نقطة نظام.. تأثيرات الوفاق الأميركى الأوروبى على الشرق الأوسط

نقطة نظام.. تأثيرات الوفاق الأميركى الأوروبى على الشرق الأوسط
شريف عطية

شريف عطية

9:17 ص, الخميس, 19 نوفمبر 20

هل تعود أوروبا- كما المتوقع- حليفًا وشريكاً للولايات المتحدة.. بعد انقضاء فترة الهجوم «الشعبوي» فى سنوات «ترامب» على نظامهم العالمى الليبرالى الأثير، وهل سوف تشارك واشنطن أوروبا فى التعامل مع الأزمات الإقليمية، خاصة ما يرتبط منها بالأمن الأوروبى من شرق البحر المتوسط إلى مجمل منطقة الشرق الأوسط، وماذا عن استدامة العلاقات الأميركية الخاصة مع بريطانيا على اعتبار علاقتها التاريخية القديمة التى تربطها مع المنطقة، وليس آخراً، إزاء التعامل الأميركى مع الضفة الأوروبية للمحيط الأطلنطى مع حلف «ناتو» ودعم ميزانيته من عدمه، ذلك دون استثناء احتمالات عودة روسيا للانضمام إلى عضوية مجموعة الدول السبع الصناعية الغربية الكبرى، وتبعات هذه الخطوة على أهمية العمل المشترك بين أميركا وأوروبا فى معالجة التحركات العدوانية التى تقودها تركيا فى الشرق الأوسط.

إلى ذلك السياق، ورغم قائمة طويلة من القضايا العاجلة (..) التى تتطلع أوروبا إلى الولايات المتحدة للانخراط فى معالجتها، أكثرها أهمية، مكافحة الإرهاب- وبشأن الاتفاق النووى الإيرانى، إذ يتوقف على طريقة مباشرتهما- غربياً – مستقبل بلدان المنطقة فى الأعوام القليلة المقبلة، سواء من حيث استئناف الضغط الأميركى- الأوروبى منذ العقد الماضى على العالم العربى للاستجابة لنواهيهما فى شأن التمدد السياسى لما يسمى «الإسلام الليبرالي»- الذى يمثله من وجهة نظرهما- «الإخوان المسلمين» وما إليهم فى تونس وليبيا وسوريا والبحرين.. إلخ، إلى جانب أذرعته المحرضة فى كل من إيران وتركيا، وربما إسرائيل من خلف الستار، إذ تضغط هذه الجوقة على العرب للقبول بإدخال ممثلى الإسلام السياسى إلى البرلمانات العربية، بما فى ذلك فك التضييق على حراكهم المجتمعى، إيذاناً بالموجة الأولى للربيع العربى 2011.. بدعم مطلق وقتئذ من الإدارة الأميركية التى ألقت خلفها بكامل ثقلها- دون مواربة، وفى ظل صمت أوروبى أقرب إلى الموافقة، ذلك قبل أن تقود مصر والسعودية- تحديداً- إلى جانب صمود سوريا- الهجوم المضاد لإيقاف عجلة هذا المشروع الغربى فى 2013، إلا من فلول مطاردة يمكن لواشنطن إحياؤها بقبلة الحياة مجدداً، لولا وجود متغير مؤثر من خارج المنطقة العربية، يكمن ربما فى أوروبا التى اتضح لها فى السنوات الأخيرة، بعد أن دق الإرهاب أبواب عواصمها ومدنها الكبرى، مخاطر كل من الأذرع التركية والإيرانية فى دعم الإرهاب، ما قد يحول دون تلازم الضغط الأوروبى مجدداً مع صنوه الأميركى لاستئناف دعم ما يسمى «الإسلام الليبرالي» – كعصفة ذهنية- ارتدت توابعها على المجتمعات الأوروبية، بذرائع الحفاظ على حقوق الإنسان، وما إليها، وإن كان ذلك الإحجام الأوروبى لن يمنع واشنطن من العمل به منفردة إذا أرادت، وفى ظل موافقة أوروبية صامتة لأسبابها، الأمر الذى من المهم استعواضه عربياً.. بالانفتاح على الشرق، مع روسيا والصين والهند، من بعد الاستياء مجدداً من السياسة الأميركية (والأوروبية)، حيث تبقى الأبواب مشرعة على كل الاحتمالات، سواء من خلال وقار «كلمة الكرملين» أو عند غياب الوفاق الأميركى- الصينى على المستوى العالمى، أو فى زمان كاد فيه الاعتماد على أميركا.. أن يذهب إلى غير رجعة، بحيث يتقدم الاستقلال الإستراتيجى الأوروبى الذى يطالب به البعض، عما عداه من التأثيرات المحتملة للوفاق الأميركى الأوروبى على الشرق الأوسط.