قالت الدكتورة هبة السويدى، مؤسس جمعية أهل مصر لعلاج الحروق، إنها تعتزم افتتاح مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق بشكل تجريبى فى سبتمبر المُقبل، مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل حاليًا من خلال متابعة حالات الحروق فى المستشفيات الأخرى فى مصر.
وكشفت – فى حوار مع «المال» – عن تفاصيل تأسيس المستشفى الأول من نوعه فى مصر، مؤكدة أن أول 6 ساعات هى الفارقة فى حياة ضحايا الحروق، وإذا لم يتم إسعاف الضحايا بشكل صحيح؛ فإن الحالة تتدهور، موضحة أنَّ %18 من مصابى الحروق تحدث لهم إعاقات دائمة.. وإلى تفاصيل الحوار.
● «المال»: هل انتهت إنشاءات ومبانى مستشفى أهل مصر، وماذا يتبقى حتى الآن؟
السويدى: المبانى تم الانتهاء من تنفيذها بالكامل، ويجرى الآن استكمال تركيب الأجهزة الطبية، واستخراج التراخيص اللازمة لبدء العمل بشكل رسمى.
● «المال»: هل يوجد موعد لافتتاح مستشفى أهل مصر بشكل رسمي؟
«السويدى»: التراخيص تحتاج إلى وقت، خاصة مع اختلاف الجهات المُصدرة ، ونعمل مع جميع الجهات فى وقت واحد لاستكمال الطلبات والحصول على جميع التراخيص فى أسرع وقت، ومن المحتمل انتهاء هذه الإجراءات والأوراق فى سبتمبر المُقبل، لنبدأ الافتتاح التجريبى للمستشفى.
● «المال»: ما هى الطاقة الاستيعابية للمستشفى، وعدد أسِرَّة الرعاية المركزة؟
«السويدى»: المستشفى يضم 200 سرير، من بينهم 40 سريرا للرعاية المركزة، بالإضافة إلى 6 حضانات مُنفصلين، وستكون أهل مصر أول مستشفى يضم قسما خاصا لعلاج الأطفال فى المراحل السنية المختلفة.
● «المال»: المستشفى تم إنشاؤها بالكامل بأموال التبرعات، هل توجد خطة لاستدامة تقديم الخدمات الطبية خلال التشغيل؟
«السويدى»: أثناء بناء المستشفى كانت ذروة جائحة كورونا العالمية، ومع ذلك لم نتوقف واستمرت أعمال البناء والتشطيبات، وفى الوقت نفسه المؤسسة مستمرة فى علاج وتأهيل ضحايا الحروق فى مستشفيات أخرى تحت إشراف الفريق الطبى لمستشفى أهل مصر، فحاليًا نعمل على تقديم الخدمة الطبية لمصابى الحروق منذ أربع سنوات، وتم تقديم العلاج لأربع آلاف حالة، بالإضافة إلى خضوع خمسين حالة أسبوعيًا لعلميات جراحية، وعلاج ليزر.
ولدينا خطة للعمل داخل المستشفى بعد افتتاحها، بتقديم الخدمة الطبية لضحايا الحروق مجانًا، بالإضافة إلى تقديم خدمات الكشف للتخصصات المختلفة، والأشعة والتحاليل مُقابل تبرع أو كشوف رمزية.
ونسعى حاليًا إلى إتمام وقف خيرى، للمساهمة فى تشغيل المستشفى وتحمل الرواتب وتكاليف تقديم الخدمات الطبية؛ بحيث تضمن الاستمرار والاستدامة.
● «المال»: هل تم تجهيز المستشفى لاستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة، خاصة مع اختلاف وتعدد الإعاقات؟
«السويدى»: بالتأكيد، فشروط البناء للحصول على رخصة التشغيل للمستشفيات فى مصر يحتاج إلى هذا الشرط، وتمت مرعاته فى جميع المبانى والغرف لمختلف الإعاقات، بالإضافة إلى أنَّ %18 من مصابى الحروق تنتج لديهم إعاقات دائمة، فضلًا عن نسبة أخرى تحدث لديهم إعاقة وقتية نتيجة خلل فى وظائف الجسم بحسب مكان ونسبة الحروق، ولذلك المستشفى بالكامل مُجهز تمامًا لاستقبال جميع الإعاقات، كما سيتم طباعة أرقام الغرف بطريقة «برايل» ليتمكن ذوى الإعاقة البصرية من قراءة الأرقام.
● «المال»: هل توجد فرص لمشاركة المستشفى فى مشروع التأمين الصحى الشامل؟
«السويدى»: التأمين الصحى حتى الآن فى مصر، لا يغطى ضحايا الحروق، ولكن يُمكن استقبال جميع الحالات من أى جهة أو مؤسسة فى مصر، فى النهاية تقديم الرعاية الطبية لمصابى الحروق هدف مستشفى أهل مصر، ونُرحب بالتعاون مع الجميع طالما فى صالح المريض. وأتمنى تغطية التأمين الصحى لمصابى الحروق، خاصة مع ارتفاع تكلفة علاجهم، فضلًا عن إعادة تأهيلهم ودمجهم مرة أخرى.
كما نسعى إلى نقل خبرات فريق العمل، فى علاج الحروق، إلى جميع الأطباء والتمريض فى مختلف المحافظات، ومن ضمن الخطة لمستشفى أهل مصر، نقل الخبرات للعاملين فى مختلف الجهات سواء مستشفيات وزارة الصحة، أو المستشفيات الجامعية، خاصة أن الفترة الحرجة فى علاج مصابى الحروق هى الـ 48 ساعة الأولى بعد الحادث، حتى لا تحدث عدوى أو وفاة، ويهمنا فى النهاية الحفاظ على حياة المريض حتى يتم التحويل لمستشفى أهل مصر خاصة فى المناطق النائية والمحافظات، ولذلك سنتعاون مع كل الجهات لنقل الخبرات وتطوير إمكانيات فريق العمل أيضًا.
● «المال»: هل مشكلة هجرة الأطباء والتمريض، خاصة فى بعض التخصصات يسبب أزمة فى الطاقم الطبى لمستشفى أهل مصر؟
«السويدى»: المشكلة فى مستشفيات مصر كلها، ورغم كفاءة التمريض المصرى، لا يوجد تدرج وظيفى مُحفز ليلتحق به الشباب، بالإضافة إلى ضعف المرتبات بالنسبة لفرص العمل المعروضة من الخارج، ويحتاج التمريض بشكل عام إلى آلية عمل وتدريب مختلفة، بالإضافة إلى الدعم والتقدير المعنوى، وسيحقق نجاحًا أكبر ويفرز كوادر تغطى السوق المصرية.
وأعتقد أن إصلاح المنظومة بدأ من تعيين ممرضة كعضو فى مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى زيادة رواتبهم بنسبة، والاهتمام الرئاسى بالقضية يعطى زخمًا ومناقشة صحية تقود فى النهاية إلى الحل.
● «المال»: هناك بروتوكولات تعاون بين مستشفى أهل مصر، واتحاد التأمينات، وشركة اتصالات .. هل التعاون مستمر مع هذه الجهات؟
«السويدى»: بالفعل تم التعاون مع هذه الجهات، وتم عمل توعية بمخاطر الحروق، وتفادى وقوع حالات الحرق، بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية لمصاب الحروق، وتم استهداف مناطق حرفية لمهن تكون النار جزءا من عملهم، لتفادى وقوع الحوادث والتدريب على كيفية التعامل حال وجود مصابين بالحروق بدرجاتها المُختلفة.
● «المال»: هل هناك تعاون جديد مع جهات مُختلفة لتقديم الدعم لضحايا الحروق؟
«السويدى»: بالطبع، هناك تنسيق دائم مع مختلف الجهات لإعادة تأهيل ضحايا الحروق، ونعمل على تمكين المرأة المصابة بحروق، أو التى لديها طفل أصيب بحروق، حتى نوفر لها فرصة عمل مناسبة، أو نساعدها فى إقامة مشروع صغير يوفر لها دخلًا مناسبًا حسب خبرتها وقدرتها على العمل، ومساعدتهم على تسويق منتجاتهم.
● «المال»: هل هناك مساهمات أخرى لمؤسسة أهل مصر؟
«السويدى»: نستكمل علاج الحالات حاليًا، ونستعد لافتتاح المستشفى، بالإضافة إلى استمرار خطط التوعية بمنع الحروق، بالإضافة إلى العمل مع عدد من الشركاء لتوصيل مياه شرب فى محافظات مختلفة.