وأشار البندارى إلى أن الحكومة الصينية تعاهدت بنقل بيانات المستخدمين الأمريكيين لشركة أوراكل للخدمات السحابية داخل الولايات المتحدة، كدليل واضح على حسن النية من قبل الحكومة الصينية تجاه بيانات المستخدمين فى أمريكا.
وصرح مصدر مسئول فى تيك توك أن التطبيق مازال متاحا فى متاجر التطبيقات داخل مصر، لافتا إلى أن ما يتردد من أنباء عكس ذلك غير صحيحة إطلاقا.
يذكر أن «تيك توك» عبارة عن تطبيق تم إطلاقه فى عام 2018 لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة، مملوك لشركة ByteDance الصينية.