أعلنت وحدة تشاثام هاوس التابعة للمعهد الملكى للشئون الدولية RIIA أن أسعار المواد الغذائية فىالعالم ارتفعت هذا العام إلى أعلى مستوى منذ حوالى عشر سنوات بسبب نقص الإمدادات نتيجة انتشار وباء كورونا والظروف المناخية المتطرفة التى أدت إلى خسائر محاصيل هذا الصيف ولاسيما القمح فى كبرى الدول المصدرة له.
وجاء فى تقرير تشاثام هاوس الصادر فى سبتمبر الجارى أن موردى المواد الغذائية يبذلون جهودا مكثفة لمواكبة أعداد المستهلكين المتزايدة فى ظل الارتفاع القياسى فى درجات الحرارة و ظروف الجفاف الشديد التى رفعت أسعار الذرة وفول الصويا والقمح للعقود الآجلة فى بورصة السلع بشيكاغو هذا الصيف بحوالى %90 و50 % و30 % على التوالى بالمقارنة بعام الوباء.
وأعلنت أيضا منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التى مقرها روما أن أسعار الغذاء العالمية قفزت فى أغسطس الماضى للشعر الثالث على التوالى وأن محاصيل الحبوب العالمية ستبلغ تقريبا 2.788 مليار طن بنهاية العام الجارى انخفاضا من تقديرها السابق البالغ 2.817 مليار طن مع استمرار الجفاف فى العديد من الدول المنتجة الرئيسية.
وذكرت وكالة بلومبرج أن متوسط مؤشر منظمة فاو لأسعار الغذاء العالمى والتى تتتبع الأسعار العالمية لمعظم السلع الغذائية الأولية المتداولة عالميا بلغ 127.4 نقطة الشهر الماضى مقارنة مع 123.5 نقطة فى يوليو و 123 نقطة فى يونيو من هذا العام علاوة على أن الأسعار قفزت فى أغسطس بحوالى 32.9 % بامقارنة بنفس الشهر من العام الماضى.
وقال المحللون بمنظمة الفاو أنه من بين الحبوب الرئيسية شهدت توقعات إنتاج القمح أكبر مراجعة بالخفض لتنزل 15.2 مليون طن منذ يوليو إلى 769.5 مليون طن فى أغسطس لأسباب من أهمها الظروف المناخية السيئة فى الدول المصدره لها وخصوصا الولايات المتحدة وكندا وقازاخستان وروسيا.
وتتوقع منظمة الفاو ارتفاع تكلفة واردات الغذاء العالمية بحوالى %12 مع نهاية العام الحالى لتبلغ مستوى قياسيا بسبب ارتفاع أسعار السلع وزيادة الطلب خلال جائحة كوفيد-19 وكذلك زيادة أسعار الشحن ليصل إجمالى التكلفة المتوقعة إلى 1.715 تريليون دولار هذا العام من 1.530 تريليون فى العام الماضى لتقترب من ارتفاعات قياسية سابقة فى الفترة من 2006 إلى 2008 ومن 2010 إلى 2012.
وكانت أسعار الغذاء العالمية ارتفعت فى مارس من العام الماضى للشهر العاشر على التوالى عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا بات وباء عالميا لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو من عام 2014 بقيادة قفزات لأسعار الزيوت النباتية واللحوم ومنتجات الألبان وبلغ متوسط مؤشر فاو لأسعار الغذاء فى مارس 2020 حوالى 118.5 نقطة و116.1 نقطة فى فبراير السابق له.
ومن المتوقع أن يؤدى استمرار انتشار الموجات المتتالية والسلالات المتحورة من فيروس كورونا مثل دلتا المميت إلى ارتفاع أعداد الجوعى والأفراد غير القادرين على شراء وجبة صحية إلى حوالى 3 مليارات نسمة فى العالم وأن الوباء سيكلف اقتصاد العالم خسائر مرتقبة تقدر بحوالى 30 مليار دولار ولاسيما فى الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض التى ستتحمل أضرارا شديدة نتيجة التضخم فى أسعار الطعام العالمية التى قفزت بأكثر من %34 خلال النصف الأول من العام الجارى بالمقارنة بنفس النصف من العام الماضى وربما ترتفع أكثر خلال الشهور المقبلة إذا ساءت الظروف المناخية فى أوروبا وأمريكا الشمالية.