لأول مرة يصل سعر كيلو منتج زراعي إلى 100جنيه وهو الليمون، مقابل 6جنيهات خلال العام الماضي نتيجة انخفاض المعروض بشكل كبير حاليا، وأكد عدد من التجار أن أهم سبب لارتفاع سعر الليمون هو قيام المزارعين بجني المحصول دون الوصول إلى الوزن المثالي للثمرة طمعا في المكسب خصوصا مع تزامن الفترة الحالية مع مواسم شم النسيم ثم رمضان وبعد ذلك عيد الفطر .
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن المساحات المنزرعة بالليمون قليلة نسبيا بالنسبة لأشجار الموالح الأخري حيث لا تتعدي أشجار الليمون 10% من أشجار الموالح.
وأكد أن هناك عددا من المزارعين قام بالتعديل من أشجار الليمون بسبب عدم جدوي زراعته في السنوات الماضية وانخفاض سعره، وهو ما أدي إلي انخفاض المعروض منه بالأسواق خلال هذه الأيام
وأشار إلي أن المساحة المزروعة بأشجار ليمون في مصر 40 ألف فدان تقريبا طبقا لآخر إحصائية معظمها في محافظة الشرقية حوالي14 ألف فدان، والفيوم 6آلاف فدان تقريبا والبحيرة 3 آلاف فدان تقريبا وحوالي8 آلاف فدان غرب النوباربة، وتتوزع باقي المساحة في جميع أنحاء الجمهورية.
وأضاف “أبوصدام” أن السبب الأساسي في ارتفاع سعر الليمون في مثل هذا الوقت من كل عام هو قلة الإنتاجية ووصول كيلو الليمون حاليا إلي 100 جنيه يرجع إلي الانخفاض الشديد في الإنتاج أساسا مع التغيرات المناخية غير المناسبة التي أدت إلي انخفاض شديد في الإنتاجية حاليا، وبالتالي قلة المعروض مع كثرة الاستهلاك .
ولفت إلي أنه مع حلول شهر رمضان وعيد الفطر والذي يزيد فيهما الإقبال علي شراء الليمون ، بالإضافة إلي أن نظام التصويم الذي يتبعه المزراعون حيث يبدأ التصويم في بداية شهر يوليو لنحصل علي ثلاثة مواسم، ويكون المحصول الأساسي ويسمي “السلطاني” ويبلغ 60%من إنتاج الشجرة في شهر مارس والموسم الثاني الذي يكون الإنتاج بنسبة 30% ويسمي “الرجيعه” في شهر أكتوبر.
وأوضح أنه في الموسم الحالي الذي ترتفع فيه أسعار الليمون ويسمي بالرجعيه الثانية فالإنتاج يمثل 10 %فقط ومع زيادة الطلب علي الليمون خلال شهر رمضان وقلة المعروض ارتفع سعره بشكل جنوني.
وأكد “أبوصدام” أن شجرة الليمون البالغة تنتج من2000 إلي 3000 ليمونة في العام وينتج الفدان من8 إلي10طن بما يعني أن متوسط إنتاج مصر من الليمون سنويا يصل إلي 300000 ألف طن تقريبا.
ولفت إلى أن هناك بعض المزارعين يقطفون الثمار قبل اكتمال نضجها طمعا في الربح، مما يؤثر علي جودة وكمية الإنتاج ورغم أن نظام التصويم له الفضل في وجود ثمار الليمون طوال العام .
وأوضح أن نظام التصويم يمنع الري عن الأشجار الذي يصل عمرها من 6 إلي 10 سنوات خلال شهر يوليو وأغسطس لتروي في سبتمبر وأكتوبر فيما يعرف بالتصويم الأصغر وفي حالة( الصيام الكبير ) يكون عمر الأشجار أكبر من عشر سنوات تصوم الأشجار تسعة أشهر وتروي في شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر إلا أن كثرة تصويم الأشجار يؤدي إلي قصر عمرها نسبيا.
وطالب “عبدالرحمن” بضرورة تدخل الحكومة لإحداث التوازن المطلوب بالطرق المتاحة حتي لو تم فتح باب الاستيراد لتعويض قلة المعروض، والحفاظ علي الأسعار وضرورة ضبط الأسواق للتقليل من الحلقات الوسيطة واستغلال البعض لقلة المعروض ومنع الاحتكار لترجع أسعار الليمون لتكون في متناول الجميع، نظرا للأهمية الغذائية الكبيرة له.
وأكد سيد أبو زيد تاجر بسوق العبور لتجارة الجملة، أن سعر الكيلو جملة سجل اليوم، من 40 إلي 50جنيها مقابل 25جنيها قبل العيد بينما قفز السعر للمستهلك من 60 إلي80جنيها في سوق للتجزئة مقابل 35جنيها مؤخرا .
وأوضح أن هناك بعض الممارسات التي يقوم بها المزارعون تساهم في القفزات المتتالية للسعر منها الجني المبكر والتصويم مما يقلص من الإنتاج.