قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إنه رغم أن رؤية البطيخ الأحمر في المنام ليلًا يدل على صحة وعافية ورزق واسع لصاحب الرؤيا، حسب أقوال المفسرين، فإن تدني أسعاره في اليقظة بالنهار يسبب خسائر فادحة للمزارعين.
ولفت عبد الرحمن إلى أن البطيخ كما نسميه أو الدلاع والحبحب كما يسمي في بعض الدول العربية، من الخضراوات الصيفية عديدة الفوائد، ويستعمل كمفتِّت للحصي ومُدِرّ للبول ومهدِّئ للأعصاب ولتسهيل عملية الهضم ويحتوي البطيخ على كثير من الأحماض الأمينية والعناصر المهمة لبناء الأجسام.
وأكد نقيب الفلاحين أنه ورغم كونه خضرًا فإن غالبية البسطاء يعتبرونه فاكهتهم المفضلة وطبقًا لآخِر بيانات “المركزي للإحصاء” فمتوسط نصيب الفرد من البطيخ والشمام 9.1 كيلوجرام سنويًّا، وإنتاج مصر من البطيخ حوالي 1.646 مليون طن سنويًّا، و141 ألف طن شمام سنويًّا.
وأشار إلى أن الفاقد من البطيخ والشمام 188 ألف طن سنويًّا، منوهًا بأن البطيخ تعرَّض لكمٍّ غير عادي من الشائعات عن وجود بطيخ مسرطن، رغم نفي الجهات المعنية لكل الشائعات، وتأكيدهم أن المبيدات لا ترصد بالعين المجردة وأن تغير لون البطيخ يرجع لعوامل مناخية، إلا أن هذه الشائعات كان لها نصيب الأسد في تخويف المواطنين من شراء البطيخ وتدني أسعاره.
وأضاف أبو صدام أن مصر تحتل المرتبة السادسة عالميًّا بين الدول الأكثر إنتاجًا للبطيخ، وتزرع مصر سنويًّا ما يزيد على 160 ألف فدان تقريبًا، وتزرع أصنافًا كثيرة أشهرها جيزة وعياش والنمس وسكاتة.
وذكر أنه يزرع البطيخ بمصر في 3 عروات رئيسية وهي: الشتوية وتُزرَع في (نوفمبر وديسمبر)، والصيفية وتُزرع في (يناير وفبراير)، والخريفية وتزرع في (مايو ويونيو).
وصرح بأن زراعة البطيخ تواجه الآن أزمة خطيرة لقلة إنتاجيته؛ لأن البطيخ من الخضر الحساسة جدًّا لتغير درجات الحرارة، وسريعة الإصابة بالأمراض ولعزوف مزارعي البطيخ في مصر عن زراعته بسبب تدني أسعاره وتكلفتة زراعته الباهظة.
وأوضح أن سعر البطيخة الواحدة التي تتراوح أحجامها من 6 إلى 8 كيلوجرام بـ3 جنيه فقط في المزرعة، وأنها تصل للمستهلك من 10 إلى 15 جنيهًا نتيجة الحلقات الوسيطة والنقل والعمولة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن عملية زراعة البطيخ تبدأ بشراء تقاوي البطيخ التي غالبًا ما تكون مستوردة وبأسعار عالية، إلى تحديد طريقة زراعته فإذا كان “مزقاوي” تقسم الأرض إلى مصاطب بعرض 175 سم بعد تجهيزها بالحرث وإضافة السماد البلدي وتُزرع البذور على الريشة الشمالية في جور على مسافة 75 سم بمعدل 4 إلى 6 بذور.
ولفت إلى أن الزراعة بالطريقة البعلية، والتي يعتمد الري فيها على المياه الجوفية تحفر الأرض إلى خندق بعمق متر إلى متر ونصف المتر تقريبًا حسب بعد المياه الجوفية بطريقة مائلة كل 2 متر عرض مع فرش قش الأرز لتتسلق عليه النباتات، وبعد زراعة اللب تبدأ الرحلة من خف البطيخ لتسريح العروش للرش ومداومة الري حتى نضج الثمار.