تشهد مسلسلات شهر رمضان القادم الذي تفصلنا عنه 3 أشهر تقريبا ، اقتحام ورش الكتابة لكثير من الأعمال الفنية الدرامية الذي يعتمد عليها صناع تلك المسلسلات بدلا من الاستعانة بكاتب أو مؤلف واحد للعمل الدرامي.
فمسلسل المداح 3 بطولة النجم حمادة هلال ، يتكون من ورشة كتابة تحت إشراف أمين جمال ووليد أبو المجد وشريف يسري .
ومسلسل الأجهر بطولة النجمين عمرو سعد ودرة يتكون من ورشة كتابة ملوك إخراج ياسر سامي .
ومسلسل كامل العدد بطولة النجمة دينا الشربيني ويشاركها النجم شريف سلامة ، تأليف ورشة كتابة ياسر طاهر ورنا أبو الريش ، ومسلسل الحاج اكسلانس بطولة النجم محمد سعد تأليف ورشة كتابة بلاك هورس ومسلسل وسط البلد 2 تأليف ورشة كتابة أيضا تحت إشراف أمين جمال ، ومسلسل السجل الأسود بطولة النجمان خالد سليم ومي سليم تأليف ورشة كتابة ياسر بدوي وناصر طوبال .
رامي عبد الرازق : قليل للغاية أن تصدر ورش الكتابة مسلسلات جيدة باستثناء مريم نعوم
قال الناقد الفني رامي عبد الرازق، إن ورش الكتابة في مصر الغرض الوحيد منها أن الحلقات تكتب بسرعة ، وأغلبها مستواها ضعيف باستنثاء ورش كتابة لمريم نعوم التي يكون غرضها الأساسي وجود أكثر من موهبة وخبرة فيها وذلك يظهر في مسلسلاتها حقيقة .
وأشار إلى أن مريم نعوم ورشتها هي الأنضج وأقرب للمستوى الفني الجيد ، غير ذلك قليل جدا من ورش الكتابة التي تقدم أعمال درامية بمستوى فني جيد، لأننا نعي جيدا أن ورشة الكتابة من إنتاج العمل وجودته من حيث تقديم موضوعات مختلفة وبناء درامي مختلف أم أننا ندور في قوالب نمطية دراميا أو محاولة محاكاة أعمال فنية قديمة سواء مسلسلات أو أفلام أو استغلال نجاح أجزاء من مسلسلات سابقة وتقديم نفس الفكرة مرة أخرى أو محاولة تقديم مسلسل تريند للرائجة .
ونوه أيضا أنه لو أديرت هذه الورش بشكل جيد سنرى أعمال درامية مميزة ، إنما هناك أعمال فنية تتكون من ورش الكتابة تمر مرور الكرام على الجمهور ولا تبقى في الذاكرة ، ويجب أن تدار هذه الورش بطريقة معينة لأنها حساسة للغاية من حيث فهمها واستيعابها وتوظيفها ، لافتا إلى أننا كنا نشاهد مسلسلات للكتاب الكبار محفوظ عبد الرحمن ووحيد حامد وأسامة أنور عكاشة يكتبون مسلسلات تتجاوز 100 حلقة لأنهم كانوا يملكون مشاريع فنية ضخمة ومهمة ولديهم وعي وثقافة غزيرين، عكس الموجودين حاليا في السوق فيتم كتابة مسلسل 30 حلقة من 4 مؤلفين كورشة كتابة ويعلنون تضررهم أن الوقت ضيق ويعملون في أشهر قليلة كأنهم يتباهون بالخطأ وذلك كله ضد الإبداع الفني حقيقة وأسوا مافرزته هذه الصناعة التباهي بهذه الأخطاء .
وأكد عبد الرازق أنه يتم الاستعانة بورش الكتابة من أجل انهاء كتابة المسلسل في شهرين فقط ، كأن شهر رمضان يأتي مفاجأ للصناع ولايعون أن له توقيتا معينا ويستطيعون بدء الكتابة مبكرا ليظهر العمل الفني بصورة مميزة . وإلا ستظل ورش الكتابة لتوفير الوقت للعمل الفني على حساب الجودة الفنية باستثناءات قليلة للغاية التي تستطيع مراعاة عامل الوقت مع أخذ في الاعتبار ضرورة وجود جودة فنية للعمل وفق” عبد الرازق “.
لذلك المسلسلات القديمة مازالت تحظى بمشاهدة كبيرة حينما تعرض على القنوات حتى الآن مثل عبد الغفور البرعي ورأفت الهجان وليالي الحلمية والشهد والدموع وغيرها ، وذلك غير موجود في المسلسلات الحديثة للأسف بسبب عدم التأني في تنفيذها وكتابتها فلا تجد صدى لدى المشاهد ولا تتخلل في وجدانه مثل الأعمال الدرامية القديمة ، لذلك ستظل الورش جزء من العجلة التجارية التي تهرس هذه الصناعة.
سمير الجمل : الورش نظامها يصلح لموضوع معين ولا تتناسب لقصص أخرى
أعرب السيناريست سمير الجمل أن نسبة نجاح ورش الكتابة لا تتجاوز 20 في المئة ، لاسيما أنها غير واضحة المعالم، بالإضافة لاعتمادها على الاقتباس وكذلك عدم انسجام النص بشكل كامل بشخصياته وأحداثه بشكل ملائم للموضوع .
وتابع أن الورش نظامها يصلح لموضوع معين ولاتتناسب لقصص أخرى ، وكان أساسها لمسلسلات السيت كوم التي تعتمد على شخصيات محددة وفي نفس الوقت الموضوع معروفا مثل مسلسل ” راجل وست ستات ” ، كل الأحداث تتطور من خلال موضوع العمل فيمكن أن يعمل فيها مؤلف وآخر وغالبا تكون الحلقات منفصلة متصلة ولا توجد أزمة في تقديمها بورشة كتابة.
إنما في موضوعات أخرى يصعب أن يشترك فيها أكثر من مؤلف وفق” الجمل ” ، فيمكن مساعدة شخص لآخر في التفكير وليس في الكتابة حتى تظهر قصة العمل منسجمة بصورة جيدة.
وأكد أنه يقدم كتابا عن ورش السيناريو وسيصدر في معرض الكتاب الفترة القادمة ، لوضع قواعد سليمة لكتابة الورش ، بدلا من ظهور مؤلفا لعمل درامي حقق النجاح ولفت الأنظار وفي العمل الفني التالي يقوم بعمل ورشة كتابة مكونة من 4 أو 5 مؤلفين وهو المشرف عليها ، فذلك ليس سليما أبدا ولو حقق نجاحا مرة لن يستمر الأمر بهذه الصورة دائما ، لأنه من الطبيعي أن يكتب العمل الدرامي في سنة على الأقل وليس معقولا أن يقوم بالإشراف على ورشة كتابة 5 مسلسلات دفعة واحدة .
واستطرد قائلا إنه يقول في كتابه ” ورشة السيناريو” أن ورشة ماركيز الذي قدم كتابه الشهير” مائة عام من العزلة” وحصل به على جائزة نوبل ، تعتمد على تفكير جماعي لكن شخصا واحدا هو المسؤول عن الكتابة ، ومن هنا يخرج النص الدرامي منسجما بشكل تام وعلى مستوى عال جدا .
رامي المتولي : أصبحت وسيلة لتخفيف الضغط على المؤلفين
ويرى الناقد الفني رامي المتولي، أنها أصبحت وسيلة لتخفيف الضغط على المؤلفين ، مع ظروف الإنتاج الحالية وضغط الوقت يصعب أن يتم كتابة سيناريو لمد سنة يحدث عليه تعديلات مثل المسلسلات القديمة التي كنا نشاهدها .
وبالتالي هذه هي الطريقة العملية في التعامل مع عنصر الوقت ، لاسيما أنها نظاما معمول به في أمريكا بالتوازي مع نظام العمل للمؤلف الواحد وفق” المتولي” .
وأضاف هناك مؤلفون ناجحون في ورش الكتابة ، وهناك عدد من الصحفيين يعملون بورش الكتابة ويملكون أكثر من موهبة مثل محمد عبد الكريم فهو روائي ومحمد علوش فهو لديه خبرة بالموسيقى مثلما كان الفنان الراحل سعيد عبد الغني كان كاتبا جيدا وصحفيا مميزا أيضا، بالإضافة لكونه ممثلا عظيما