شهدت المعارض العقارية حالة من التخبط والفوضى الفترة الماضية نتيجة عدم التزام بعض الشركات بالإجراءات والترتيبات التنظيمية للمعارض العقارية، واللجوء لأساليب دخيلة على المعارض كالتكالب على العملاء واتباع أسلوب الحشد لجذب العميل، مما تسبب فى عزوف بعض الشركات العقارية عن المشاركة فى تلك المعارض.
قال المهندس أمجد حسنين، وكيل غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات المصرية، إن المعارض العقارية أداة جيدة لتسويق المشروعات المختلفة سواء سياحية أو سكنية.
وأضاف أن المعارض العقارية تمنح العميل فرصة للمقارنة بين المشروعات المختلفة والتعرف على أفضل العروض المتاحة، فضلا عن إحساسة بالاطمئنان لوجود البائع والعميل تحت سقف واحد، فضلاً عن أنها تمكنه من الاطلاع على حجم الشركات، ومعرفة مشاريعها الحالية والمستقبلية.
وأشار حسنين الى أن المعارض العقارية تسهم بشكل كبير فى نمو مبيعات الشركات فى ظل قدرتها على تقديم حزمة من العروض والخصومات بهدف جذب العملاء خلال فعاليات المعرض، خاصة أن المعارض العقارية تلقى رواجا كبيرا من العملاء.
وشدد على ضرورة وجود آليات تنظيم المعارض وتأمينها، والتأكد من أن تكون المعارض العقارية على المستوى المطلوب من حيث التنظيم والإعداد والدعايا لها.
شملت خريطة المعارض العقارية الفترة الماضية معرض العقارات المصرى، الذى اقيم من الفترة 18 أبريل الماضى حتى 21 من الشهر ذاته، بينما أقيم معرض العقارات الدولى سيتى سكيب من 25 إلى 28 مارس الماضى، وشملت الخريطة أيضا معرض Egypt Gate Expo، الذى أقيم فى الفترة من 4 إلى 7 سبتمبر الحالى.
يعد «سيتى سكيب» هو أكبر معرض عالمى متخصص فى كل ما يتعلق بأعمال العقارات، ويقام سنويا فى العديد من المدن المهمة، انطلق عام 2002 من مدينة دبى وتمدد ليشمل معارض فى مدينة أبوظبى، لندن، جدة، سنغافورة، الهند، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعدة مدن أخرى.
من جانبه، قال محمد منير، مدير شركة عمار يا مصر لتنظيم المعارض، إن المعارض سلاح جيد لإنعاش مبيعات الشركات العقارية، ولكنها فقدت رونقها بعد أن أصبح التكالب والحشد على العملاء أسلوب الشركات فى المعارض بدل من العرض المميز والخدمة الجيدة التى تجذب العميل.
وأوضح منير أن كثرة المعروض من المشروعات العقارية التى تعرضها شركات التطوير العقارى وتخوفها من عدم القدرة على سداد الأقساط المستحقة دفعها لاستخدام أساليب مبتذلة للدعايا وجذب العملاء كالحشد والهجوم على العملاء واجتذابهم للشراء.
وشدد منير على ضرورة حسن اختيار شركات التطوير العقارى لمندوبيها ومسئولى التسويق، مشيرا الى أهمية دور التسويق والتعامل المباشر مع العميل فى مبيعات الشركات، وتقديم منتج عقارى يلبى كافة الاحتياجات، بالإضافة إلى الالتزام بضوابط ومعايير المشاركة فى المعارض بالنسبة للشركات المشاركة.
ولفت إلى أن المنظمين للمعارض العقارية يواجهون عددا من العوائق التنظيمية تتمثل فى عدم التزام بعض الشركات العقارية بالإجراءات والترتيبات التنظيمية المطلوبة لإنجاح المعارض، إضافة لدخول عدد من الشركات الدخيلة السوق لا تمتلك الخبرة مما تسبب فى حالة من التخبط والفوضى نظرا لعدم وجود آليات تنظيم محددة.
وتستعد الشركات العقارية للمشاركة فى معرض نيكست موف العقارى والذى يقام فى القترة من 17 أكتوبر حتى 19 من نفس الشهر خلال العام الحالى.
وفى ذات السياق قال إيهاب الشرقاوى، مدير إدارة المعارض والمؤتمرات بمؤسسة الأهرام إن المعارض العقارية تعد من أهم أدوات التسويق التى تستخدمها الشركات لتسويق منتجاتها العقارية، متوقعا اتشارها الفترة المقبلة تزامنا مع المشروعات العقارية الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة وكثرة المعروض.
وأوضح أن شركات التطوير العقارى لجأت لسبل تسويق مختلفة داخل المعارض العقارية للفت أنظار العملاء كالخصومات والعروض التى تقتصر على فترة المعرض والهدايا والديكورات المميزة، خاصة فى ظل كثرة المشاريع السكنية المطروحة بالسوق، والتشابه الكبير فى المنتج وأنظمة السداد والخدمات التى تقدمها الشركات بمشروعاتها.
وأشار إلى أن وكالة الأهرام تولى اهتمامًا خاصًا للتأكد من مدى جدية الشركات والتزامها عن طريق الاطلاع على جميع التصاريح والأوراق اللازمة والتراخيص والاستعلام عن حجم الشركة ووضعها المالى، خاصة بعد حالة التخبط التى شهدتها السوق الفترة الماضى.
وأشار إلى أنه برغم اعتماد العديد من الشركات العقارية فى الآونة الأخيرة على التسويق الشبكى ومواقع التواصل الاجتماعى،، وغيرها من المنصات الإلكترونية للترويج عن منتجاتها، إلا أن المعارض العقارية ستظل محتفظة بمكانتها باعتبارها الأداه الأساسية لتسويق المنتج العقارى.
وأوضح أن التسويق الشبكى، والمنصات الإلكترونية باتا لهما دور مؤثر وفعال نظرا لميزة التفاعلية التى تنفرد بها عن غيرها من وسائل التسويق، والتى تتيح للعميل إبداء رأيه فى الشركة والمشروعات المطروحة.