يُقال أن مونديال قطر هو الأغلى بتاريخ الرياضة، إذ تقدر التكاليف التي وصلت إلى نحو 220 مليار دولار، وهي أكبر من كل النسخ السابقة، أم أن الناس وقعت بفخ الحسابات الخاطئة وكانت هناك تضارب بالأرقام؟
خلال هذا التقرير نستعرض سويًا تكلفة بناء الاستادات ومصاريف مونديال 2022، ومن هو المسؤول عن دفع تكلفة إقامة اللاعبين واللجنة المنظمة للمونديال، والتقارير الخاصة بالعوائد والتوقعات الخاصة بالناتج المحلي لقطر نتيجة استضافتها لكأس العالم.
أرقام خيالية تحدثت عنها تقارير اقتصادية ورياضية، وقارنت بين نسخة مونديال قطر، والـ7 نسخ الماضية.
وكانت نسخة 2014 بالبرازيل هي الأغلى بتكلفة 15 مليار دولار. ثم روسيا 11.6 مليار دولار. ثم كوريا واليابان 2002 بتكلفة 7 مليار دولار، ثم ألمانيا 2006 بتكلفة 4.3 مليار دولار، ثم جنوب إفريقيا 2010 بتكلفة 3.6، ثم فرنسا 1998 بتكلفة 2.3 مليار دولار وأخيرًا كأس العالم في أمريكا عام 94 بتكلفة نصف مليار دولار
فمن أين جاءت الأرقام بـ220 مليار دولار؟
هذا المبلغ الضخم يُعد رؤية قطرية من جانب المسؤولين بالدولة لـ2030 واستراتيجية حكومية طويلة الأمد لتعزيز تنمية المناطق والمرافق والصناعة وأنظمة التعليم ومشاريع البنية التحية ومترو الدوحة والمرافق والفنادق السياحية وكذلك تجهيزات المونديال.
التخطيط لهذه المشاريع بدء قبل حصول قطر على حق استضافة كأس العالم 2022، لكن البطولة سرعت بإنجاز هذه الخطط، إذ أن مصروفات مونديال قطر وحدها كلفت الدولة نحو 8 مليار دولار، بينما كلفت الاستادات من أجل بناءها نحو 6.5 مليار دولار، أما بشأن اللجنة المنظمة للمونديال وسفر وإقامة اللاعبين، فهي تكاليف تتحملها الفيفا.
أما عن رؤيـة قطر 2030 لتنمية البلاد، فكان من المخطط لها أن يخصص نحو 210 مليار دولار لتنفيذ عدة مشاريع داخل البلاد، أغلبها غير مرتبط باستضافة كأس العالم، وتنقسم إلى:
- تنويع أنشطة قطر الاقتصادية غير المعتمدة على الطاقة.
- أن تصبح قطر مركزًا إقليميًا للأعمال.
- الهدف زيادة عدد السياح إلى 6 ملايين سنويًا بحلول 2030.
ومع ذلك، فإن مسألة الـ220 مليار دولار في بناء قطر واستعدادها للمونديال من عدمه هي مسألة نسبية في النظر، حيث دائمًا ما نقرأ التقارير الغربية عندما تحاول مناقشة قضايانا، فيحاولون وضع المقارنات بيننا وبينهم.
على سبيل المثال، روسيا، الدولة التي استضافت كأس العالم 2018، كانت تملك بنية تحتية مميزة قادرة على استضافة كافة شعوب العالم وإقامة حدث هو الأضخم في عالم كرة القدم وهو المونديال.
ملاعب روسيا أيضًا كانت شبه جاهزة على وضعها الطبيعي لاستضافة جميع مباريات كأس العالم، وبالتالي فهو أمر طبيعي أن يكون حجم إنفاقها واستثمارتها أقل مقارنة بدولة ترغب في النهوض بالبنية التحتية الخاصة بها وبملاعبها مثل دولة قطر.
المقارنات التي يتحدث عنها الغرب بشأن التكاليف المصروفة، يعتقد البعض أن تلك الخدمات ستستخدم فقط خلال فترة كأس العالم، مثل شبكة القطارات، ولكن هذا غير صحيح، هو تطوير شامل للدولة من أجل شعبها والسائحين الوافدين إليها طوال العام وليس فقط فترة المونديال.
ومن هنا تأتي النظرة التي قد تخدع بعض الجماهير في الاعتقاد بأن قطر أنفقت بالفعل 220 مليار دولار فقط من أجل استضافة والاستعداد لكأس العالم، وهذا أمر غير صحيح.
توقعات عائدات مونديال قطر
كافة التوقعات والتقارير تُشير إلى أن قطر تستعد لاستقبال نحو 17 مليار دولار داخل خزانتها، إضافة إلى استقبال نحو أكثر من مليون مشجع وسائح، إذ أن عدد المقدمين لشراء التذاكر يصل لأكثر من 80 مليونًا، في الوقت الذي وصلت فيه عدد التذاكر لنحو 1.30 مليون تذكرة.
توقعات بارتفاع الناتج المحلي
المكاسب المالية التي تترقبها قطر بسبب استضافة كأس العالم لن تقتصر على الأمور الرياضية فقط، بل أن هناك توقعات بارتفاع في الناتج المحلي في الفترة من 2021 إلى 2025 بنحو 201 مليار دولار.
إذ تُشير التقارير إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي لقطر في عام 2022 لنحو 172 مليار دولار، وفي 2023 تصل لـ181 مليار دولار، وفي 2024 تصل إلى 191 مليار دولار، وفي 2025 تصل لـ201 مليار دولار.