يتوقع أيهم كامل، رئيس قسم البحوث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة يوراسيا، أن يتسبب الهجوم على وحدتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية يوم السبت الماضى فى وقف ما يزيد على نصف الإنتاج السعودى من النفط الخام أو ما يعادل 5% تقريبًا من الإمدادات العالمية، كما سيقلل من تقييم اسهم الشركة عن طرحها للبيع فى نوفمبر القادم.
وذكرت وكالة رويترز أن ولى العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس خطة اكتتاب شركة أرامكو، كان يتوقع أن تصل القيمة السوقية لها عند الاكتتاب إلى تريليونى دولار، ولكن المحللين فى البنوك التى تشرف على هذا الاكتتاب، يرون أن الهجوم الأخير قد يقلص هذه القيمة السوقية إلى 1.5 تريليونى دولار أو أقل، إذا استغرق انخفاض الإنتاج أسابيع طويلة.
ويرى متعاملون ومحللون فى بنوك ومؤسسات عالمية منها JP مورجان ويوراسيا، أن سوق النفط ستشهد ارتفاعًا فى الأسعار يتراوح بين 15 إلى 20 دولارًا للبرميل فى سيناريو اضطراب يستمر سبعة أيام، وربما تقفز إلى 80 أو 90 دولارًا للبرميل على مدار ثلاثة إلى ستة أشهر قادمة، مع تحول اهتمام السوق إلى العوامل الجيوبوليتيكية، وربما تتجاوز 100 دولار فى سيناريو أطول من ذلك، ما لم تتمكن السعودية من الاستئناف السريع للإمدادات التى تعطلت.
وأدى حجم الهجوم إلى إعادة النظر فى ضرورة دراسة علاوة للمخاطر الجيوسياسية، التى يواجهها النفط، ومن المحتمل أن تؤدى أيضًا لتعقيد خطط الطرح العام الأولى لأرامكو فى ضوء ارتفاع المخاطر الأمنية، وتأثيرها السلبى المحتمل على تقييم الشركة.
وأوقف الهجوم على وحدتى بقيق وخريص إنتاج نحو 5.7 مليون برميل يوميًّا من إنتاج المملكة من النفط، ولم يعط المسؤولون السعوديون جدولًا زمنيًّا لعودة الإمدادات بشكل كامل؛ ما جعل الولايات المتحدة ودولًا أخرى تعلن السحب من مخزوناتها النفطية الاستراتيجية لزيادة الكميات المتاحة تجاريًّا على مستوى العالم.
وقال جيسون بوردوف، المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا فى نيويورك، إن أسعار النفط ستقفز بفعل هذا الهجوم، وإذا طال أمد تعطل الإنتاج السعودى فسيبدو السحب من المخزون الاستراتيجى مرجحًا ومنطقيًّا.
ومع ذلك من السابق لأوانه معرفة مدى الضرر الذى لحق بوحدتى المعالجة، وسلسلة الإمداد السعودية التى تنقل النفط الخام من حقول الإنتاج إلى منشآت التصدير، كما أكد أمين الناصر الرئيس التنفيذى لأرامكو فى بيان، أن الشركة سيكون لديها مزيد من المعلومات خلال 48 ساعة فى الوقت الذى تعمل فيه على إعادة الإنتاج المتوقف.
وجاء الهجوم فى الوقت الذى تقوم فيه شركة أرامكو عملاق إنتاج البترول، بالإسراع فى عملية الطرح العام بالرياض فى غضون أسابيع، بعد أن اجتمع ممثلون من تسعة بنوك عالمية تُشرف على الاكتتاب، ومنها سيتى جروب، وJP مورجان الأسبوع الماضى، لترتيب هذه الصفقة واتفاقها على اجتماع آخر هذا الأسبوع، ولكنه قد يتأجل بسبب هذا الهجوم.