هبطت قيمة صفقات الدمج والاستحواذ العالمية إلى 842 مليار دولار خلال الربع الثانى، بانخفاض 13% عن الربع الأول، وبحوالي 27% عن الربع الثانى من العام الماضي.
يأتي ذلك مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتزايد مخاطر المواجهة المحتملة مع إيران، والتى قلصت ثقة المستثمرين والشركات، لدرجة أن عدد الصفقات العالمية انخفض لأدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
ومع ذلك بلغت قيمة صفقات الدمج والاستحواذ التى نفذتها الشركات الأمريكية حوالى 466 مليار دولار خلال الربع الثانى، أو ما يعادل أكثر من 55% من الإجمالى العالمى، لتتصدر جميع المناطق فى أنحاء العالم ومنها أوروبا التى هبطت قيمة صفقاتها بأكثر من 54%، لتسجل 152 مليار دولار، وبعدها آسيا بانخفاض 49% لتتراجع إلى 132 مليار دولار خلال نفس الربع.
وذكرت وكالة رويترز أن الصفقات الضخمة بين الشركات الأمريكية ساعدت على انتعاش نشاط الدمج والاستحواذ على مستوى العالم خلال الربع الثانى، بفضل دعم أسواق التمويل لها، والتى جعلتها قادرة على تحدى التوترات التجارية وانتهاز الفرص السانحة لها لتستولى على الأسهم القوية لتحقق صفقات بين شركات من قطاعات مختلفة.
قال هيرنان كريستيرنا، رئيس قسم الدمج والاستحواذ العالمى فى بنك JP مورجان تشيز الأمريكى، إن الصفقات الضخمة التى تتجاوز الواحدة منها 10 مليارات دولار كان أغلبها فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الربع الثانى، لتتفوق الشركات الأمريكية التى تضاعف حجمها بفضل هذه الصفقات على نظيرتها الأوروبية التى فقدت المميزات التنافسية.
وجاءت أكبر الصفقات خلال الربع الثانى بقيمة 121 مليار دولار، والتى وافقت فيها شركة يونايتيد تكنولوجيز الأمريكية لصناعة الأسلحة والفضاء على الاندماج مع شقيقتها الأمريكية راثيون للمعدات العسكرية، وبعدها صفقة استحواذ شركة آبفى للأدوية على أليرجان للأدوية بحوالى 63 مليار دولار، وكذلك استحواذ «أوكسيدنتال بتروليوم» على «أناداركو بتروليوم» بحوالى 38 مليار دولار.
لكن بعض محاولات الدمج والاستحواذ بين الشركات والبنوك الأوروبية الكبرى فشلت بسبب القواعد التظيمية خلال تلك الفترة، ومنها الاندماج بين مجموعة فيات كرايسلر للسيارات مع رينو الفرنسية، وبنك ديوتش مع كوميرزبنك الألمانيين، كما أكد باولو بيريرا مؤسس شركة بيريللا فيتبرج بارتنرز للاستشارات المالية.
ويرى كارى كوشمان، رئيس قسم الدمج والاستحواذ ببنك سيتى جروب، أن الصفقات العابرة للحدود تأثرت سلبا أيضا بسبب الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم، لدرجة أنه فات أكثر من 400 يوم عن الإعلان عن آخر صفقة من هذا النوع تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار، غير أن الصفقات بين شركات الاستثمار قفزت إلى حوالى 136 مليار دولار، لتقترب من أعلى مستوى فى تاريخها، وذلك بسبب الديون الرخيصة التى شجعت على الاستحواذ.
وأكد توم مايلز، رئيس الدمج والاستحواذ فى الأمريكتين فى بنك مورجان ستانلى، أن العام الحالى يشهد ارتفاعا مستمرا فى الصفقات الضخمة، وأن جميع البوادر تشير إلى استمرار هذا الاتجاه، كما أن الشركات الصغير ومتوسطة الحجم بدأت أيضا تشعر بالارتياح والتفاؤل بالمناخ الاقتصادى وتدرس عقد مثل هذه الصفقات.